حمزة فراتي

“لم يكتفوا بقتل ابني البالغ من العمر 12 عاماً أمام أخوته وأمه، والدهس على جسده، بل قاموا باعتقالي وزوجتي وأطفالي وسجني لمدة يوم”.. يروي أبو ليث من ريف #دير_الزور الشرقي (واحد من الذين أجبرتهم الأوضاع على الهروب نحو الحدود السورية التركية) مأساته وعائلته مع حرس الحدود التركي (الجاندرما التركية)، فيقول: “بعد وصولنا بشق الأنفس إلى الحدود التركية، مكثنا ما يقارب عشرة أيام في منطقة #إعزاز، كنا خلالها ننتظر المهرب من آجل إدخالنا إلى #تركيا والخلاص”.

 

يتابع أبو ليث في تمام الساعة الثالثة فجراً “جاء المهرب ليخبرنا أننا سندخل اليوم صباحاً، فأخذنا إلى نقطة العبور حيث بدأت رحلة الهروب والتحرك في منطقة وعرة .. المهرب كان يستعجلنا بالحركة، والأرض كانت موحلة، وأطفالي كانوا خائفين”.

ويتابع .. “كدنا نصل الأراضي التركية إذ فاجأنا ظهور الحرس التركي فقاموا بضربنا وشتمنا ما جعل ولدي الأكبر يخاف ويهرب ليطلقوا النار عليه، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بالدهس على جسده وضربه أمامنا، كنت اتمنى الموت بدلاً منه وسط بكاء أطفالي زوجتي التي انهارت وفقدت وعيها لأكثر من مرة، لكن لم يكترثوا لذلك، بل قاموا باقتيادنا جميعنا إلى السجن”.

وتستمر مأساة أبو الليث.. “بقينا مدة يوماً كاملاً في الحجز، وحالتنا النفسية كانت سيئة جداً، بعدها قاموا بإخراجنا وأخذنا إلى مشفى #كلس لاستلام الجثة، حيث تم وضعنا بسيارة أنا وعائلتي وجثمان ولدي، وإرجاعنا إلى الحدود السورية عبر البوابة حيث كان أقاربي بانتظارنا هناك”.

أضاف “لم أستطع النظر أو الاقتراب، لم امتلك القوة أن أرى ابني مشوهاً ميتاً، لكن أحد أقاربي كان ممرضاً يعمل في مشفى ميداني في مدينة إعزاز قام بمعاينة الجثة ، لنفجع بأنه قد تم تشريحها، ويوجد نقص في أعضاء ولدي” .. يختتم أبو ليث.

ليست قصة أبو ليث وابنه هي القصة الوحيدة، فقد تكررت القصة لأكثر من مرة بعيداً عن أعين الصحافة ومنظمات حقوق الإنسان،.. يوسف من ريف #حلب تحدث لموقع الحل السوري: “أصيب والدي بقصف الطيران الروسي على مدينة إعزاز إصابات بليغة نقل على آثرها إلى تركيا، وبعد مرور 5 أيام على بقاءه في مشفى كلس التركية توفي هناك، وبعد إعادته تم معاينة الجثة لنجد بأن والدي من دون كلى”.

الجدير بالذكر أن العديد من المدنيين في الفترة الأخيرة سقطوا برصاص الجاندرما التركية أثناء محاولتهم عبور الحدود بين سوريا وتركيا، بسبب إغلاق السلطات التركية للمعابر الرسمية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.