جمع الحطب و”تفحيمه” مهنة جديدة لسكان ريف اللاذقية.. والمجلس المحلي يهدد من مخاطرها

جمع الحطب و”تفحيمه” مهنة جديدة لسكان ريف اللاذقية.. والمجلس المحلي يهدد من مخاطرها

سارة الحاج

يقوم الأهالي بريف #اللاذقية بجمع الحطب وتقطيعة يدوياً، من ثم تحويله إلى فحم بطريقة بدائية، وتعتبر هذه المهنة البسيطة، مصدر عيش لكثير منهم، في ظل الظروف الاقتصادية المتردية.

 

يروي أبو كاسر أحد أهالي المنقطة، والذي يعمل بمهنة “تفحيم الحطب”،  لموقع الحل السوري،  أنه نتيجة انعدام فرص العمل ، لجأ لجمع #الحطب وبيعه في ريف اللاذقية أو نقله بإتجاه مدينة #إدلب، ولكن بعد حظر قطع الحطب، من قبل #الفصائل_العسكرية، وإقامة حواجز تمنع وتخالف كل من يزاول هذا العمل، “أجبرت على تركه وحاولت إيجاد مهنة أخرى، لكن دون جدوى”.

وتابع، أن إحدى معوقات العمل أيضاً كانت كثافة القصف الجوي، حيث بات من الصعب الوصول للغابات الموجودة في المنطقة، لذا توجهت لتلك القريبة من #الحدود_التركية، ” أقوم بقطع الأخشاب وجمعها، ثم تفحيمها يدوياً، حيث يتم جمع الحطب على شكل مثلث وتضرم فيه نار خفيفة، ويترك مدة يوم كامل، مع تفقده بين الحين والآخر، حتى يتحول إلى #فحم، يوضع بعدها بأكياس صغيرة ليتم بيعه في المحلات التجارية في المنطقة أو نقله إلى إدلب، ويبلغ سعر الكيلو غرام منه 300 ليرة سورية (دولار أميركي واحد).

من جهته أكد حسن خضر أحد العاملين بتفحيم الحطب أيضا، لموقع الحل، أن سوق الفحم يعتبر جيداً وهو مادة مطلوبة حالياً ويأمن مصدراً مقبولاً للعيش لبعض العائلات، حيث يستعمل في #التدفئة والطهي، وفي حال استطاع الذين يقومون بتصنيعه تهريبه بإتجاه الأراضي التركية، فذلك سيؤدي إلى مضاعفة أسعاره حيث يزيد سعر الكيلو عن 6 آلاف ليرة سورية.

وعن مخاطر هذه #المهنة، قال رئيس المجلس المحلي لبلدية #دويركة، مصطفى أبو إشراق، لموقع الحل، إن هذا النوع من الأعمال، يشكل خطر كبير على #الغابات بالريف، خاصة أنه يعتمد على الحطب الأخضر الذي يتطلب أنواعاً محددة من الأشجار، أهمها #السنديان.

وأوضح أو إشرلق، أن العاملين بهذه الصنعة، يقومون بقطع الأغصان الرفيعة والخضراء فقط من الأشجار، لأن الجزء اليابس لايمكن تفحيمه، على عكس حطب التدفئة الذي يعتمد على الحطب اليابس، مشيراً أن غالبية العاملين “بالتحطيب”،  ليس لديهم المعرفة الكاملة عن آليه نمو الاشجار، ومخاطر عملهم على #البيئة وهذا ما يفاقم المشكلة.

كما أكد أن القطع الجائر وتفحيم الحطب (المشاحر)، بطرق بدائية، يسبب تشبع الهواء بغاز الكربون، عند احتراق الشجر، كما يسبب نقص الأكسجين، لافتاً أن العمال يقطعون أطنان من الحطب، بحجة كسب الرزق مع غياب دور المنظمات البيئية وغياب نشاطات أوحملات التوعية لمخاطر القطع العشوائي للأشجار.

وعن دور المجلس في الحد من هذه الظاهرة، قال إبو إشراق، إنهم عقدوا عدة ندوات توعية في هذا المجال، لكن منذ توقف الدعم عن المجالس الفرعية منذ أكثر من 8 أشهر، اقتصر عمل المجالس على حملات النظافه فقط في ظل غياب أي سلطة تنفيذية، خاصة بعد توقف مشروع #الشرطة_الحرة الذي كان يجري العمل عليه.

يذكر أن أكثر من 80 بالمئة من غابات ريف اللاذقية تحولت إلى غابات يابسة ومحروقة، نتيجة القصف العشوائي من قبل طيران النظام، إضافة إلى قطع الحطب بشكل جائر من المناطق الخضراء، حيث باتت الغابت والأحراش القريبة  من الحدود التركية،  مصدر رزق السكان، بسبب قربها من #مخيمات النازحين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة