سارة العمر – الحل السوري:

ينفتح #السوريون يوماً بعد يوم على تقنيات العالم الافتراضي ووسائل التواصل والتطبيقات الحديثة، خاصة من يعيش منهم خارج #سوريا، بسبب قدرتهم على الوصول للانترنت والمواقع والتطبيقات المتعددة التي لم تكن متاحة في #سوريا، ويسهم الانفتاح التكنولوجي كل يوم في تغيير حياة الكثير من #السوريين خاصة الشباب، وبطرق متعددة.

 

إعلام وتضامن

وتشكل وسائل التواصل الاجتماعي أبرزها “فيسبوك” منصة إعلامية هامة لكشف ونقل الأحداث من داخل سوريا إلى العالم، كما تلعب دوراً في تكوين رأي جمعي أو موقف اتجاه قضية معينة تدفع بكبرى وسائل الإعلام للالتفات لها وتغطيتها.

في وقت ليس ببعيد كان أهالي بلدة #مضايا محاصرون ويقاسون الجوع الشديد، الذي أودى بحياة العديد منهم.. البلدة لم تحظى باهتمام سياسي حتى انتشرت صور منها على وسائل التواصل، و تفاعل معها الآلاف من المتعاطفين والمطالبين بتحرك فوري، هذا التحرك الافتراضي واكبته تغطية إعلامية عربية وعالمية ساهمت بتغيير مسار مجريات الأحداث في البلدة.

يرى أبو عبد الله وهو مصور من مدينة #حلب أن “لحملات الدعم وفك الحصار عن بعض المناطق السورية دور كبير في دخول المساعدات وتوليد ضغط سياسي على النظام، لكن كل هذه الحملات كانت تولد بالصدفة، فيما كانت لم تفضي أخرى إلى نتيجة، وبمزيد من التنسيق والتدريب يمكن أن تكون النتائج أفضل”.

لجوء واندماج

يستفيد الكثير من طالبي اللجوء السوريون اليوم من ميزة “جي بي اس” أي خدمة تحديد الموقع، والغير المتاحة في سوريا، في تنظيم رحلتهم في الأراضي الأوربية، كما يستفيدون من مجموعات خاصة على “فيسبوك” أبرزها “كراجات المشنططين” المعنية بتبادل أخبار الطرق في رحلة اللجوء ومتابعة أخبار المنطلقين والواصلين عبر البحر.

يقول سامي، وهو لاجئ سوري بالسويد “حين كنت على القارب المطاطي كنت أمسك هاتفي بيدي، لأرسل للمجموعة موقعنا في حال حدث أي مكروه، ليتصلوا بدورهم بخفر السواحل، كان هذا يمنحني نوعاً من الاطمئنان”.

في المقابل، تعنى العديد من الصفحات والمجموعات والبرامج بتسهيل اندماج #السوريين في #المجتمعات_الأوربية المضيفة، وتعد خير عون لهم على تجاوز العقبات، منها تطبيق “أهلا بكم في ألمانيا” الذي يتضمن تعليمات حول القوانين الألمانية التي يتوجب على اللاجئ معرفتها، والعبارات الأساسية والضرورية في اللغة الألمانية.

يقول عبد الحي أحد مستخدمي التطبيق أنه ساعده في “معرفة مراكز تقديم اللجوء المنتشرة في المدن الألمانية، وفي تحضير الأوراق الضرورية، ومكّنه من معرفة القوانين الألمانية الضرورية للتعامل مع الشرطة والمواطنين الألمان، خاصة أن التطبيق متاح باللغة العربية”.

إغاثة ودعم

يتخذ الكثير من الناشطين الإغاثيين والجمعيات، التي تقدم العون للمتضريين، من وسائل التواصل الاجتماعي منصة للوصول الى الداعمين ومقدمي التبرعات وكافلي الأيتام وعلاج المرضى والجرحى.

لعدة أشهر اعتمد فريق “ملهم التطوعي” على الترويج لحملات جمع التبرعات والكفالات الفردية في مناطق سيطرة المعارضة ومخيمات #اللاجئين في دول الجوار، من خلال صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بمتطوعيه، والذين استطاعوا كسب ثقة الكثير من المتبرعين خلالها.

هذا ما تفعله أيضاً الناشطة الإغاثية نسرين زريق التي تقوم بدورها بحملات لجمع التبرعات من خلال صفحتها على #فيسبوك، لتوزيعها لاحقاً ضمن مناطق سيطرة النظام.

ولا يخفى على أحد كيف غيرت وسائل التواصل حياة عبد الحليم العطار، اللاجئ السوري في #لبنان، بعد تدوال صورة له وهو يحمل طفلته ويبيع الأقلام في شوارع بيروت، ليحصل خلال أيام على تبرعات وصلت لمئات آلاف الدولارات.

يقول محمد حوراني إن “فيسبوك” ساعده على إيجاد داعم يوفر له تكاليف عمليته الجراحية الباهظة، ويضيف “كان لدي شظية اخترقت الجمجمة، كنت في انتظار موت بطيء محتّم، حتى قام ولدي بنشر قصتي، وفاجئنا متبرع بتحمل تكاليف العملية، لم أكن أتوقع ذلك”.

ويشير صالح عبد العزيز وهو متطوع في الهلال الأحمر إلى أن “البعض بات يستغل وسائل التواصل لسرقة التبرعات، بعض الجهات باتت موثوقة، لكن هناك من يستغل الأمر، للأسف هناك العديد من الجهات التي يقتصر عملها على فيسبوك، لذا فهو ليس وسيلة آمنة للتبرع، يفضّل التبرع بشكل مباشر لصاحب العلاقة أو من خلال الجهات الموثوقة”.

وينتقد صالح “إقدام يعض الجمعيات على تصوير الأطفال أثناء تسليمهم التبرع أو المال، ونشر صورهم على وسائل التواصل”. معتبراً الأمر “انتهاكاً لكرامة هؤلاء الأطفال، وبأن الثقة لا يمكن شراؤها بهذه الصور”.

تواصل عن بعد

تعد وسائل التواصل حلقة الوصل الباقية بين العديد من السوريين اللاجئين وأخوتهم أو آبائهم أو زوجاتهم في سوريا أو في دولة أخرى، حالة التشتت التي تعيشها هذه الأسر اضطرتهم للاعتماد على هذه المنصات بشكل شبه يومي للتواصل مع بعضهم.

ويعد كل من تطبيق “واتس آب” ومنصة “فيسبوك” وبرنامج التواصل “سكايب” منصات تلم شمل الأسرة السورية مهما بعدت المسافات بين أفرادها، وتقول مي، وهي طالبة جامعية تسكن في مدينة #اللاذقية “لا أستطيع أن أعيش دون واتس آب أو فيسبوك فأصدقائي وإخوتي هاجروا خارج سوريا، وأتكلم معهم كل يوم، وأتابع أخبارهم، كأنهم يعيشون معي في نفس المدينة”.

من جهتها تقول أم باسل (٥٢ عاماً) وهي أم لأربعة أولاد كل منهم يسكن في بلد، أنها لم تفكر سابقاً أن تلمس هاتفاً ذكياً، “حين هاجر أولادي، أصبحت مضطرة وتعلمت استعماله، من خلاله أطمئن على أولادي، كل صباح”.

أما حياة فتقول إن تطبيق “فايبر” بات صلة الوصل الوحيدة بينها وبين زوجها في #ألمانيا، بانتظار لم الشمل، “لم أكن لأتخيل كيف ستمر علي هذه الفترة القاسية لولا هذا التطبيق”.

التعلم والمنح

حقق آلاف السوريون أحلامهم في تحسين تحصيلهم العلمي وإكمال دراساتهم من خلال منح مدفوعة التكاليف مقدمة من جامعات أوروبية وأخرى تركية.

وتعد هذه المنح “حبل النجاة” بالنسبة للكثير من الطلاب الذين لم يكملوا دراستهم الجامعية بسبب الحرب.

يقول عمر شهابي وهو طالب ماجستير في الهندسة المعلوماتية “بعد تخرجي من جامعة دمشق، لم أجد علماً سافرت إلى تركيا ولم أجد عملاً فيها أيضاً، كنت مشتركاً، بإحدى صفحات فيسبوك التي تنشر أخبار خاصة بالمنح المقدمة للطلاب السوريين، قررت أن أقضي وقتي في مراسلة الجامعات وتعلم كتابة السيرة الذاتية وتجهيز الوثائق الخاصة بهذه المنح، استغرق الأمر عدة أشهر، في النهاية، قبلت في منحة مقدمة من جامعة بريطانية لا تشترط الحصول على الشهادة السابقة، فسافرت إلى لندن، وأنا أتابع دراستي بها”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة