عمار الحلبي – موقع الحل:

في صباح كل يوم تنتظر مريم مع شقيقتها نصف ساعة على طابور باصات “باب توما-جرمانا” علّها تحظى بفرصة الوصول إلى جامعتها، بعد الازدحام الكبير الذي تشهده وسائط النقل الداخلي في دمشق، وسط عجز حكومي عن إيجاد حلول بديلة للازدحام الهائل من جهة، وقلة الباصات من جهة أخرى، ولا تخرج تسعيرة الركوب الكبيرة عن دائرة المشكلة.

كحالةِ مريم يعاني معظم سكان دمشق من مأساة كبيرة تتكرر كل يوم خلال تنقلهم ضمن المدينة، حتى باتت هذه المشكلة تلازمهم منذ مغادرتهم المنزل صباحاً حتى عودتهم مساءً، ولا سيما أن وسائط النقل الداخلي غير قادرة على تلبية احتياجات المواطنين.

تسعيرة مرتفعة

تقول مريم لموقع الحل، إنها مضطرة لدفع 300 ليرة يومياً ثمن مواصلات ذهاباً وإياباً إلى جامعتها، حيث تضطر لأخذ باص من جرمانا إلى باب توما، ثم من باب توما إلى البرامكة ومنها إلى المزة، حيث يستغرق الطريق معها حوالي ساعتين ونصف، نتيجة صعوبة التنقل والازدحام الشديد في الطرقات نتيجة كثافة حواجز التفتيش.
وتغيب عن الواجهة حلول بديلة لتنظيم النقل بين المناطق، ففي #جرمانا وحدها حاولت محافظة دمشق حل المشكلة عن طريق تأمين وسائل نقل من جرمانا إلى #المزة إلا أن ذلك لم يخدم المواطنين، والسبب قلة عدد هذه الباصات.

خطوط مكتظة ووسائط نقل لا تكمل خطها

خلال وقوفك لانتظار باص “سومرية ــ شارع الثورة”، لا بد لك أن تسأل كل باص على حدة عما إذا كان ينوي إكمال مشواره لساحة العباسيين أم أنه سيكتفي بالوصول إلى شارع الثورة فقط، فمعظم باصات هذا الخط لا تلتزم حتى النهاية، وهذا الكلام عن رحلة الذهاب أما في الإياب فيتوجب سؤاله ما إذا كان يوني إكمال خطه حتى #السومرية أم سيكتفي بالتوجه نحو “جامع الأكرم” فقط.

ولعل هذه المشكلة لا تنتطبق على هذا الخط فحسب وإنما خطوط أخرى أبرزها “برزة ــ ركن الدين”، الذي غالباً ما يكتفي بالوصول لمنطقة “أفران ابن العميد”.
يضاف إليها خطوط “الدوار الجنوبي” التي تحتاج للانتظار في الشوارع لمدة تزيد عن 45 دقيقة في بعض الأحيان حتى يأتي الباص محشوّاً بالمواطنين.
وقال تيسير وهو طالب جامعي “إنه يحتاج كل صباح إلى أكثر من ساعة ونصف حتى يصل إلى عمله في منطقة #الزبلطاني بسبب ندرة الباصات التي تكمل إلى منطقة #العباسيين”، موضحاً “أن هذه المشكلة تحتاج إلى حل مباشر”.

ازدحام عشوائي وعدم كفاية الباصات

ليست مشكلة عدم الإلتزام بالخطوط الوحيدة التي تعاني منها باصات النقل الداخلي في شوارع العاصمة وحسب، حيث ينتظر المواطنون 15 أو 20 دقيقة في بعض الأحيان حتى يأتي الباص الذي تعلق عليه آمالهم، لكن هذه الآمال ما تلبث أن تخيب مرة أخرى بعد أن يعرفوا أن الباص الذي جاء ممتلئ تماماً، ويغص بالركاب الذين يتزاحمون فوق بعضهم البعض، وبالنسبة لهم “لا يهم الجلوس براحة في الباص، المهم هو الصعود الوصول إلى مبتغاهم”.

إذ يلجؤون في معظم الأحيان للتعلق بأبواب الباصات في حال عدم وجود مكان يقفون به داخل الباص، حتى يتأرجح المواطن داخله مع كل دعسة وقود، وضغط على المكابح، أما السائق فيشاهد هذا الوضع المأساوي ولا يخرج منه إلى جملة واحدة “اقتربوا إلى الداخل فالباص ما يزال فارغاً”.

تقول رانيا التي تدرس في كلية الحقوق وتقطن بمنطقة ركن الدين أنها تفضل الذهاب إلى جامعتها سيراً على الأقدام، بدلاً من الصعود في سرفيس “الدوار الشمالي”.

إقبال على السرافيس العشوائية

وأدى عدم كفاية الباصات لظهور #سرافيس صغيرة تعمل مع الباصات بشكل عشوائي لسد احتياجات المواطنين وبنفس التسعيرة التي تتقاضاها الباصات النظامية، حيث عكست هذه السرافيس ارتياحاً لدى المواطنين كونها متوفرة باستمرار وتستطيع أن تتجاوز الازدحام المروري، وخاصةً في أوقات الذروة التي تكون شوارع العاصمة فيها مكتظة بالسيارات، ولكن هذه الوسائط غالباً ما تكافحها شرطة المرور بسبب مخالفتها وعملها العشوائي.

#محافظة_دمشق، ترد أنها تحدد باستمرار مسارات خطوط النقل والتسعيرة التي يتوجب على الآليات العاملة الالتزام بها، فيما يبقى المواطن السوري ضحية الازدحام العشوائي كل ما قرر التنقل ضمن دمشق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.