أصدرت شبكة الـ NBC الإخبارية تقريراً بتاريخ 3 نيسان 2016 أعدّه كل من كين ديلانيان وكيفن موناهان، مفاده أن حكومة الرئيس #أوباما ماطلت في اتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة التي كان من شأنها الإطاحة بالرئيس #الأسد، والحد من الأرواح التي حصدتها رحى “الحرب الأهلية” الدائرة في #سوريا، والأهم هو الحد من انتشار #داعش وإعلانها الخلافة أو الدولة الإسلامية في كل من #سوريا و #العراق.

وعزز دوغ لوكس، الضابط السابق في الـ CIA هذا الرأي، من خلال حديثه للشبكة عن التجربة التي أمضاها في سوريا، وما قام به، وما لم تنفذه حكومته.

 
حيث جاء في التقرير أن مسؤولين حاليين وسابقين في وكالة الـ CIA تحدثوا إلى شبكة الـ NBC أن الوكالة اقترحت في العام 2012 خطة عمل سرية هدفها إزالة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، لكن الرئيس أوباما رفض الموافقة عليها.

وكشف المسؤولون لـ NBC أن الـ CIA كانت تسعى بخطة متعددة المستويات للإطاحة بالديكتاتور، ذلك في الوقت الذي عُرف عن مديرها ديفيد بيترايوس آنذاك أنه يوصي ببرنامج يهدف لتسليح وتدريب الثوار المعتدلين سراً في 2012 بهدف الضغط على الأسد.

وفي مقابلة تلفزيونية خاصة للـ NBC مع دوغ لوكس، الضابط السابق في الـ CIA قال إنه كان بمثابة أعين وأذان لفرقة الـ CIA في سوريا، حيث أمضى عاماً في الشرق الأوسط يجري خلاله مقابلات مع الثوار وضباط المخابرات من عدة دول شريكة. وأضاف بأنه كتب خطة تتضمن كل المكونات الضرورية لإزالة الأسد، حيث لم يسمح له بشرح الخطة، لكن رئيسه في قوات الـ CIA المختصة بالشأن السوري كان يُطلع لجان الاستخبارات في الكونغرس بشكل منتظم بكل ما كان يراه لوكس ويسمعه ويقترحه.

وأضاف مسؤول سابق رفيع المستوى في الـ CIA أن الكثير من أفكار لوكس مثّلت بشكل كبير في الخطة التي عرضت على أوباما في النهاية. لكن الرئيس لم يعطي الضوء الأخضر، كما رفض كل من البيت الأبيض والـ CIA التعليق.

وبحسب الـ NBC فقد احتج لوكس لأن خطة زعماء الـ CIA والبيت الأبيض كانت واضحة منذ البداية حيث هدفت إلى إيجاد طريقة لإزالة الرئيس الأسد من الحكم، وأنه وفريقه قدّموا 50 خياراً مناسباً لتسهيل ذلك، لكنهم لم يحصلوا على الضوء الأخضر لتنفيذ أي منها.

وبحسب بيتريوس، المسؤول السابق لـ NBC يعتقد وآخرون ممن أيدوا الخطة أنه كان بإمكانها منع داعش من الظهور، والأسد من استخدام السلاح الكيمياوي، وأزمة اللاجئين إلى أوربا ووفاة عشرات الآلاف من المدنيين. لكن الرئيس أوباما والكثير من المحللين عارضوا الخطة وبشدة.
وتحدث مسؤولون سابقون للشبكة أن العناصر التي تمت مناقشتها لم تشمل فقط تعزيز قوى الثوار السوريين، بل الضغط على كبار المسؤولين في نظام الأسد لدفعهم نحو الإطاحة به، وكانت الفكرة آنذاك أن “الحرب الأهلية السورية” سوف تنتهي بحلٍ سلمي. وبحسب الشبكة، فإن لوكس استقال بسبب الإحباط، حيث وجد أن إدارة أوباما لا تتقدم أية خطوة نحو الأمام.

سمح أوباما لاحقاً بخطة الـ CIA لكن بشكل أبسط، فسلّح ودرّب الثوار، لكن هذه الخطوة لم تكن حاسمة في ساحة المعركة. حيث انهار الجيش السوري الحر المعتدل، وانضمت الكثير من الفصائل المعارضة إلى مدارات المجموعات المتطرفة، من ضمنهم داعش والقاعدة. كما قامت دول الخليج مثل #السعودية و #قطر بتسليح فصائل مختلفة من الثوار.

كما جاء في التقرير: لم تكن داعش قد انفصلت عن تنظيم القاعدة بعد، أو قد استولت على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق، ولم تكن قد أنشأت الخلافة، عندما قدّم لوكس خطته، حيث اقترح على التحالف الذي يشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إطلاق ضرباته الجوية واسعة النطاق ضد داعش بحلول الـ 2014.

خالف كل من بيتريوس والسفير السابق لدى سوريا روبورت فورد، وليون بانيتا هذا الرأي، وبحسب الشبكة، أيدت هيلاري كلينتون بيتريوس في النقاشات الداخلية في البيت الأبيض عام 2012 بتسليح الثوار. وقال فورد للـ NBC إنه لم يكن بإمكان داعش إعلان الخلافة في سوريا لو اتخذت الحكومة الأمريكية خطوة دعم الجيش السوري الحر آنذاك.

وقال السناتور جون ماكين في حديث للشبكة: “أنا واثق من أننا كنا سنجد سوريا مختلفة اليوم لو أننا لم نخالف رئيس الـ CIA ديفيد بترايوس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وليون بانيتا وزير الدفاع حينها “، في حين لم يعلق الرئيس أوباما على خطة الـ CIA إنما اكتفى بالقول إن خطة تسليح الجيش الحر ما كانت لتجدي نفعاً. وفي حديث له لمجلة Atlantic”” قال “النظرية التي تفترض إمكانية قيام الجيش الأمريكي بعملية عسكرية كانت سوف تغير من المعادلة أبداً لم تكن صحيحة”.

وبحسب الـ NBC، يشير كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين إلى أن حزب الله والحرس الثوري الإيراني لم يحاربا في سوريا بأعداد كبيرة عام 2012، إنما كانا ينتظران معرفة ما ستفعله الولايات المتحدة.

وأضاف لوكس إنه يعتقد أن سياسة أمريكا ذلك الحين كانت غير فاعلة، حيث أعلنت كلينتون في #تركيا آنذاك أن الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر الطيران ضد قوات الأسد، ما جعل الثوار خلال الأيام القليلة اللاحقة للخبر يزودونه بحالة قواتهم وأماكن انتشارهم ونشر أسماء قادتهم المهمين.. والموضوع لم يكن سوى خبر. وبالرغم من ذلك، كانوا يسألونني متى سوف تحضر الطائرات الأمريكية!!

كما جاء على لسان لوكس: “الوعد بمنطقة الحظر الجوي ما كان إلا خدعة لمحاولة الوصول إلى حلفاء الأسد لوضع المزيد من الضغوط عليه لإجباره على التخلي عن السلطة “، وبعد أن اتضح أن الإدارة الأمريكية لا تسعى للتقدم أي خطوة في تنفيذ الخطة السرية، أوصى لوكس أن الـ CIA ستنسحب بالكامل، الفكرة التي لم يوافقه عليها أي من العاملين في الوكالة. حيث أدركوا حينها خيبة الأمل.

كما كتب لوكس: “عملت كأبله لمدة عام تقريباً، مخاطراً بحياتي وأسأت لصحتي وحياتي الشخصية، لأنني كنت أحاول بشكل جدي تقديم خطة لمساعدة المعارضة السورية على الحظي بموافقة الحكومة والكونغرس والحلفاء العرب والأوربيين”.. لكن هذه التجربة جعلته يتساءل: “ماذا كنت أفعله بحق نفسي وحياتي” وبعدها مباشرة ترك الوكالة التي عمل لصالحها عامين من التجسس في أفغانستان أيضاً.

أما عن رد الـ CIA حول ما ورد ذكره في التقرير كتبوا: لم تعلق الـ CIA على خطة سوريا، لكن ناطقاً باسم الوكالة أصدر بياناً حول اعترافات لوكس قال فيه: “من المحزن أن السيد لوكس، العامل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية لم ينجح في مسعاه، ونأمل أنه مع تقدمه بالعمر ونضجه أكثر سوف يغير نظرته للأفضل عن الوقت الذي قضاه في العمل مع الوكالة. كما ينبغي على الشعب الأمريكي أن يعرف بأن زملاء لوكس السابقين ما يزالون مستمرين في العمل بالرغم من عدم قيام لوكس بذلك، وهم يفعلون هذا بدون الحاجة إلى الاعتراف العلني”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.