بسام الحسين – دمشق:

تعمل حكومة #النظام_السوري على تعويض نقص العنصر البشري في صفوف الجيش من خلال دعوة طلاب الجامعات والمدنيين للانخراط في قواته، عبر إتباع أساليب جديدة مستغلةً الماكينة الإعلامية (الإعلانات) والاقتصادية (الفقر والبطالة).

البطالة والفقر

يستغل النظام أوضاع الشباب العاطلين عن العمل، في ظل تعطل الورشات والمعامل والمحال التجارية، ووصول معدل البطالة إلى أكثر من 60% لحثهم على التطوع في صفوف الدفاع الوطني، ومن ضمن تلك الاغراءات عمد إلى ترغيبهم بالرواتب الشهرية وأموال “السرقات”، كما يقول ذوو عدد من الشبان للحل السوري، وذلك برواتب شهرية تصل إلى 35 ألف #ليرة سورية (ثمانون دولار)، بحسب ما أفاد الشاب جهاد (من سكان حي #الزاهرة).

تقول أم فراس من حي #الشاغور “أغروا ابني مصطفى بالمال للتطوع معهم في الدفاع الوطني مقابل راتب شهري على أن يبقى في المنطقة قريب من منزله ولكنهم بعد أربعة أشهر زجوا به في جوبر وقتل هناك”.

 

لوحات طرقية تملئ الشوارع

يخيل لزائر مدينة #دمشق وللوهلة الأولى، أنّ الطرقات الرئيسية والفرعية بالعاصمة، ازدانت بعدد من اللوحات الالكترونية التلفزيونية “فانتري”، التي تحمل مجموعة من الرسائل المرسلة من #النظام_السوري، “التوعوية، الوطنية، المطالبة بإنهاء الحرب، والعودة للعيش المشترك”.

لكن في قلب تلك الجمل، التي أشرفت عليها #محافظ_دمشق، توجد دعوات للمشاركة بالحرب، وترك الدراسة والعمل، والتطوع في قوات “الدفاع الوطني”.unnamed-135

شركات الاتصالات تقوم بواجبها “الوطني”

لم يسلم أي مواطن من الدعوات التي تعهدت بها شركات الاتصال الخليوية “سيريتل” و”إم تي ان” من دعوة كل المشتركين إلى إلقاء السلاح والعودة إلى “حضن الوطن” وكذلك الأمر الدعوة إلى الالتحاق بصفوف الجيش للقضاء على آخر “إرهابي على أراضي الجمهورية” حيث تدفقت تلك الرسائل إلى هواتف المشتركين من مؤيد ومعارض وأطفال ونساء ومسنين.

ورغم كل التأكيدات التي شددت عليها المصادر العسكرية من جهة النظام والنفي المتكرر لكل ما يتم الحديث عنه عبر صفحات التواصل الاجتماعي حول إعلان قيادة الأركان التعبئة وحالة النفير العام في دمشق، تعود هذه المنشورات والرسائل لتأكد ما يرغب به النظام في الخفاء ويخجل من الحديث عنه في العلن.

يروي أبو عبيدة (مواطن من قدسيا) حالة الارتباك التي انتابته منتصف إحدى الليالي عندما وصلت جواله رسالة من شركة اتصالات محلية تحثه على الانضمام لصفوف “الجيش العربي السوري” ومفادها “البلد بحاجتك.. انتسب إلى الألوية الطوعية” بينما هو كان ينتظر أي خبر جيد يفرحه من خاطفي ابنه.

 

صفحات تعليمية تحث على ترك الدراسة والالتحاق بالجيش

مهند طالب تعليم مفتوح، ومتابع لصفحات تواصل اجتماعي تعنى بشؤون التعليم العالي في #سوريا، وتحت إشراف مباشر من وزارة التعليم العالي، وكانت منشوراتها كلها تصب في خانة القرارات التي تخدم شؤون الطلبة والتعليم من قرارات القبول للتسجيل والتمديد والبرامج الامتحانية، ومنها صفحة قرارات التعليم العالي – جامعات سوريا والتي تضم قرابة 80 ألف طالب وتعمل تحت إشراف مباشر من وزارة التعليم العالي بحسب ما أفاد بذلك أحد مشرفي الصفحة.

تفاجئ مهند الأسبوع الماضي بمنشور على تلك الصفحة يتحدث عن مقترح موجه من القيادة القطرية لحزب البعث لوقف تأجيل الدراسي لطلبة الجامعات “طوعيا” للالتحاق بصفوف الجيش وأداء خدمة العلم لمدة سنة واحدة غير قابلة للتمديد وبعد التسريح يعود إلى دراسته المعتادة وكأن شيئاً لم يكن.

من جهته، أوضح الطالب الجامعي عبد الكريم أن قائد كتائب اتحاد الطلبة اجتمع بعدد من الطلبة في مقر اتحاد الطلبة في المزة، مطلع العام الدراسي 2015-2016 وأثناء التقدم للحصول على سكن جامعي، من أجل سماع مطالبهم ومقترحاتهم في سبيل تطويع عدد أكبر منهم في صفوف كتائب النظام مع منحهم امتيازات عديدة.

ومن المعروف أن قوات النظام تعاني نقصاً عددياً كبيراً ما استدعاه للاستعانة بقوات وميليشيات من #لبنان وإيران والعراق وأفغانستان وغيرها، وقد ساهم مؤخراً التدخل الروسي بتحقيق بعض المكاسب لصالح النظام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.