عمار حلبي – الحل السوري:

سحب #السوريون معظم أنواع الحلويات من قاموسهم، بعد ارتفاع تكاليف المعيشة واتجاههم نحو تأمين المواد الأساسية اللازمة للبقاء، وبات دخول الحلويات إلى منازلهم يقتصر على المناسبات السنوية إن دخلت أساساً.

وكغيرها من بقية السلع، تأثرت #الحلويات بارتفاع أسعار المواد الأساسية التي تقفز أساساً على سلّم #الدولار، حيث تجاوز 440 ليرة #سورية في سابقة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع #الاحتجاجات، لتتقلص صناعة الحلويات وتصاب بالجمود في #أسواق دمشق، وذلك بحسب ما رصد موقع “الحل” بعد جولة على أسواق الحلويات في العاصمة السورية.

تراجع في المبيعات

في العادة كان فصل الشتاء يشهد نسبة أعلى في استهلاك الحلويات، وخاصة تلك التي تباع “ساخنة”، وخاصة للأصناف الشعبية ذات السعر الرخيص كالعوامة والمشبك والقطايف، أما الآن فالوضع مختلف تماماً.

وأشار أبو محمد، الذي يملك محلاً لبيع هذه الأصناف في سوق باب سريجة أن المبيعات تراجعت بنسب وصلت لأكثر من 75%، وارتفع سعر الكيلو 10 أضعاف، فكان سعر الكيلو لايتجاوز 60 ليرة ليصل اليوم إلى 600 ليرة، ويعود هذا الارتفاع إلى ارتفاع أسعار الطحين والسكر، فالطحين أصبح بـ170 ليرة والسكر بـ320 ليرة، إضافة إلى ارتفاع سعر زيت القلي وسعر #الغاز.

وتابع أو عمر “ارتفعت عبوة الزيت النباتي ليتر واحد من 250 إلى 600 #ليرة وجرة الغاز وصلت إلى أكثر من 3000 ليرة”، موضحاً أن نسبة كبيرة من البائعين اتجهوا لإغلاق محلاتهم بسبب شح المبيعات، متسائلاً “إذا كان بيع الحلويات الشعبية تراجع بهذا القدر فكيف الحلويات الفاخرة إذاً؟”.

أسعار “كاوية”

ووصل سعر الكنافة النابلسية التي تعتبر من أشهر الحلويات لدى السوريين، إلى ألف ليرة لدى “حلويات نبيل نفيسة” و900 ليرة لدى “حلويات البيك”، وهنالك محلات في منطقة الميدان تبيع الكيلو بسعر 1200 ليرة، وبحسب أحد أصحاب محلات بيع الكنافة بمنطقة مساكن #برزة، فإن سعر الكيلو لديه 850 ليرة، وهو يضطر لرفع السعر لارتفاع أسعار كافة المواد المستعملة بصناعة الكنافة، ومنها الجبنة، حيث تجاوز سعر الكيلو 850 ليرة، ويختلف السعر بحسب نوع السمنة المضافة لها، بينما يرتفع سعر الكنافة المصنوعة بالسمن الحيواني مع الفستق الحلبي ليصل إلى 1500 ليرة، وهنالك بعض المحلات تخفض السعر ولكن يكون ذلك على حساب جودة الجبن بشكل رئيسي.

أما حلويات الأعياد فأصبحت خارج قاموس غالبية المواطنين، وأضحت أسعارها فلكية، فسعر كيلو “الكنافة المبرومة” لدى المحلات الشهيرة في منطقة الجزماتية يصل إلى 9000 ليرة، ولدى “حلويات نفيسة” 7000 ليرة، والسبب الرئيسي لهذه الأسعار هو سعر الفستق الحلبي الذي وصل إلى حوالي 7000 ليرة، وكيلو السمن البقري إلى 2800 ليرة، وهنالك بعض المحلات في منطقة #المرجة تبيع الحلويات العربية بمبلغ 2000 ليرة إلا أنها ذات جودة متدنية.

حال المواطنين..”شم ولا تدوق”

ويمتنع المواطنون عن شراء هذه الحلويات نتيجة ارتفاع أسعارها بشكل كبير، ويتجهون نحو تأمين احتياجاتهم الأساسية، يقول تيسير وهو رب أسرة تعيش في #ريف_دمشق أنه لم يدخل أي نوع من الحلويات إلى منزله منذ أكثر من 8 أشهر، موضحاً أن راتبه البالغ 28 ألف #ليرة لا يكفي حتى لتأمين المواد الغذائية والأساسية، وحسب قوله “من الطبيعي أن تنسى عائلته طعم الحلويات حالها كحال الكثير من الأسر السورية”.

ورغم الكثير من القرارات التي اتخذتها جمعية حماية المستهلك والتموين للحد من ارتفاع أسعار الحلويات إلا أن رياح الأسعار المرتفعة وخاصة للمواد الأولية تحول دون القدرة على الحد من أسعارها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.