لانا جبر – دمشق:

باذنجانة واحدة وثلاث حبات من البندورة ورأسين من الثوم.. بهذه الطريقة بات المواطن #السوري يتسوق الخضار في مدينة #دمشق، بعد أن حلت ثقافة الحبة الواحدة كبديل عن شراء الكيلويات التي كانت متعارفة في العاصمة.

فالأكياس التي يخرج بها المواطن من محال البقالة تكاد تكون شبه خالية أو ربما كيس واحد يجمع حبة أو حبتين من كل صنف بات مشهداً مألوفاً حتى في أكثر أسواق الخضار شعبية، والتي لم يكن يخرج منها الأخير إلا ومحملاّ بالكيلويات من كل صنف.

ولعل الارتفاع الجنوني الذي طرأ على مختلف أسعار الخضار مؤخراً لم يفرض على المواطن طريقة جديدة في التسوق فقط، إنما أخرج بعض الأصناف عن قدرته الشرائية، لاسيما الكوسا التي لم ينخفض سعرها منذ أكثر من الشهر عن الـ 1000 ل.س، بل إن وجودها في الأسواق بات خجولاً ومحصوراً على بعض الأسواق فقط، والثوم البلدي الذي تجاوز سعر الكيلو منه الـ 3000 ل.س، لدرجة لجأ فيها المواطنون إلى الثوم الصيني المستورد والأقل جودة والذي يتراوح ثمنه بين 1000 إلى 1300 ل.س.

أما بقية الأصناف لم تكن بأفضل حالاً، بعد أن وصل سعر كيلو #الباذنجان إلى 400 ل.س والبطاطا التي تراوح ثمنها بين 300 والـ 400 ل.س، أما البندورة فلم ينخفض ثمنها مؤخراً عن 350 ل.س.

وتبين السيدة نور وهي ربة منزل لموقع #الحل_ السوري، بأنها باتت تحسب مؤخراً حبات الخضار ملياً قبل شرائها لتتناسب مع وجبة الغداء التي تريد تحضيرها، مبينة أنه مع هذا الغلاء الذي طرأ على أسعار الخضار لامجال لتخزينها أو لتلف أية حبة منها.

في حين لم يستطع أبو أحمد إلا ويبدي حسرته لما آلت إليه الظروف الاقتصادية للعائلة السورية والبلد لطالما يعتبر زراعياً من الدرجة الأولى، مشيراً إلى أن الـ 2000 ل.س هو أقل مبلغ يمكن أن يدفعه لشراء بضعة أنواع من الخضار وبكميات قليلة.

في حين تؤكد هدى بأنها لم تعد ضمن إمكانياتها المادية شراء العديد من أنواع الخضار، فهناك بعض الأصناف باتت حكراً على طبقة معينة من الشعب وهي الميسورة، فالكوسا والباذنجان وحتى البطاطا باتت من المنسيات بالنسبة لها،وبالتالي لجأت مؤخراً إلى الحشائش كالبسانغ والبقدونس، التي ما تزال أسعارها معقولة بالنسبة لراتبها وزوجها.

معادلة جديدة

وخلق ارتفاع أسعار الخضار معادلة جديدة في الأسواق السورية بشكل عام لم يشهدها السكان من قبل، لاسيما بعد أن باتت الفاكهة أقل سعراً منها بأشواط وهو لم يكن مألوفاً في السابق، فلطالماً كانت الخضار رخيصة في سوريا،ولم يكن سعر الصنف الواحد منها يتجاوز الـ 40 ل.س.

وبالتالي بات بمقدور المواطن اليوم شراء كيلويين من البرتقال أو الكرمتنينا التي لا تتجاوز ثمن الكيلو منها الـ 100 ل.س، في حين بات شراء كيلو الكوسا على سبيل المثال صعباً بالنسبة لشريحة واسعة.

كميات قليلة في الأسواق

ومن جانبه، أرجع صاحب محل للبقالة سبب ارتفاع أسعار الخضار إلى انخفاض الكميات المعروضة في الأسواق، وذلك بسبب صعوبات الاستيراد التي تواجه الأصناف التي يتم شحنها من دول الجوار هذا من جهة، بالإضافة إلى انخفاض المساحات المزروعة في #سوريا، وهو ما أثر على كميات المحاصيل هذا الشتاء، من جهة أخرى.

وأوضح المصدر أن أجور النقل المرتفعة بين المحافظات وحتى داخل المحافظة الواحدة بالإضافة إلى الانخفاض الذي يطرأ يومياً على قيمة الليرة السورية، يحمّل على ثمن الصنف وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الأسعار مسبباً موجة الغلاء هذه.

في حين يحمّل بعض المواطنين الحكومة #السورية وضعف الرقابة المفروضة من قبل مؤسساتها سبب ارتفاع #الأسعار، مطالبين بتوضيح منطقي حول ما يجري في الأسواق.

أما الحكومة السورية والتي فضلت “الصمت” خلال الفترة الماضية عن تبرير أو شرح أسباب غلاء ثمن الخضار للموطنين، اكتفت كعادتها بإطلاق الوعود بأن انخفاضاً سيطرأ قريباً على الاسعار، فبين رئيس غرفة زراعة دمشق عمر الشالط في تصريح له لإحدى المواقع الالكترونية الموالية للنظام، بأن هناك انخفاضاً بنسبة 25% سيشمل بعض أصناف الخضار، مشيراً إلى أن الأصناف التي ستطراً على أسعارها الانخفاض هي البندورة والبطاطا والملفوف والزهرة والفيلفلة، وذلك بسبب البدء بطرح الزراعات الربيعية والصيفية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.