على الرغم من العقوبات البالغة المفروضة على السلاح الكوري الشمالي منذ عقدٍ من الزمن، إلا أن انتشار السلاح التقليدي منه في سوق الأسلحة الدولية قلما يُعلن عنه، حيث لم يتم توثيق تلك الاتفاقيات التي تفضي إلى استخدام السلاح الكوري.

ومع ذلك، فإن تتبع آثار هذه الصفقات سوف يوصلنا إلى العديد من مناطق النزاع في العالم، حيث تثبت تورط #كوريا_الشمالية في تجارة الأسلحة الدولية، هذا بحسب مقالة نشرت على  Bellingcat بتاريخ 22 آذار / مارس الحالي.

 

حيث قامت الصحيفة بتحليل صور الأسلحة المستخدمة في الحرب في سوريا، ما أظهر حضور أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف HT-16PGJ  ذات المنشأ الكوري، خاصةً بين الفصائل المعارضة لنظام #بشار_الأسد. حيث يعزز ظهور هذه المنظومات في الصور فرضية أن نظام الأسد كان قد استقبل شحنة كبيرة من هذه الأسلحة، وبحسب المقال أيضاً، هناك من يرى أن هذه الأسلحة هي سوفييتية المنشأ من نوع ( Igla-1E (SA-16 والتي استخدمت في #سوريا.

كما جاء في المقالة أن أول ظهور لـ HT-16PGJ  كان في شهر آب/أغسطس من العام 2014 يحملها مقاتل من #داعش، ولكن بالبحث والتدقيق فإن وجودها يعود إلى شباط / فبراير 2013 عندما استولى الجيش الحر و كتيبة الكوثر المرتبطة بالقاعدة على مقر اللواء 80 في #حلب، في حين لم يتم تسجيل حالات سقوط للطائرات أو المروحيات بهذه الصواريخ، إلا أن ظهورها في محافظة #اللاذقية يؤكد أنها لا تزال فاعلة.

وتضيف الصحيفة أن الأسلحة التي ضبطت في اللواء 80 كانت جزءاً من صفقة تمت بتاريخ الأول من كانون الثاني/يناير 2004، ما ينفي أن يكون العمر الافتراضي للبطاريات الحرارية قد نفذ فيما بعد، وما يرجح أنها ما تزال فاعلة.

وبحسب تقارير مستندة إلى معلومات استخباراتية غربية فإن سوريا تلقت حوالي 300 منظومة من النوع Igla قيل أن مصدرها بيلاروسيا، لكن تبدو الحقيقة أن هذه الصفقة كانت مع النظام الكوري الشمالي، وأن المنظومات كانت من النوع HT-16PGJ خاصة وأنه لم تظهر منظومات Igla في سوريا حتى الآن. وذكر أيضاً وبحسب المعلومات أن 300 صندوق وصل إلى سوريا بداية العام 2004، وأن كل من الصناديق يحتوي على اثنتين من القاذفات HT-16PGJ.

وبحسب ما جاء في المقالة فإن الحرب السورية شهدت أنواع مختلفة من منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف بدءاً من Strela-2M السوفييتية المنشأ إلى FN-6s الصينية. ونظراً لازدحام الأجواء السورية بالطائرات الحربية فإن كل الفصائل المسلحة تسعى لامتلاك أسلحة مضادة للطائرات حتى لو كانت نادرة، حيث تعتبر هذه المنظومات رصيداً ثميناً بحوزة الفصائل. وبالذهاب إلى أسباب تردّد الغرب في تزويد الفصائل المعارضة المعتدلة بهذه المنظومات في وقت سابق من اندلاع الحرب، ترى الصحيفة أن قدرة هذه المنظومات جعلها تتخوف من أن يتم تهريبها لخارج البلاد واستخدامها في إسقاط الطائرات التجارية، بالرغم من أن هذه الطائرات تحلق عادةً على ارتفاعات شاهقة لا تمكّن أي من منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف من الوصول إليها، إلا أنه من الممكن استهدافها أثناء الإقلاع أو الهبوط.

وجاء أيضاً في المقالة، أنه وعلى الرغم من عدم ترجيح أن تكون هذه المنظومات الدفاعية الجوية موجودة في ساحات المعركة السورية، والتي يقصد بها Igla – s الروسية، إلا أنه من المؤكد أنها أكثر فاعلية من الأجيال الأقدم منها  Strela-2 و Strela-3 و  Igla-1، وربما تكون أفضل من FN-6 الصينية أيضاً، والتي وجد الثوار الذين قاموا باستخدامها أنها غير جديرة للاعتماد عليها. ومن المحتمل أن تتكشف صادرات كوريا الشمالية من هذه الأسلحة إلى دول مختلفة من العالم، كما أنها ما تزال مستمرة في تطوير أسلحة جديدة بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي المحمولة، والتي يمكنها أن تصل يوماً إلى سوق تجارة الأسلحة غير الشرعي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.