عمّار الحلبي – الحل السوري:

بينما تستمر تبعات الأزمة #السورية اقتصادياً باستنزاف موارد المواطن اليومية، يشهد قطاع التعليم انحداراً كبيراً، ولا سيما مع خروج آلاف #المدارس عن الخدمة وتحول بعضها الآخر إلى مراكز إيواء، حيث تقدر #الأضرار التي أصابت القطاع التربوي بأكثر من 110 مليار ليرة #سورية، في حين تعرض للتدمير بشكل كلي أو جزئي نحو 3465 مدرسة.

الواقع السيء الذي فرضته الحرب، أدى لتراجع مخرجات العملية التعليمية، وعليه لجأ السوريون لزج أولادهم في المدارس الخاصة، التي لم يكن حالها أحسن من الرسمية، إذ تعاني هذه المدارس عدة مشكلات بدايةَ من رسومها الخيالية، ومروراً بوقوعها في مناطق بعيدة.

وقال وائل حدّاد أحد سكان مدينة #جرمانا، إن أطفاله الذين يلتحقون بالمدراس الرسمية منذ ثلاثة سنوات لم يحققوا أي تحصيل علمي يذكر.

وأضاف حدّاد “جميع المدارس الرسمية تمنح الطلاب النجاح دون أن يلتحقوا بالمدارس والدوام، وهذا سيؤدي بالنهاية لتدهور بنيتهم التعليمية، لأنهم لا يحققون أي تقدم”، مشيراً إلى أنه لإدخال ولديه في مدرسة خاصة بالمدينة، إلا أن أجورها كانت “خيالية” ولا تتناسب مع دخل #المواطن، فكل طالب يحتاج شهرياً لأكثر من 15 ألف ليرة، أي أن طفلا حدّاد يحتاجان إلى 30 ألف ليرة أقساط شهرية وهذا المبلغ يعادل راتبه شهرياً، إذ أنه يعمل بمجال التمديدات الصحية في ورشة صغيرة بمنطقة الدويلعة.

وبحسب جولة ميدانية لموقع الحل على عدد من الروضات التعليمية، تراوحت أجور المدارس الخاصة حسب درجتها وكادرها التدريسي، إضافة إلى الفئة التدريسية التي ينتمي إليها الطالب “ابتدائي- إعدادي- ثانوي”، وتتراوح بين 8-10 آلاف للابتدائي عدا اللباس #المدرسي واجرة نقل الطلاب، أما المرحلة الإعدادية فتراوحت بين 14-20 ألف ليرة شهرياً، بينما وصلت أجور الثانوي إلى 30 ألف ليرة في بعض الأحيان، وذلك وسط غياب تام لحكومة النظام للرقابة على هذه #المدارس.

طلاب بلا مدارس

ونتيجة للارتفاع الحاد لأجور المدارس الخاصة، هرع الأهالي لنقل أبنائهم إلى المدارس الحكومية التي تقدّم التعليم المجاني، ولا سيما أرباب الأسر الذين لديهم أكثر من طفل بحاجة للتعليم، وهو ما فعله “عمر أ” بمنطقة #الزاهرة بدمشق.

“لا يوجد شواغر حالياً بالمدرسة الحكومية” كانت هذه الإجابة كفيلة بإصابة عمر بخيبة الأمل، يقول عمر “طرقت أبواب أكثر من خمس مدارس رسمية موجودة في الزاهرة القديمة والجديدة والميدان، ولم أتمكن من إيجاد شواغر لأبنائي، فاضطررت لإعادتهم إلى المدرسة الخاصة باهظة الثمن”.

وتتمثل مشكلة انعدام الشواغر هذه بكثرة أعداد الطلاب المتقدمين مقابل المدارس الحكومية المتوفرة لاستقبالهم، حسبما يشرح مدير مدرسة “الحكمة” بمنطقة ركن الدين، (رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية) حيث يشرح بأن “تضاعف أجور #المدارس الخاصة ثلاث مرات أدى لاتجاه المواطنين لنقل أبنائهم إلى المدارس الحكومية التي بدورها تحول عدد كبير منها إلى مراكز إيواء”، وبالتالي فإن الضغط على هذه المدراس تفاقم أكثر، ولا سيما مع وجود كثافة سكانية “هائلة” في المدارس الموجودة بالمناطق الآمنة ولا سيما الشعبية.

فيتامين “واو” هو الحل

فيتامين “واو” هو اختصار إلى مصطلح “الواسطة” والمحسوبية، ويتم استخدامه بشكل كبير في المعاملات الرسمية بدوائر #النظام، وهو ما فعله مواطن #سوري رفض الكشف عن هويته بمدينة #دمشق، حيث أشار إلى أنه تمكن من تأمين شاغر بمدرسة ابتدائية في منطقة #ساروجا بعدما تواسط له أحد معارفه المقرب من #وزارة_التربية.

يقول أنه حاول البحث لمدة شهر كامل عن #مدرسة حكومية تستقبل طفله دون جدوى، ولا سيما بمنطقة وسط دمشق مثل ساروجا، لأن تأمين الشاغر فيها أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.