سارة العمر

يقع الكثير من السوريين الذين يعيشون في #تركيا في حيرة من أمرهم بين البقاء في تركيا أو خوض مخاطرة رحلة اللجوء إلى إحدى الدول الاوربية. ويتساءلون عن الفروقات الحقيقية بين اللجوء في تركيا و إحدى الدول الأوربية.

 

في الـ 7 من شهر آذار/ مارس الجاري، سيجتمع قادة أتراك مع ممثلين عن دول الاتحاد الاوربي في #بروكسل للمناقشة تنفيذ خطة تم الاتفاق عليها مسبقاُ، وتنص على منح الاتحاد الأوربي 3 مليار يورو، مقابل وقف تركيا والتي تستضيف أكثر من مليوني لاجئ سوري، لتدفق اللاجئين من أراضيها إلى دول الاتحاد.

قبيل هذا الاجتماع أصدرت منظمة #هيومن_رايتس_ووتش مجموعة من الأسئلة والأجوبة حول وضع اللاجئين في تركيا، التي يضعها الاتفاق كبديل لدول الاتحاد في استضافة اللاجئين. وأثبتت من خلالها عدم أحقية الاتحاد في إجبار اللاجئين على البقاء في تركيا.

١- مالذي يجعل أي دولة آمنة للاجئين أو طالبي اللجوء؟ وما الذي يعنيه “بلد آمن ثالث”؟

يسمح القانون للاتحاد الأوروبي بإعادة طالبي اللجوء إلى يصفه “ببلد ثالث آمن”، وهو بلد خارج الاتحاد الأوربي وغير الموطن الأصلي للاجئ، يوفر له الحماية، لكن لا يحق له أن يذهب منه إلي المكان الذي يختاره.

وحتى يعتبر أي بلد آمناً يجب أن يكون ملتزماً بمبدأ عدم الإعادة القسرية، وبأن يحترم حقوق الإنسان الأساسية، ولا يواجه فيه اللاجئ خطراً أو تهديداً على حياته، ويعترف باللاجئ كلاجئ، ويتخذ خطوات لضمان مستوى معيشي جيد على المدى البعيد للاجئين أي باتجاه “الحلول الدائمة”.

٢- هل تعتبر تركيا بلداً آمناً للاجئين؟

ببساطة لا، حين وافقت تركيا على اتفاقية اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولها لعام 1967، استثنت الأشخاص الذين أصولهم من خارج دول الاتحاد الأوربي، وهذا يعني أن الفارين من العنف أو الاضطهاد في أي بلد غير أوروبي كسوريا، لن تعترف بهم كلاجئين أو تمنحهم حق اللجوء.

يعد السوريون الذين يعيشون في تركيا اليوم حاصلين على حق الحماية المؤقتة، مما يسمح لهم بالعيش في البلاد، لكنها ليست الحماية الكاملة التي توفرها اتفاقية اللاجئين. فهم يجدون صعوبة في الحصول على عمل قانوني، ويعمل الكثير منهم في ظل الاستغلال. منحتهم تركيا في منتصف شهر يناير الحق في العمل لكن ضمن شروط وقيود معينة.

٣- هل يعيش السوريون بأمان في تركيا؟

لا. وثقت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية مئات حالات الاعتقال والترحيل غير القانوني إلى سوريا والعراق. وعشرات الحالات التي تعرضت للضرب أو اطلاق النار أثناء محاولات العبور عبر الحدود. اليوم الحدود مغلقة بشكل كامل، بالرغم من أن 45 من الفارين من القصف في حلب يطلبون العبور إلى بر الأمان.

وتشير تقارير للعفو الدولية والجماعات المحلية عن عمليات اعتقال تعسفي  وسوء معاملة أثناء الاحتجاز في تركيا، إضافة إلى  الحرمان من التمثيل القانوني أو المساعدات، مما يجعل من المستحيل بالنسبة لهم للطعن في قانونية اعتقالهم وترحيلهم.

4- ما الذي قدمته تركيا للاجئين السوريين؟

أظهرت تركيا سخاء كبيراً مع اللاجئين في أراضيها، وهي تستقبل اليوم أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ويحق للسوريين رسمياً الحصول على الرعاية الصحية المجانية والتعليم لأطفالهم. لكن الكثيرين يناضلون للحصول على مسكن، ويعيش آخرون في فقر مدقع. وهناك 400 ألف طفل خارج المدرسة.

5- ما الذي تغيره ٣ مليار دولار في أوضاع اللاجئين في تركيا؟

تم تخصيص الأموال التي يفترض أن تسلم للحكومة وفقاً للاتفاق الأخير للبنية التحتية، التي من شأنها أن تساعد السوريين بناء مستقبل مستدام في تركيا، مثل المزيد من المدارس والمرافق الطبية، والإسكان. لكن لا يزال هناك  خلافات حول من سيسيطر على الأموال وكيفية ستتم الرقابة على كيفية إنفاق المال.
6- هل سيساعد توقف القوارب في حماية الأرواح؟

حتى في حال ايقاف القوارب، فهناك تخوفات من ظهور طرق جديدة أكثر خطراً نظراً لتصميم الناس على الوصول إلى الأمان ولحياة أفضل، كأن يحاول الناس العبور بحراً انطلاقاً من مصر  مثلاً. وهناك مخاوف من أن تستخدم الشرطة التركية التكتيكات التعسفية لمنع الناس من الوصول إلى الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي كاليونان وبلغاريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.