سارة العمر

كشفت تقرير مطوّل مشترك لمنظمة “باكس” في #هولندا، والمعهد السوري في #واشنطن، أمس الثلاثاء، أن 1.09 مليون سوري يعيشون اليوم تحت الحصار، ضمن 46 منطقة متفرقة في #سوريا.

 

وأكد التقرير أن الحكومة السورية وحلفاءها، هم المسؤولون عن الحصار في غالبية هذه المناطق، إذ تحاصر قوات المعارضة بلدتي الفوعة وكفريا، وتحاصر كل من #داعش وحكومة النظام دير الزور، فيما تحاصر الحكومة السورية وحدها بقية المناطق.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة السورية تتبع استراتيجية “التجويع أو الاستسلام”، منذ أواخر عام ٢٠١٢. وقد خلفت هذه الاستراتيجية كارثة إنسانية، ضحيتها أكثر من مليون سوري. ولأن هذه الكارثة كانت محصورة في مناطق مغلقة، فإن كثيراً من الناس في العالم الخارجي غير مدركين لحجم الأزمة، ولم يصدر أي ردود دولية لحلها.

وانتقد التقرير الأثر السلبي للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، في ديسمبر ٢٠١٥، والتي قدرت عدد المحاصرين بـ حوالي ٤٠٠ ألف شخص، وعدد المناطق المحاصرة بـ 18منطقة، معتبراً أنها بعيدة عن الواقع، إذ لم تعترف بعشرات المجتمعات المحاصرة، ما أدى لتقليص حجم المشكلة في عيون المجتمع الدولي، وانعكس على بطء الاستجابة لأزمة الحصار.

وصنّف التقرير الحصار في سوريا في ثلاثة مستويات رئيسية، واعتبر الأول منها هو الأخطر، ويشمل مناطق جوبر ودوما ومخيم اليرموك وداريا ومضايا والزبداني، حيث تدخل إليها كميات قليلة جداً من المواد عن طريق التهريب أو الرشوة، والسكان فيها هم الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية و الجفاف والحرمان من الرعاية الطبية.

أما المستوى الثاني من الحصار فيشمل العدد الأكبر من المناطق المحاصرة منها عربين وحمورية وحرستا والحجر الأسود ودير الزور، حيث تدخل إليها كميات صغيرة من المواد إما من خلال تهريبها أو شرائها السوق السوداء، و يلجأ السكان فيها لمصادر الغذاء البديلة مثل الزراعة المحلية.

أما المستوى الأدنى من الحصار ويشمل ببيلا وبيت سحم والقدم والفوعة وكفريا، فيمكن فيها تهريب الإمدادات ويحصل السكان على الغذاء من الزراعة المحلية.

إلى ذلك، فصّل التقرير مجموعة من الخصائص المشتركة التي تشترك فيها المجتمعات المحاصرة في سورية، رغم كونها في مناطق منفصلة، وهي

١- الحرمان، إذ يناضل المحاصرون للبقاء على قيد الحياة، وهم محرومون من الكهرباء والمياه كما يصعب الحصول على الوقود والغذاء والرعاية الطبية، ووصلت حالات سوء التغذية في بعضها إلى الوفاة.

٢- العنف، إذ تستهدف القوات الحكومية السورية وحلفاؤها المناطق المحاصرة بعمليات قصف مكثف. إضافة إلى القنص و المتفجرات والأسلحة المحرمة دولياً مثل الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، والأسلحة الكيميائية.

٣- الابتزاز، إذ تعتمد اقتصادات الحصار على التهريب والرشوة، والإنتاج المحلي، وتصل مستويات البطالة في بعضها إلى 100٪ مثل جوبر. وتجني الحكومة السورية الأرباح من خلال السماح لعدد قليل من التجار الموالين للحكومة ببيع السلع في نقاط التفتيش، وقد استنزفت هذا الموارد المالية لهذه المناطق.

٤- النزوح، إذ تشهد حركة أعداد كبيرة من السكان. وانخفض أعداد السكان في بعضها فيما زاد في أخرى مثل مسرابا بسبب النزوح إليها من خطوط المواجهة.

٥- إدارة محلية، من خلال المجالس المحلية التي ظهرت مع بداية الحرب بعدما انسحبت منها الحكومة السورية.

٦- الجماعات المسلحة التي تدافع عن المناطق ضد توغل القوات الموالية للحكومة، إضافة إلى تواجد منظمات المجتمع المدني

٧- التجنيد، إذ تتنافس كل القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة لتجنيد الرجال والفتيان في المناطق المحاصرة، عن طريق التهديدات والابتزاز، والخوف والدعاية والتلقين.

٨- التكيف، يتجه المحاصرون لتكتيكات مبتكرة للبقاء على قيد الحياة مثل البستنة على السطح، وحرق البلاستيك لاستخراج المشتقات النفطية، والإنتاج المحلي لبعض الإمدادات الطبية الأساسية، والتأقلم على أسلوب حياة أكثر بدائية.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة