600 ألف أسرة سورية تعمل في زراعة الزيتون

يقدر متوسط الإنتاج السنوي بـ 1.2 مليون طن زيتون

وصل عدد أشجار الزيتون في سوريا إلى أكثر من 90 مليون شجرة

تصل الكلفة الوسطية للدونم حالياً ووفق الأسعار الرائجة نحو 22.5 ألف ليرة #سورية

إعداد: عبد الرؤوف ابراهيم

يعتبر #اقتصاد سوريا زراعياً بالدرجة الأولى حيث كانت تشتهر بالعديد من الزراعات الاستراتيجية والتي استطاعات من خلالها تحقيق أمن غذائي بعيداً عن استيرادها.

وتعتبر شجرة الزيتون مصدر رزق لكثير من السوريين، وقدرت الإحصائيات الرسمية عدد الأسر التي تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر في زراعة الزيتون بـ600 ألف #أسرة.

وتشكل شجرة الزيتون ما يقارب 66% من إجمالي الأشجار المثمرة في سورية، وتغطي ما يصل إلى نحوِ 11.5% من المساحة المزروعة فيها.
ونتيجة المرونة البيئية التي تتمتع بها #شجرة الزيتون فقد ساهم ذلك بانتشارها في مختلف المحافظات السورية وبلغ مجموع مزارع الزيتون في سوريا ما يقرب من 650،000 هكتار ، وعدد أشجار الزيتون وصلت إلى أكثر من 90 مليون، منها 80 ٪ في المرحلة الإنتاجية، أما البقية فهي لم تدخل هذه المرحلة بعد.

ويعتبر الزيتون إحدى أهم الزراعات البعلية في سوريا، وفي حال تحدثنا عن انتشار زراعة هذه الشجرة فإنها مزارعها تنتشر أساساً في المناطق الشمالية والغربية (حلب ، #ادلب ، #اللاذقية و #طرطوس و #حمص) ، كما أنها تنتشر على نطاق واسع في المنطقة الجنوبية (#درعا، #السويداء، #القنيطرة).
والخريطة التالية تبين انتشار زراعة الزيتون في سوريا مع عدد الأشجار والتي تبدأ من مليون إلى 10 ملايين شجرة.

1

وتحتل #سوريا مكاناً مرموقاً في مجال زراعة الزيتون على الصعيد العربي والدولي حيث تشغل الموقع الثاني عربياً والسادس على مستوى دول المتوسط.

ويقدر متوسط #الإنتاج السنوي بـ 1.2 مليون طن من ثمار الزيتون ينتج عنها حوالي 150 ألف طن من الزيت و 300 ألف طن من زيتون المائدة.

وللزيتون أهمية يمكن وصفها بالاستراتيجية إذ يعتبر الزيت وبحكم عادات الاستهلاك القائمة أحد محاصيل الأمن الغذائي كونه غذاءً شعبياً واسع الانتشار ومصدراً هاماً للدهون الصحية في التغذية، وقد بلغت قيمة إنتاج الزيتون في سورية وفق الأسعار الرائجة للموسم الزراعي الماضي 2012 – 2013 نحو 90 مليار ليرة سورية.

ويبلغ عدد منشآت عصر الزيتون واستخلاص الزيت حوالي 720 معصرة موزعة على مناطق زراعة الزيتون المختلفة منها حوالي 100 معصرة تعمل على مبدأ القوة النابذة والباقي تعمل على مبدأ المكابس ولكن بعضها قديم ويجب تحديثها وهناك أيضاً 21 وحدة لاستخلاص #الزيت من بيرين الزيتون (الكسبة) المتخلفة عن المعاصر تستخدم فيها المذيبات العضوية وينتج عنها حوالي 7 آلاف طن من زيت البيرين تستخدم لأغراض الصناعة وخاصة الصابون.

أصناف الزيتون في سوريا

وينتشر في سوريا عدد كبير من الأصناف التي تم اصطفاؤها وتجنيسها عبر آلاف السنين وتشكل ثروة وراثية للزيتون، بعض هذه الأصناف يستخدم لاستخلاص الزيت وبعضها الآخر للتخليل وتحضير زيتون المائدة وأصناف تعتبر ثنائية الغرض لاستخلاص الزيت والتخليل ومن أهم الأصناف المنتشرة في المناطق الرئيسية لزراعة الزيتون ما يلي:

1ـ الصوراني 2 ـ الزيتي 3 ـ الخضيري 4ـ الدعيبلي 5ـ الدان 6 ـ القيسي 7 ـ الجلط 8 ـ محزم أبو سطل 9 ـ المصعبي.
وهناك بعض الأصناف الثانوية الأخرى نذكر منها:

1- في محافظة إدلب: الحمصي، أبو شوكة، الكبربري، القرماني، النصاصي، الشامي.
2- في دمشق: التفاحي.
3- في طرطوس: الخوخي
4- في حمص: العيروني (تلكلخ)
5- في حماة: الصفراوي (مصياف)
6- في درعا: الماوي النباتلي.
7- في تدمر: الجلط التدمري، الأدغم، المهاطي، عبادي أبو غبرة، وتتميز الأصناف التدمرية المذكورة بثمارها الكبيرة الحجم وتدني نسبة الزيت فيها وتستخدم للتخليل الأسود والأخضر.
8- كما أن هناك بعض الأصناف الأجنبية مثل الفرونتويو (الرومي) التريليا.

والجدول التالي يبين نسبة إشغال زراعة الزيتون في كل محافظة وذلك حسب مساحتها:
2

زيت الزيتون

تشير معلومات الإنتاج العالمي إلى أن كميات إنتاج الزيت في #سوريا، تضعها في المرتبة الثالثة عالمياً، والأولى عربياً بالشراكة مع تونس بكميات إنتاج بلغت في كلا البلدين: 150 ألف طن زيت في عام 2014 وفق ما تسجله أرقام الإنتاج العالمية الموثقة بأرقام #صندوق_النقد_الدولي، بينما تحتل #تركيا المرتبة الثانية عالمياً بـ 170 ألف طن، أما المنطقة الأكثر إنتاجاً عالمياً، فهي مجموع دول الاتحاد #الأوروبي مجتمعة (27 دولة) والتي أنتجت مليون و600 ألف طن زيت في عام 2014.

ولكن بنفس الوقت يفتقر زيت الزيتون السوري إلى وجود نوعيات مختلفة للزيت إذ لا يعرف السوق المحلي إلا نوعاً واحداً من زيت الزيتون دون تصنيف أو تمايز لأنواع أخرى وغالباً ما يباع بسعر واحد، ويعزى ذلك إلى أن المواصفة السورية السابقة لزيت الزيتون لم تشتمل على تصنيف زيت الزيتون بأنواعه المختلفة، في حين أن المواصفة الدولية لزيت الزيتون تشمل وتميز بين أنواع مختلفة لزيت الزيتون اعتماداً على درجة الحموضة لكل نوع مثل زيت الزيتون البكر الممتاز وزيت الزيتون البكر وزيت الزيتون العادي. ‏

وكان سعر الكيلو غرام الواحد من زيت الزيتون حوالى 90 #ليرة في العام 1995 ليرتفع إلى 150 ليرة في العام 2001 ووصل إلى 250 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد في عام 2006 مسجلا خلال 2016 نحو 1400 ليرة. ‏

ويتم بيع نحو 70% من زيت الزيتون المنتج في سوريا من قبل المزارعين وأصحاب المعاصر مباشرة إلى #المستهلك في عبوات معدنية فئة 16 كغ، وغالباً ما يتم بيع هذه الكميات دون تصنيف أو رقابة خلال موسم الإنتاج في الفترة الواقعة بين شهري تشرين الأول وكانون الأول. ‏

بدء الحرب وتراجع نسبي للأرقام

ومع بدء الحرب في سوريا كان لها أثر بالغ على هذا المحصول الاستراتيجي، عدا عن ذلك فقد تأثر بالعوامل المناخية الأخرى مثل شح #الأمطار والصقيع، حيث سجل انخفاضاً في الإنتاج يقدر بـ 23% عن ذروته في 2010 إلا أنه يبقى بارقة أمل مقارنة مع المحاصيل الاستراتيجية الأخرى في سوريا، وتوقعت مصادر حكومية أن يبلغ إنتاج الزيتون خلال 2015 نحو مليون طن بالإضافة إلى إنتاج 180 ألف طن من الزيت مع الإشارة إلى أنه في عام 2014 انخفض إنتاج زيت الزيتون إلى 80 ألف طن بعد أن كان في عام 2013 نحو 160 ألف طن.

والجدول التالي يبين عدد وإنتاج الزيتون منذ عام 2004 إلى 2013
3

وتصل الكلفة الوسطية للدونم حالياً ووفق الأسعار الرائجة نحو 22.5 ألف ليرة #سورية، والمتتبع يجد أن التكلفة ترتفع مع كل عام وخاصة مع دخول أعوام الحرب وذلك بسبب العديد من الأسباب أهمها فقدان عنصر الآمان وارتفاع #أسعار المحروقات والأسمدة والتي ارتبطت بشكل وثيق بأسعار #الصرف بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج الأخرى.

الجدول التالي يبين وسطي تكلفة إنتاج الهكتار الواحد لشجرة الزيتون البعل لغاية 2013 وذلك حسب تقديرات وزارة الزراعة السورية.
4
ولكن هذه التكلفة في الواقع اختلفت كثيرا خلال العام الماضي 2015 وخاصة مع اختلاف أسعار مستلزمات الإنتاج وارتفاع أجور اليد العاملة وغيرها من العوامل

الجدول التالي يبين تكلفة دونم #الزيتون ودخل الفلاح خلال عام.

v

v

الصادرات وقدراتها

وبحسب #وزارة الزراعة السورية فيبلغ عدد الدول التي تستورد زيت الزيتون وزيتون المائدة من سوريا 26 #دولة حول العالم وتعتبر #روسيا سوقا واعدا وجيدا لتصريف المنتجات الزراعية وفي مقدمتها #الحمضيات والتفاح وزيت الزيتون.

وتشير أرقام صادرات زيت الزيتون العالمية، إلى أن سوريا استمرت بتصدير الزيت خلال الأزمة وبكميات متزايدة نسبياً، حيث صدرت في عام 2011: 22 ألف #طن، 2012: 27 ألف طن، 2013: 30 ألف طن، 2014: 30 ألف طن، أي أن نشاط التجار الخارجي كان يتوسع رغم أن الإنتاج المحلي يتراجع، حتى قدره التجار أنفسهم بالنصف في عام 2014!. هذا عدا عن #التهريب الذي ينشط في المناطق الحدودية.

الصعوبات التي تواجه الزيتون السوري

خرجت مساحات كبيرة عن الإنتاج نتيجة ظروف الحرب كما أثرت هجرة الفلاحين لأرضيهم على كمية الإنتاج والمساحة المزروعة وتراجع الإنتاج خلال العام الماضي 2015 كما ذكرنا نحو 23 بالمئة مقارنة مع عام 2010.

كما انتشرت أمراض الزيتون مثل (عين الطاووس – سل الزيتون)، ويعود ذلك إلى عدم التدقيق والخلط بالأصناف وإدخالها في مراكز إنتاج الغراس سابقاً، وعدم دراسة أصناف الزيتون التي تم توزيعها من قبل مشاتل وزارة الزراعة من ناحية النوعية وكمية الإنتاج ومدى مقاومتها للأمراض ومدى تأقلمها مع مناخ المناطق التي ستزرع بها، وبالتالي انخفض المردود الاقتصادي، ما أبعد الفلاح بسبب الخسائر المادية عن الشجرة، وأدى إلى إهمالها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج أدى إلى عدم قدرة الفلاح المالية على متابعة علاج الشجرة والاهتمام بها، وبالتالي ارتفاع تكاليف الإنتاج عليه.

كما ارتفعت أسعار #المحروقات على الفلاح بالإضافة إلى عدم توافر اليد العاملة وارتفاع الأجور بشكل نجم عنه ارتفاع تكاليف نقل وعصر الزيتون حتى وصلت إلى 1200 ليرة للصفيحة الواحدة، ويضاف إلى ذلك تكاليف الخدمات الزراعية الأخرى، من الفلاحة والتسميد والتقليم وغيرها.

كما أن معظم منتجي زيت الزيتون اعتادوا استخدام عبوات الصفيح في تعبئة وتخزين زيت الزيتون، وهي تعد من الوسائل المقبولة، لكن توقف أغلب معامل الصفيح عن الإنتاج بسبب فقدان المادة الأولية للتصنيع نتيجة الظروف الراهنة أدى لارتفاع سعر #الصفيحة إلى أكثر من 150 ليرة في حال توافرها بشكل دفع المنتجين للاستعانة بالعبوات البلاستيكية وغيرها التي لا تصلح لتعبئة الزيت وتؤثر سلباً في جودته وقيمته الغذائية، وانخفض العائد حيث بات يحصل #المزارع الذي ينتج 125 كغ زيت من الدونم خلال عامين، على ربح صافي 26000 ل.س خلال عام من دونم زيتون، وعلى استهلاكه من الزيت والزيتون، وتحصل #المعصرة التي تنتج وتنقل على 10% أي 12.5 كغ زيت تبيعها بـ 11 ألأف ليرة.

كما لا بد من الإشارة إلى أن تصنيع زيتون المائدة الأخضر والأسود يستهلك حوالي 20 في المئة من الإنتاج، ما يستدعي الاهتمام بهذه #الزراعة والعمل على تطويرها، علماً بأن الفرص المتاحة لتصدير زيتون المائدة أكثر من المتاحة لتصدير الزيت.

كما يعاني #الفلاحون من مشكلة قطف الثمار من الأشجار بسبب الظروف الأمنية المحيطة في أماكن حقولهم، مما جعل من الثمار تموت على الشجرة دون قطافها، ويعيق مزارعي الزيتون عامل المعاومة أي كونه ينتج في عام ولا ينتج في الآخر، كما يعيقه الأمراض التي تؤدي إلى خروج مساحات هامة من الإنتاج، فبحسب الإحصائيات الزراعية لمحافظة طرطوس، فإن مساحة 5000 هكتار، مصابة بمرض (عين الطاووس) الذي تتعرض له المناطق الرطبة، والأودية بشكل رئيسي، بينما تقديرات المزارعين بأن المساحات المصابة أكبر من ذلك!.. بكافة الأحوال لا توجد حتى اليوم أدوية كميائية لمعالجة المرض، لأنها بحسب مديرية الزراعة لا تحقق جدوى اقتصادية، وقد تم اعتماد طريقة المكافحة الطبيعية (بتطعيم) الأشجار المصابة بغراس من أنواع زيتون مقاومة (السكري، والعيروني)، وذلك بحسب المديرية سيأخذ 10 سنوات، لتتم عمليات التطعيم، وتزيل المرض!.

جهود حكومية للحد من التدهور

وسعت وزارة الزراعة #السورية مؤخرا لوضع خارطة الحزام البيئي للزيتون والتي تعمل على تحديد المناطق الملائمة لزراعة الزيتون تبعا للصنف ومدى تحمله للعوامل الحيوية /الحساسية للإصابة بالآفات المختلفة/ وغير الحيوية “معدلات الهطل المطري والارتفاع عن سطح #البحر ودرجات الحرارة السائدة وساعات البرودة المطلوبة” وبالتالي زراعة الصنف الملائم في المنطقة الملائمة له مما يساهم في الحفاظ على خصائصه الإنتاجية بمختلف الظروف وبالتالي رفع الإنتاجية وتحسين الجودة وخفض تكاليف الإنتاج.

كما تحدث الوزارة إلى التوجه نحو الدعم الذكي لهذا القطاع وذلك بدعم مزارعي الزيتون على مستوى الإنتاج ونوعيته بهدف الحصول على أكبر كمية من الإنتاج وبأفضل معايير الجودة ما يساهم في زيادة القدرة التنافسية لزيت #الزيتون_السوري في الأسواق التصديرية المستهدفة بالإضافة إلى دعم مشاريع إنتاج الزيت والزيتون العضوي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.