حاوره: وائل العبدالله

لم يكن اسم #سفينة_الحب هو الاسم المقترح للعمل المسرحي الذي أنجزه الفنان السوري #نوار_بلبل على مسرح المركز الثقافي الفرنسي في #عمان، حيث كان الفنان قد اقترح اسم (وهلأ لوين رايحين )، كون العمل وفق ما يقول بلبل لموقع #الحل_السوري يحكي  المصير المجهول  لفرقة مسرحية سورية شتّت شملها الحرب، وجمعها قارب الموت، الذي يعتبر “بوابة لسعيدي الحظ ممن يستطيعون الوصول لشواطئ أوربا”.

 

  • لماذا تغير اسم العمل إلى سفينة الحب؟

سير العمل والتدريبات والبروفات والتغيرات الجذرية في النص، كما أن الممثلين لعبوا دوراً رئيسياً في التغييرات.. أصبحنا نرى العمل والرحلة من منظور آخر، إيقاع العمل سريع وصاخب ومرهق للممثل وللمشاهد على حد سواء.

  • ما الذي تغير في النص؟

النص عبارة عن نصوص عالمية تمثل البوصلة التي توجه السفينة، وهنا يكمن تميز العرض بفكرة النصوص المتعددة، لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً لاختيار النصوص والجزء المحدد من النص الذي سأستخدمه في العمل.. والذي تغير في النص هي نقاط الربط ومفاصل العمل التي كنت أنوي استخدامها بين النصوص العالمية، فلقد تغيرت تلك المونولوجات من حالة التصعيد والذروة إلى حالة من الكوميديا، ليحكي كل ممثل عما حلّ به في سنوات الحرب، وهو ما قلب العنوان والعمل رأساً على عقب ليصبح سفينة الحب.

  • سنبتعد عن سؤال مقولة المسرحية لنسألك عن الممثلين، عُرف عنك في العملين السابقين العمل مع الأطفال والممثلين الهواة، هل اختلف الأمر هذه المرة؟

رغم اختلاف العمل هذه المرة، ولكنني تعمدت الإبقاء على العمل مع الهواة من الأطفال والشباب السوريين، فالمواهب التي وجدتها بينهم أمر مذهل، وما قدمه الممثلون في البروفات يقارع المحترفين، لقد تعبنا كثيراً نظراً للطبيعة المختلفة للعرض، الأمر وصل أحياناً حد اليأس ولكن المعجزات تحصل، فلقد فاجأني أحد أبطال العمل (ابراهيم)، الذي عمل معي في مسرحية روميو وجولييت بأنه سيسافر، فلقد حصل هو وعائلته على اللجوء إلى كندا وكنا قد بدأنا بالبروفات، وكنت أعتمد على ابراهيم بشكل كبير، واستطعنا بجهد جبار أن نصل بالبديل لمستوى مرضٍ بالنسبة للعمل.

sa1

  • عالجت قضية الساعة في العمل.. اللجوء، والذي يعتبر الهاجس الأساسي للسوريين اليوم، ولكن إلى جانب ذلك نرى قضية المغتصبات تطرح للعلن في العرض، ماذا تريد أن تقوله؟

بالتأكيد اللجوء هو قضية العالم وليست قضية السوريين اليوم، وللأمانة فإن الكثير من الجهات الخارجية والقنوات الدبلوثقافية كانت تجذبها بشدة هذه الناحية، ولكن قضية المغتصبات تقبع في سجن الصمت والعار والفضيحة التي تلاحق المغتصبة، هو اغتصاب آخر أشد وأمرّ على المغتصبة.. الاغتصاب هو جزء مما تعانيه المرأة، وهو لا ينحصر على المعتقلات، بل يتمثل أيضاً بالإكراه على الزواج، والزواج المبكر، وبإهمال تعليم المرأة، وبإجبار المرأة على التجارة بالجسد كما حصل في لبنان.. بقمع صوت المرأة وحجب رأيها وحقها في الحياة وحرية التعبير عن رأيها، آمل أن أكون قد نجحت بتسليط الضوء على معاناة المرأة السورية في الداخل والخارج.

  • مالياً، كيف استطعتم تدبر أموركم في هذا العرض، نعلم أنكم عانيتم في العملين السابقين، فهل تكرر الأمر في سفينة الحب؟

خيبة الأمل المتكررة من المنظمات والمانحين مأساة تصيبنا في كل عمل، ولكن لجأنا هذه المرة لأسلوب مختلف فأطلقنا crowd funding أي تمويل مباشر عبر التبرعات، عن طريق موقع محترف، واستطعنا جمع المبلغ، وأشكر كل من ساهم بدولار واحد، فلولا الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء لما خرج العمل إلى النور، وإلى الذين وعدونا وأخلفوا بوعودهم أقول لهم (يلي بيجرب المجرب عقلو مخرب).

  • إلى أين ستقود السفينة بعد اليوم؟

السفينة يجب أن لا تقف، وبدأنا بالفعل بالتخطيط للعمل القادم، ونعمل أنا وصديقي بارت على الانتقال إلى مستوى أعلى وأكثر حرفية في العمل المسرحي من حيث التخطيط والإدارة، وأفكر بجدية بتأسيس منظمة أو مؤسسة مسرحية غير ربحية في الأشهر القادمة، وسيكون لها خطة سنوية وخطط مستقبلية واضحة، يعني باختصار الانتقال لمستوى احترافي في إدارة العمل المسرحي على المدى الطويل.

لقد فتح بارت بيتشفورد (وهو باحث وطالب دكتوراه في المسرح من الولايات المتحدة الأمريكية) النوافذ التي نجهلها كسوريين وعرب عموماً في التخطيط الاستراتيجي، فالمسرح فن، ولكنّنا نديره بطريقة المخرج والممثل، بينما إذا أردنا الاستمرار فعلينا أن نرى الغرب كيف يدير الحالة الثقافية، وكيف ينجحون فيما يخططونه. وإذا كنت محظوظاً في حياتي، فوجود بارت المفاجئ في حياتي اعتبره من أهم الأحداث في حياتي الشخصية والمهنية.

  • هل سيسافر العرض خارج عمان؟

تلقينا وعود كثيرة من مهرجانات، حيث حضر العرض مدراء مهرجانات في أوربا، ولكن لا أعرف إذا كان الأمر قابلاً للتحقيق، فموضوع الفيزا أمر معقد جداً، ويصطدم بكثير من الأبواب المغلقة في وجه السوريين، لربما سنركب سفينتنا ونبحر كما فعل الآخرون.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.