عدنان الحسين

تعمل مجموعة من المؤسسات الإغاثية، والجمعيات الخيرية، والناشطين المدنيين، على استمرار وتنشيط عمل مجموعة من المطابخ الميدانية، التي باتت ظاهرة مشهورة في مدينة #إعزاز بريف #حلب الشمالي، والتي تتولى مهمة تقديم وجبات الطعام للعائلات النازحة القادمة إلى المدينة من أرياف حلب، ومن محافظات أخرى كدير الزور وتدمر والرقة، بعد اشتداد المعارك في تلك المناطق، ما أجبر أهلها على التوجه إلى الحدود السورية التركية، والتخييم هناك لتكون إعزاز هدفهم.

 

تلك المطابخ أقيمت على عجل لإعانة النازحين الذين تستمر قوافلهم في القدوم إلى مدينة إعزاز بشكل يومي، وتقدم المطابخ وجبات معينة حسب قدرة المؤسسة الداعمة لها، وتغطي كذلك قدراً معيناً من الأشخاص، وذلك بحسب الناشط فراس مولا عضو وحدة الاستجابة للطوارئ في مدينة إعزاز.

ويقول مولا في حديثه لموقع #الحل_السوري، إن عدة مطابخ انتشرت في مدينة إعزاز قسم منها مخصص لأهالي مدينة #منبج، وقسم لأهالي مدينة #الباب النازحين في إعزاز، كما تم إنشاء مطابخ جديدة مخصصة لنازحي المنطقة الشرقية، وذلك بهدف تخفيف الضغط عن المطابخ القديمة، ومن أجل سهولة التوزيع، وتفادياً للأخطاء، وللوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.

وأكد مولا أن وحدة الاستجابة  للطوارئ أنشأت مطبخاً جديداً منذ يومين، يغطي احتياجات 500 شخص، بالإضافة للمعتقلين في سجون فصائل المعارضة، وحراس معبر باب السلامة والعاملين في الحواجز المحيطة بالمدينة، وذلك عبر وجبتين بشكل يومي.. حيث كانوا قبل ذلك يقومون بطهي الطعام في مطبخ ميتم المدينة، ويقدمونه لـ 4500 نازح بمعدل وجبتين في اليوم، إلا أن تزايد أعداد النازحين أجبر الفعاليات الإنسانية والمنظمات على افتتاح مطابخ جديدة، فالقرى التي خرجت من سيطرة داعش خلال الأيام الماضية توجه معظم أهاليها لمدينة إعزاز، ما شكل ضغطاً مضاعفاً على قدرات الوحدة والمؤسسات الأخرى.

وأضاف المولا، إن الوجبات التي تقدمها المطابخ متنوعة يومياً، وتحتوي على أهم المكونات الصحية التي يحتاجها الجسم من بروتينات وفيتامينات وغيرها.

“تلك المطابخ صحيح أنها لا تغطي حاجة جميع النازحين، إلى أنها توفر الطعام لكثير من النازحين الجديد من ريف حلب الشمالي والشرقي” يقول محمد حسانو مدير أحد المطابخ الميدانية في مدينة إعزاز، والذي يرى أن فكرة المطابخ بدأت مع توافد النازحين، وعدم قدرتهم على طهو الطعام، كونهم لا يملكون الأدوات والمطابخ.

يقول حسانو إن المطبخ الذي يديره يغطي احتياجات ما يقارب 4500 شخص نازح من خارج مدينة إعزاز، وقد كان يحظى بدعم من مؤسسات إغاثية معروفة كجمعية IHH التركية، ومؤسسة انصر،  والهلال الأحمر القطري، وكانت موجهة بشكل رئيسي للنازحين الجدد، والقاطنين خارج المخيمات، وفي المناطق العشوائية، ومراكز الإيواء.

وأشار حسانو إلى أن المطبخ توقف “بشكل مؤقت”، وذلك نتيجة ضعف الدعم، كون أغلب الجهات خفّضت دعمها لكل القطاعات بعد أن كانت تدعم بقوة، مع العلم أن الأزمة تستمر وتكبر مع توافد المزيد من النازحين.

ومع استمرار تدفق النازحين إلى المدينة، تبقى المطابخ الميدانية حاجة ماسة لمساعدة النازحين، وتأمين أبسط مقومات الحياة لهم، وهو ما يتزامن مع استمرار السلطات التركية في إغلاق المعابر الحدودية، وعدم إدخال اللاجئين إلى أراضيها، من جهة، ومع استمرار المعارك بريف حلب الشمالي وفي مناطق سيطرة تنظيم داعش من جهة أخرى، ومجمل تلك الظروف تنبئ بتدفق المزيد من النازحين خلال الأيام القادمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.