عمار حلبي – الحل السوري:

قد يكون مشهد لجوء المواطنين إلى الصيدليات لتشخيص أمراضهم حالياً أمراً مثيراً للتساؤل، لماذا الصيدلي بدلاً من طبيب أو مشفى؟ لكن عند السؤال عن السبب، تتفاجئ بأن أجور الأطباء والمشافي الخاصة ارتفعت لدرجة يصعب على المواطن العادي دخولها، ولا سيما في ظل استمرار #الغلاء “الفاحش” وارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية، واتجاه المواطنين نحو أساليب بديلة وبدائية في بعض الأحيان للحصول على الرعاية الطبية، وكل ذلك يجري في ظل غياب رقابة #وزارة_الصحة على المشافي الخاصة وضبط أسعارها.

وباتت الصيدليات تشهد إقبالاً غير مسبوق من أجل الحصول على وصفة طبية للاستشفاء مما يعانيه المرضى، وذلك تفادياً للذهاب إلى عيادات متخصصة حيث تبلغ الكشفية الطبية 2000 ليرة وسطياً.

نار كلفة العلاج

ستة أيام في مشفى خاص بمنطقة شارع بغداد وسط #دمشق، كلّفت المسن سمير عبد الله أكثر من 280 ألف ليرة #سورية، يقول سمير “لم أجري أي عمل جراحي، ولم يتطلب علاجي أي أدوية مرتفعة، فقط تكلفة الإقامة لمدة 6 أيام مع العناية المتواصلة والسيروم وأدوية عادية وطعام المشفى كلفتني هذا المبلغ الكبير”.

وتساءل سمير، كيف للمواطنين العاديين الحصول على الرعاية الصحية في ظل هذا الارتفاع لتكلفة العلاج؟ ووسط الإهمال الكبير الذي يتعرض له المواطنين في المشافي الحكومية إذ ينعدم الاهتمام والرعاية الصحية.

الحالة الأسوأ من سمير تعيشها “أم أحمد” التي أدخلت طفلها إلى مشفى بدمشق، رفضت ذكر اسمه.

أوضحت أم أحمد أن ابنها البكر (9 سنوات) كان يلهو في أحد بساتين محافظة #درعا، فانفجرت قربه قنبلة يدوية، الأمر الذي أدى لتشوهات في قدميه، فنقلته مباشرة للعلاج في دمشق، حيث أجريت له عمليتي تجميل تبعها رقابة طبية وأدوية لمدة 9 أيام، فكانت التكلفة النهائية 800 ألف #ليرة، ولا تملك المرأة المبلغ فقامت ببيع منزلها في مدينة درعا لسداد المبلغ.

حلول بديلة

ولجأ السوريون إلى أدوات بدائية وحلول بديلة لتأمين الرعاية الصحية لهم، فمنهم من اتجه نحو المشافي الحكومية، وآخرين اتجهوا نحوا الأطباء الممرضين المتخصصين للتداوي بالأعشاب والطب العربي الذين انتشرا بشكل كبير ولا سيما بمنطقة ركن الدين.

مواطنون آخرون اتجهوا نحو الصيدليات لتأمين العلاج، وذلك بحسب ما ذكر رئيس جمعية حماية المستهلك في حكومة النظام عدنان دخاخني أنه تم ملاحظة توجه الكثير المواطنين إلى الصيادلة للكشف على أمراضهم بدلا من الذهاب إلى الأطباء، وذلك لأن المستهلك لم يعد يستطيع تحمل تعرف الأطباء المرتفعة من جهة وسعر الدواء المرتفع أيضا من جهة أخرى، فهو يختصر الطريق مادياً ويتجه إلى الصيدلي ليقوم بفحصه، والكشف عن مرضه ويصف له الدواء المناسب له، وبهذه الحالة يكون قد وفر المريض على نفسه أجرة الطبيب، وبالطبع فإن ذلك يشتمل على الأمراض العامة والشائعة وليس الأمراض الخطيرة.

مرضى بين مؤسسة التأمين والمشافي الخاصة

وطالبت المشافي الخاصة بزيادة التعرفة وخاصة بعد ارتفاع أسعار الصرف، وعقد اجتماع بين المؤسسة العامة السورية للتأمين وجمعية المشافي الخاصة بدمشق، وخاصة بعد توقف المشافي عن استقبال المؤمّنين، وذلك بعد أن استنفدت #وزارة_الصحة مهلتها الممنوحة من رئاسة الوزراء لإقرار تعرفة طبية جديدة.

وأوضح مصدر مسؤول في #وزارة_المالية أن المؤسسة كانت قد عقدت اتفاقاً تجريبياً مع الجمعية لمدة ثلاثة أشهر انتهى في 31 كانون الأول 2015، وتم خلال الاجتماع تقييم نتائج الاتفاق من خلال تعميم آلية الاستقبال والتعامل مع المؤمّنين والخدمات المقدمة لهم والثبوتيات المطلوبة والتعرفة الطبية للمشافي والالتزام بالدفع إلى المشافي ومدى تعاون والتزام الشركات.

وتم الاتفاق على عقد اجتماع نهائي بعد أسبوع للتفاوض على النهاية التي ترضي الأطراف كافة وتقديم خدمة ممتازة للمؤمّن عليهم، بعد اقتراح مؤسسة التأمين إعادة دراسة البرتوكول الطبي الخاص بالمشافي من ناحية الاختبارات والفحوصات السابقة للعمل الجراحي، بحيث يتم تسهيل آلية الموافقات على إجراء العمل الجراحي وتسريعها مستفيدين من دراسات تم إجراؤها من الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.