حوار: وائل العبدالله

 من عمق مأساة مرت بها، تمسك إيمان الشيّاب ألوانها وتغرق اللوحات فيما تعرف وتتذكر وتتخيل، وهي الطفلة السورية ذات الخمسة عشر ربيعاً، والتي حازت لوحاتها على اهتمام كل من رآها، فوصلت إلى #إسبانيا وفرنسا، وعلى هامش عملها في بروفات مسرحية سفينة الحب مع المخرج نوار بلبل في المركز الثقافي الفرنسي في #عمان،  كان لموقع الحل السوري حوار معها..

 

كيف تعرّف إيمان عن نفسها اليوم؟

إنا إيمان الشياب من #درعا، من النافعة، عمري 15 سنة، أحب الرسم والتمثيل وأعيش في عمان في مركز البدر للعناية بالجرحى مع أختي، تعرضت لإصابة أدت لبتر رجلي اليمنى، وتأذت قدمي اليسرى أيضاً في قصف بالبراميل على قريتي في #سوريا منذ ثلاث سنوات.. أحب الرسم والحياة.

لماذا الرسم تحديداً؟

بدأت بتعلم الرسم عندما انتقلت لمركز البدر في ورشة الرسم التي كانت تديرها الآنسة هلا السعدي، وفيه تعلمنا أساسيات الرسم بالفحم والألوان المائية والزيتية، وأحببت الرسم لأنه ينقلني لعالم آخر بعيد عن الواقع السيء الذي أعيش فيه، فعندما أرسم أشعر أنني في عالمي الخاص.. أرسم نفسي غالب الأحيان، مما يمنحني إحساساً بالدفء وكأنني أعالج إصابتي بريشتي وألواني، تستطيع القول أن اللوحة مرآتي التي لا أمتلكها حالياً.

pa3

ما قصة الكلب الأبيض في لوحاتك؟ لاحظنا وجود كلب أبيض بشكل متكرر..

(هاظا الكلب قصتو قصة).. إذا لاحظت هناك أربع لوحات تحكي قصة إصابتي، فاللوحة الأولى أمسك بالكلب وأتمشى على الطريق قبل الإصابة ممسكة بالسلسلة الخاصة بالكلب، وفي اللوحة الثانية لحظة تعرضي للإصابة والكلب أيضاً تعرض للإصابة ذاتها، ثم في اللوحة الثالثة رسمت نفسي في المشفى وكنت مستلقيةً على السرير، وتلك كانت أسوأ فترة مررت فيها في حياتي، ومن ثم اللوحة الرابعة أجلس تحت الشجرة أقرأ، ويظهر طرفي الاصطناعي الجديد وعودتي للحياة، ورسمت الكلب أيضاً بطرف صناعي، فلقد عالجته أيضاً معي وأصبح يستطيع السير مثلي.

هل كان لديك كلب أبيض في درعا؟

لا كلب ولا قطة (تضحك) .. لم يكن لدي كلب أبداً وأحلم أن يكون لدي كلب يوماً ما، ولكن بات لدي قناعة أن البشر لا يحسون ببعضهم، لا أحد يشعر بألم الآخر، ورغم أن الكلب حيوان ولكنه يشعر بك وبألمك، وهو وفيٌّ وصادقٌ في تعامله معك ومحبته لك، وبالتالي جعلته يعيش معي نفس حالتي التي مررت بها وأمر بها اليوم. أيضاً لوحة الفيل، بعد أن رسمت الفيل تابعت زركشته، كي يصبح أجمل، رغم إصابته أصبح أجمل مع الزركشة.

بماذا ترسمين؟ بالألوان المائية أو الزيتية؟

لقد جربت كل أدوات الرسم تقريباً ولكنني أحببت الألوان المائية أكثر.. الألوان المائية أقرب للألوان التي أريدها في اللوحة ببساطة.

pa1

أين هذه اللوحات اليوم؟

نقلها نشطاء إسبان زاروا المركز وعرضوها في #أوربا، وقيل لي أن بعضها قد بيع، حقيقة لا أعلم عنها شيئاً اليوم.. هل بقيت؟ هل بيعت؟ فليس لدي وسيلة لأتواصل مع من أخذها من الأوربيين الذين زاروا المركز.

ماذا تريد إيمان اليوم؟

أول شيء أريد أن أكمل دراستي، فانا منقطعة عن الدراسة منذ انتقلت من الصف الخامس للسادس الابتدائي، إضافة لأنني أعيش الخوف في #الأردن اليوم، فوضعي غير مستقر.. نحن خرجنا بإجازة من مخيم #الزعتري، أنا وأختي، عندما نقلونا لمركز البدر، وإذا قرروا عدم تمديد الإجازة فعلينا العودة إلى الزعتري  تقولها بخوف وأسى).. أخاف العودة للمخيم.. ليس لدي كفيل يسمح لي بالبقاء في عمان كي أستطيع البحث عن مدرسة تقبل بي للعودة للدراسة.

بماذا تحلم إيمان؟

أحلم بالسفر، لأي مكان في العالم، أحلم أن أستمر بالرسم والتمثيل.. أريد أن أصبح طبيبة.

pa

لماذا طبيبة؟

يوم تعرضت للإصابة لم يكن هناك أطباء كفاية تعالج الناس، ولم يكن هناك أطباء مختصين بإصابات الأطراف، أريد أن أدرس وأساعد الأطفال في أي مكان في العالم.

أنت شخصية رئيسية في العمل المسرحي سفينة الحب، باختصار كيف تصفين تجربتك في التمثيل؟

هذه ليست أول مرة، فلقد اشتركت مع الفنان جلال الطويل في عمل طلعنا على الحرية، ولكن هنا التجربة مختلفة وأهم وأكثر متعة، أقوم بأداء أكثر من شخصية من المسرح العالمي، وهو شيء ممتع للغاية وصعب، ولكنني استطعت النجاح في البروفات، وأشعر أن المسرحية ستنقل معاناة السوريين بطريقة مختلفة للمجتمع الدولي.

تمثيل أم رسم؟

رسم أكيد، أحب التمثيل ولكن الرسم أستطيع ممارسته لوحدي وفي أي وقت أريد، أحب العمل مع الآخرين ولكن أفضل العمل لوحدي، والرسم لا يحتاج لمسرح وفرقة ومخرج.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.