الحل السوري – زين إدلبي:

إذا أردت التوجه إلى #ألمانيا للحصول على اللجوء الإنساني، فمن الممكن أن تحصل على الإقامة في الأسبوع الأول لوصولك، ومن الممكن أن “تتشرد” بين المخيمات لعام كامل دون أن تتمكن من الحصول عليها، “فالحظ” هو المعيار الوحيد الذي تتسرع وتبطأ على أساسه إجراءات اللجوء الخاصة بك.

الأمر ذاته ينطبق على مستوى خدمات المخيم “الكامب” الذي تعيش فيه، والشركة التي تديره، والتي وجدت بوجود اللاجئين اقتصاداً جديداً لإنعاش فائض أرباحها.

على أن الوصول إلى مسؤولين ألمان لتفنيد هذه الظاهرة أمراً صعباً، خاض الحل السوري لقاءات موسعة مع لاجئين #سوريين في ألمانيا، منهم من يحمل صفة لاجئ ينتظر إجراءاته، وآخرين بدأوا الإنخراط في المجتمع الألماني عبر العمل إما صحافيين أو ناشطين أو حقوقين، هدفهم محاولة حل مشاكل أبناء جلدتهم في الدولة الأوروبية التي استضافت العدد الأكبر من اللاجئين #السوريين على الإطلاق.

مخصصات غير كافية

اللاجئ السوري بديع حبو، من مدينة #حلب، وصل إلى ألمانيا في أيلول الماضي مع صديقه، وفور وصولهما إلى ألمانيا افترق صديقا الطفولة حيث توجه بديع لمدينة ميونخ بينما فضّل صديقه اللحاق بشقيقته في مقاطعة “هانوفر”.

يقول حبو، إنه حتى اللحظة لم يحصل على “أوزفايس” وهي إقامة مؤقتة مدتها ثلاثة أشهر يحصل عليها اللاجئ في ألمانيا لتسهيل أموره بشكل قانوني ريثما يتم تحديد موعد لإجراء محكمة للحصول على اللجوء الإنساني، يضيف الشاب البالغ من العمر 23 عاماً أن صديقه حصل على “الأوزفايس” منذ أربعة أشهر “بعد شهرين من قدومه” واقترب موعد محكمته.

يشعر حبو بالندم لأنه لم يرافق صديقه حيث يقول “لو أني رافقته إلى المقاطعة الشمالية لكانت أموري أفضل بكثير الآن، أشعر بالندم لقدومي إلى ألمانيا فالوقت يمشي بسرعة وأنا لا أفعل شيئاً سوى أني آكل وأنام في الكامب ذي الخدمات الجيدة” وفق ما وصفه.

يقول الناشط المستقل في مجال المجتمع المدني قاسم ق، والذي يقيم حالياً بمدينة بريمن شمال غرب ألمانيا، أن مشكلة الشاب حبو وآلاف غيره متشابهة، إلا انه يصفها بالطبيعية، يبرر قاسم الذي بدا لنا أنه من المدافعين عن سياسة السلطات الألمانية بأنه لاحظ أن المخصصات التي وضعتها الحكومة الألمانية للاجئين غير كافية، فهي حسب ما يلاحظ لم تتوقع قدوم هذا العدد الهائل من اللاجئين، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يستغرق الأمر فترة أخرى حتى تستقر أوضاع اللاجئين ويحصلون على إقامتهم بعد أن يتم النظر بطلبات اللاجئين وتوطين الذين يستحقونه، وإبعاد من ترفض طلباتهم.

تباين في المقاطعات

يتابع قاسم، أن مدة الحصول على الإقامة لا يمكن اعتبارها مشكلة تتحملها السلطات الألمانية، إذ أن الأخيرة تعتمد وضع مخصصات لكل مقاطعة على حدة لإيواء اللاجئين.

وأضاف الناشط أن معظم اللاجئين يتجهون إلى المدن الغربية لأنها تراعي وضعهم، بينما يرفض كثيرون التوجه إلى الشرقية، وهو ما يولد ضغطاً هائلاً على المقاطعات الغربية بسبب الإزدحام الهائل الذي تشهده، وبالتالي فإن اللاجئ الذي يتوجه شرقاً حيث الأعداد المحدودة للاجئين من الممكن أن يسيّر إجراءاته بمرونة أكثر من نظيره غرباً، نظراً لقلة أعداد الساعين للحصول على اللجوء الإنساني في الشرق.

حاولنا التحقق من تبريرات “قاسم” عبر اتصالات بتطبيق “لاين” والحديث بالصوت والصورة مع 9 لاجئين 4 منهم يقيمون غرب ألمانيا و5 يقيمون شرقها، فتبين أن كلامه كان أقرب إلى الواقع، حيث لم يشتكي لاجئوا المقاطعات الشرقية من بطئ الإجراءات، غير أنهم اشتكوا من المضايقات في الشوارع.

التقصير من إدارات المخيمات

يقول الناشط السوري أكرم، المقيم في مقاطعة بريمن، إن التباين في الفترة الزمنية لإجراءات اللجوء بين لاجئ وآخر لا يعود بتقصير من الحكومة الألمانية، بل من إدارات المخيمات التي مهمتما تتمثل في كونها صلة الوصل بين اللاجئ والسلطات الألمانية.

وأضاف أكرم الذي يعمل في مجال مساعدة اللاجئين الجدد أن إدارات “الكامبات” ليس بالضرورة أن يقوم عليها موظفون ألمان، وإنما #سوريين و #عراقيين ومن مختلف الجنسيات، لذلك تظهر البيروقراطية والتقصير في إتمام الأمور القانونية للاجئ الساعي لإكمال معاملة الإقامة واللجوء الإنساني.

من جهته، تحدث لاجئ #سوري في المقاطعة ذاتها لموقع الحل، أن كامب “بوليازي برازيديوم شبورت هالا” الذي تديره امرأة من #حلب، يشهد معاملة قاسية ضد اللاجئين، ولا سيما من إدارة الكامب، وأشار اللاجئ الذي رفض كشف هويته، أن الجيش الألماني الذي يشارك بعمليات الإغاثة والإطعام في الكامبات لا يملك أي معلومات عن الانتهاكات بحق اللاجئين، بما فيها النقل التعسفي إلى كامبات أخرى نائية لا توجد فيها تهوية وغير مناسبة لظروف العائلات والأطفال.

هل أنت راضٍ؟

خلال استطلاعنا لآراء لاجئين #سوريين في ألمانيا، أقر معظمهم بأن الحكومة الألمانية بشكل مباشر ليس عليها أي تقصير، وإنما معظم المشاكل تأتي من أمورٍ أخرى.

تقول مرام، الشابة السورية المنحدرة من مدينة حلب، والتي حصلت على حق اللجوء الإنساني مؤخراً بمنطقة “هورست” شرق ألمانية، أن معظم المشاكل تأتي من اللاجئين القدامى ولا سيما الذين تمكنوا منهم التحدث بالألمانية، لأنه يعملون كسماسرة على البيوت، ويقومون بابتزاز اللاجئين الجدد بدافع عدم معرفتهم بتفاصيل الحياة في ألمانيا.

الحالة ذاتها يؤكدها حسين قطماوي، اللاجئ المنحدر من منطقة البرناوي بحماة، والذي ينتظر إتمام إجراءات لجوءه بمقاطعة هامبورغ بألمانيا، حيث عبر عن شكره للحكومة الألمانية على الاستضافة، لكنه طلب منها الإلتفات للرقابة على إدارة الكامبات لتعطي اللاجئين حقوقهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.