إعداد وترجمة: الحل السوري

كتب كلّ من سيرين كينار ورجب سويلو في تقرير نشر في صحيفة السياسات الخارجية (FP ) بتاريخ 9 شباط 2016 أن منشأةً للغاز تقع في الشمال السوري ويسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش)، هي دليل على أن الأعمال التجارية بين التنظيم والنظام السوري قائمة.

 

بحسب مسؤولين أتراك و”ثوار سوريين” وفق التقرير، فإنه على الرغم من أن هنالك حرباً معلنةً من قبل حكومة الرئيس #بشار_الأسد، وحلفائه الروس ضد الدولة الإسلامية، إلا أن منشأة للغاز يسيطر عليها التنظيم، هي موقع للتعاون بين الدولة الإسلامية وشركة طاقة روسية مرتبطة بالرئيس #فلاديمير_بوتين.

وبحسب الصحيفة، فقد بُنيت تلك المنشأة من قبل شركة (ستروي ترانز غاز) الروسية للإعمار، والتي تعود ملكيتها للبليونير (غينادي تيمشينكو )، الصديق المقرّب  لـ (بوتين)، وأن ارتباط الشركة بالكريملين وثيق جداً، وذكرت الصحيفة أن وزارة المالية الأمريكية قد عاقبت (ستروي ترانز غاز) من قبل، بالإضافة إلى باقي الشركات المملوكة لـ (تيمشينكو)، لاشتراكها في نشاطات مرتبطة بشكل مباشر مع (بوتين)، ذلك عقب الأحداث التي شهدتها #أوكرانيا.

وجاء في المقالة أن القصة الجدلية للمصنع تتضمن نظام الأسد، ورجال أعمال روس – سوريين، والدولة الإسلامية، بالإضافة إلى الجماعات السورية المعتدلة، وتلك الجهات حاولت سويةً تنشيط المنشأة من أجل المكاسب المالية واللوجستية، التي يمكن أن تقدمها لهم هكذا منشأة، تعتبر الأكبر في سوريا.

منحت الحكومة السورية العقد لبناء منشأة (توينان) في الأصل  لشركة (ستروي ترانز غاز) في عام 2007، واستُثمر البناء من قبل شركة مقاولات ثانوية (حسكو) التي يمتلكها المواطن الروسي – السوري (جورج حسواني)، وقد عاقبت وزارة المالية الأمريكية شركة (حسكو) في شهر تشرين الثاني الماضي بتهمة الوساطة لبيع النفط بين الدولة الإسلامية ونظام الأسد، التهمة التي أنكرها حسواني، بحسب الـ FP .

وفي لقاء للـ FP  مع (يوسف عربش) وهو صهر (حسواني)، والذي يدير مكتب (حسكو) في #موسكو، فإن الشراكة بين (حسكو) و(ستروي ترانز غاز) ذهبت إلى ما هو أبعد من هذه الصفقة، حيث قال إن الشركتين قد عملتا في مشاريع مشتركة في #السودان والجزائر والعراق والإمارات العربية المتحدة، منذ عام 2000.

وجاء في المقال أن عملية البناء استمرت ببطء إلى أن استولى تحالف المجموعات الثائرة السورية على المنشأة في عام 2013 في عملية مشتركة مع جبهة النُصرة المدعومة من قبل القاعدة. وفي حديث لـ FP  مع (أبو خالد) عضو لواء قيس القرني المعارض، الذي كان جزءاً من ذلك التحالف، قال إنهم عندما دخلوا المنطقة، كان المهندسون والمستشارون الروس قد هربوا، تاركين الموظفين السوريين وراءهم. وأردف: “قررنا حماية هذا المعمل، وظننا أن ملكيته تعود للشعب السوري حيث كان ملكاً للدولة السورية”.

وبحسب الـ FP، وعلى لسان مسؤول تركي رفيع المستوى، فإن الدولة الإسلامية تسيطر على المنشأة منذ عام 2014، وأنه بعد سيطرتها تلك، واصلت (ستروي ترانز غاز) بنائها للمنشأة من خلال (حسكو)، المقاول الثانوي، وبرخصة من الدولة  الإسلامية، وادعى أيضاً أن المهندسين الروس ما يزالون يعملون في المنشأة لاستكمال المشروع.

وجاء في صحيفة تشرين التابعة للحكومة السورية تقرير يثبت صحة هذا الادعاء، حيث نُشر تقرير في كانون الثاني من العام 2014، أي بعد سيطرة الدولة الإسلامية على المنشأة، نقلت فيه الصحيفة عن مصادر في الحكومة السورية القول أن (ستروي ترانز غاز) قد استكملت 80 بالمئة من المشروع، وتتوقع أن يتم تسليم المنشأة إلى النظام خلال النصف الثاني من العام. في حين لم يذكر في المقالة أن المنشأة كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية.

وبحسب (دافيد بوتر)، زميل مشارك في معهد (شاثام هاوس) مقره #لندن، والذي كان قد رأى رسالة كتبها (جورج حسواني) يوضح من خلالها تفاصيل المشروع.. بدأت المرحلة الأولى من إنتاج المنشأة في نهاية عام 2014، وأصبحت جاهزة للعمل بشكل كلي خلال عام 2015.. “بعض من الغاز الطبيعي ذهب إلى محطة كهرباء حلب، التي تعمل تحت حماية الدولة الإسلامية، وما تبقى يتم ضخّه إلى حمص  ودمشق” حسب ما قال.

كما قال (أبو خالد) للـ FP  إن المهندسين الروس ما يزالون يعملون في المنشأة، وإن (حسواني) عقد صفقة مع الدولة الإسلامية والنظام للانتفاع المشترك من إنتاج الغاز من المعمل. وقال مستخدماً اسم داعش:  “سمحت داعش للشركة الروسية بإعادة إرسال مهندسيها وطاقمها للعمل مقابل حصة كبيرة من الغاز والأموال المبتزة “، ونسب معلوماته تلك إلى قادة الثوار السوريين الذين يحاربون الدولة الإسلامية في المنطقة. وأضاف: “كان موظفو الشركة الروسية يغيرون مناوباتهم عن طريق قاعدة عسكرية في محافظة #حماه”.

وذكرت الصحيفة أن حسواني رفض ادعاءات وزارة المالية بأنه عمل كوسيط في صفقات الغاز بين الدولة الإسلامية ونظام الأسد، مضيفةً أنه بالمقابل لم ينكر أبداً استمرار عمل (حسكو) في منشأة الغاز بعد سيطرة الدولة الإسلامية علي المنطقة.

كما جاء في المقال أن أولى التفاصيل لصفقة (توينان) للوساطة بين الدولة الإسلامية و (حسكو) ذكرت من قبل حملة إعلامية سورية (الرقة تذبح بصمت) ذلك في شهر تشرين الأول من العام 2014. فادعت المجموعة أن (حسكو) قد وقعت اتفاقية مع الدولة الإسلامية تعدهم فيها بالتخلي عن قسم كبير من الأرباح لصالحهم. وجاء أيضاً أنه في شهر تشرين الأول من العام 2015 أصدرت الـ (فينانشيال تايمز) تقريراً يظهر فيه أن الغاز المُنتج في المعمل كان قد تم إرساله إلى المحطة الحرارية في حلب والتي تسيطر عليها الدولة الإسلامية بشكل رسمي، وأن هذه الصفقة تزود النظام بـ 50 ميغا واط من الكهرباء، بينما تتلقى الدولة الإٍسلامية 70 ميغا واط من الكهرباء و300 برميل من الغاز المكثف. وبحسب الـ FP فإن المهندسين الذين عملوا في المعمل أخبروا الـ (فينانشيال تايمز) أن (حسكو) أيضاً كانت ترسل ما يقارب 50000 $ للدولة الإسلامية كل شهر لتقوم بدورها بحماية أجهزتها الثمينة.

وترى الصحيفة أنه، وبينما لا تزال سوريا تتمزق سياسياً إلى أجزاء، فإن الصفقة في معمل غاز (توينان) تظهر أن الأطراف المتنافسة ما زالت تعقد اتفاقيات اقتصادية وسط الحرب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة