سارة العمر

البحث عن عمل في بلد أجنبي هو من أصعب التحديات التي يواجهها #السوريون الذين أجبروا على مغادرة وطنهم عنوة، وبقدر ما هي صعبة بقدر ما هي مهمة، لتأمين تكاليف المعيشة في البلد الجديد، خاصة أن كل ما يملكه اللاجئ من مال – إن ملك- لا يساوي شيئاً مقابلة عملة البلد الجديد.

 

وفيما تتولى مكاتب العمل هذه المهمة في #الدول_الأوربية، تبقى مسؤولية اللاجئ السوري وحده في كل من #تركيا و #مصر و #الأردن و #لبنان و #دول_الخليج، لا ينفعه فيها إلا بعض المعارف هنا أو هناك.

بالنسبة للكثيرين يشكل العمل في البلد الجديد مفتاحاً لحياة جديدة والحصول على إقامة قانونية، وأول خطوة في الاستقرار وتعلم لغة البلد الجديد والاندماج فيه. إلا أن البحث عنه بات يستهلك الكثير من وقت السوري وجهده، وكما قال محمد الذي يعيش في عينتاب التركية أن “عمله هو البحث عن عمل”.

وتراوحت مدة البحث عن عمل حتى الحصول عليه بين من استطلعنا آراءهم بين “٣ أشهر إلى سنة ونصف” علماً أن معظمهم حصل على عمل في مجال غير اختصاصه، أو غير ما كان يبحث عنه منذ البداية، يقول شادي الهنداوي وهو متخصص في الموارد البشرية إن “ليونة الشخص في تقبل العمل في مكان لا يفكر فيه، ومرونته في تعلم مهارات جديدة ترفع نسبة حصوله على فرصة عمل في البلد الأجنبي إلى الضعف”، موضحاً “على فرض أن المهندس سيبحث عن عمله في تخصصه الهندسي تحديداً فقد يستغرق سنةً، لكن ربما تطويره لمهارة معينة في برنامج حاسوب معين تحتاجه إحدى الشركات قد تتيح له فرصة العمل خلال نصف المدة، وهذا يعتمد على ذكاء في البحث وفي اقتناص حاجات سوق العمل”.
وفي هذا الإطار، تلعب المنصات الالكترونية التي تجمع بين طالبي العمل والباحثين عنه دوراً كبيراً في حصول السوريين على عمل خاصة في تركيا ومصر والأردن وعدد من دول الخليج، كما أنها تشمل نطاقاً واسعاً من قطاعات الأعمال ابتداءً من ورشات الخياطة وانتهاءً بالشركات الكبرى،  خاصة أن الكثير من الشركات لم تعد تبحث عن موظفيها إلا من خلال الشبكة العنكبوتية.
واستناداً إلى تجارب عدد من السوريين في الوصول إلى فرصة عمل عن طريق هذه المنصات، نذكر أفضل ٦ مواقع من وجهة نظر مختصين في الشبكات الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، و نأمل أن تساعد تلك الشبكات في الوصول إلى فرصة عمل مناسبة، ونشير إلى أن السيرة الشخصية وما تتضمنه من خبرات، إضافة إلى المهارات اللغوية والاجتماعية تلعب الدور الأبرز في الحصول على فرصة عمل، إن استثنينا  دور “الواسطة”.

 

بيت دوت كوم

يعتبر هذا الموقع من أكبر  مواقع التوظيف باللغة العربية، ويتوافر فيه قسم خاص بالشركات التركية التي تسعى لتوظيف من يتقنون اللغة العربية، يوفر فرص عمل مختلفة في شتى المجالات، المسؤولون عن الموقع يمتلكون خبرة في أعمال التوظيف تمتد لأكثر من 16 سنة.

يتوجب على المستخدم أن يشترك  في الموقع ثم يقوم بتحميل سيرته الذاتية، يمكن للموقع أيضاً مساعدتك بإنشائها، إذ يعمل على جمع المعلومات المتعلقة بمكان إقامتك، والخبرات واللغات التي تتقنها ودرجة تحصيلك العلمية وطرق التواصل معك في حال تم طلبه لوظيفة معينة.

يتيح لك إدراج مقدار الراتب الشهري الذي تود الحصول عليها وخبراتك المهنية السابقة.

تتمكن الشركات المشتركة في الموقع من الوصول أتوماتيكياً  للسير الذاتية لطالبي العمل، واستدعاء من ترغب بإجراء مقابلة معه أو توظيفه. كذلك يتم عرض الوظائف الشاغرة على الموقع وفقاً للاختصاص و مكان العمل.

 

لينكيد إن

يعتبر موقع لينكيد أهم شبكة تواصل مهنية عالمية، تضم أكثر من 120 مليون مستخدم حول العالم، يستخدم بشكل أساسي للبحث عن الوظائف والمهن المختلفة، حيث يوفر لأصحاب الأعمال البيئة المناسبة للحصول على الموظفين أو العملاء وتبادل خبرات العمل مع الأخصائيين.

 

الصفحة الشخصية للمستخدم تعرض أهم مهاراته وخبراته وتجاربه الوظيفية السابقة والحالية. ومن ميزات لينكد إن أنه يتوفر بواجهة باللغة العربية ويمكن أن يطلع مستخدمه على الوظائف الشاغرة وحركة الشركات العالمية حول العالم بكل سهولة.

حنان خضور خريجة إدارة أعمال، تصف الموقع بالرائع وتشجع الجميع على استخدامه، تقول “استغرب كثيراً عندما أسمع أن الكثير من السوريين لا يملكون حساباً على اللينكد إن. تستطيع من خلاله أن تبحث عن عمل في كافة أنحاء العالم وأن تسأل وتستشير غيرك من الأعضاء الذين يملكون خبرة في مجالات مختلفة. يكفي أن تملك صفحة شخصية قوية على اللينكد إن لتتضاعف فرصتك في الحصول على فرصة عمل أفضل. حتى إن كان الشخص يعمل في الوقت الحالي فيجب عليه تجهيز صفحته على لينكد إن”.

 

غربتنا

أسسه شباب سوريون، وهو  يخدم المغتربين السوريون في جميع مجالات الحياة، من بينها البحث عن عمل، إذ تقوم الشركات فيه بعرض فرص العمل المتوافرة لديها وبمجرد زيارتك للموقع يمكنك أن تقوم بالبحث عن فرصة العمل المناسبة لك وفقاً لاختصاصك وخبراتك.

يغطي الموقع كافة المدن التركية وبعض البلدان العربية، ويتوافر على شكل تطبيق يمكن تحميله على الهاتف المحمول.

أبو عامر، خياط سوري مشترك في الموقع، يلفت إلى أن الانترنت أفضل طريقة لإيجاد اليد العاملة المطلوبة عن طريقه، يقول “عندما أحتاج لمن يساعدني في العمل، ارسل إعلاناً وفي اليوم التالي يأتيني عشرات الشبان السوريين ممن يبحثون عن عمل”.

 

دوبارة

من أشهر المواقع التي أوجدها شبان سوريون استجابة لحاجة السوريين للعمل،  وهو عبارة عن منصة لعرض فرص العمل من قبل أرباب عمل سوريين أينما كانوا، يكفي أن تزور الموقع لتجد العديد من فرص العمل في أماكن مختلفة، كما يمكنك أن تتصفح  صفحة دوبارة على الفيسبوك لترى آخر المستجدات في ساحة العمل.

باسل خريج إدارة اعمال يعمل في منظمة دولية، يقول”دوبارة فعلاً موقع رائع، واظبطت على زيارة صفحة الفيسبوك الخاصة بدوبارة يومياً، بعد نحو شهرين حظيت بفرصة عمل جيدة عن طريقهم.”
كاريير

هذا الموقع مخصص للبحث عن فرصة عمل في تركيا، ويتطلب إلماماً بأساسيات اللغة التركية، وتتوفر فيه عروض من قبل الكثير من الشركات التركية، ويعد يعتبر الموقع الأول المعني بالتوظيف في تركيا، يتواجد فيه يومياً قرابة 79 ألف إعلان لوظائف مختلفة في كافة المجالات.

تغطي مكاتب الموقع أهم13  مدينة التركية. واجهة الموقع باللغة التركية، ولكن يمكن أن يقوم المستخدم بتعبئة معلومات السيرة الذاتية باللغة الانكليزية، ولكن على اعتبار أن الشركات تركية فمن الأفضل أن تكون السيرة الذاتية باللغة التركية.

يقوم أصحاب العمل في وقت لاحق بالاطلاع على السيرة الذاتية للمستخدم وإبلاغه حين تتواجد له فرصة عمل مناسبة. كما يمكن للمستخدم أن تطلع على الشواغر وفرص العمل المتواجدة على الموقع والمصنفة وفقاً للمهن والاختصاص. وفي حال توافرت فيه الشروط المناسبة يمكن أن يتواصل بشكل مباشر مع الشركة.

 

ييني بيريس

موقع يني بيريس ثاني أكبر مواقع للتوظيف على الانترنت في تركيا، وتقدر إعلانات فرص العمل فيه لمختلف المجالات قرابة الـ36 ألف إعلان، وهي تصل إلى 52  ألف مشترك. واجهة متوافرة فقط باللغة التركية وهو مفيد للسوريين الملمين باللغة التركية والذين ينوون العمل في شركات تركية.

تلفت سلافة وهي تركمانية الأصل إلى أن حاجز اللغة يحرم الكثير من السوريين من العمل في الشركات التركية والتي تتطلب اللغة كشرط أساسي ولازم. وتشير إلى أن المواقع السابقة توفر العمل لآلاف المواطنين دون أي جهد منهم، وتساهم في مساعدة السوريين الذين يجيدون التكلم باللغة التركية في الحصول على فرص عمل مناسبة لهم كل حسب اختصاصه.