عدنان الحسين – حلب

في محاولة جادة لوقف عمليات تجنيد الأطفال ضمن الفصائل المسلحة في #الشمال_السوري أطلق مجموعة من الناشطين والمدرسين حملة تحت عنوان #أطفال_لا_جنود، بهدف وقف زج الأطفال في سياق العمليات الحربية بشكل خاص في محافظة #إدلب.

 

وفي حديث لموقع الحل السوري قال محمد حاج حمود مسؤول المتابعة في الحملة إنها لاقت تفاعلاً إيجابياً لدى أغلب المؤسسات التعليمية والاجتماعية، أما بالنسبة للفصائل “فلم نلقى أي مضايقات حتى اللحظة من أي فصيل غير #جبهة_النصرة و #جند_الأقصى، حيث قاموا بنزع بوسترات الحملة وتخريب الغرافيتي الخاص بها في مدينة #سرمدا بريف إدلب الشمالي”.

وأوضح حاج حمود أن الحملة ستستمر وتنتشر على نطاق أوسع في حال حققت نتائج ملموسة على أرض الواقع.

من جهته، قال الناشط الإعلامي عاصم زيدان مدير الحملة لموقع #الحل_السوري إن إطلاق الحملة جاء إثر كثرة التجنيد في الوقت الحالي، بعد أكثر من خمس سنوات على انطلاق الثورة السورية، فالحملة موجهة بشكل مباشر ضد حملة ” أنفر” التي أطلقها المنظر الجهادي عبدالله #المحيسني، والتي استغلت وجود أطفال في المخيمات والنزوح الأخير من ريفي #حلب وإدلب، وكذلك غياب المؤسسات التعليمية والترفيهية التي تخدم الأطفال في المخيمات وغيرها.

وأوضح زيدان أن الحملة تهدف إلى تنبيه الأهالي وتوعيتهم وتوعية أطفالهم، من خطورة إرسالهم للقتال ضمن الفصائل، ومن تجنيدهم، ووجوب إرسالهم للمؤسسات التعليمية.

ولفت زيدان إلى أنهم باتوا يتلمسون نتائج إيجابية للحملة، حيث وثقوا قيام قرابة عشرة أطفال بترك الفصائل والعودة إلى مقاعد الدراسة، وسط تقبل من الأهالي بشكل كبير لها.

وأشار زيدان إلى أن الحملة انطلقت بداية الشهر الحالي وهي مستمرة لتوعية أكبر عدد ممكن من الأطفال وأهاليهم، للحد من ظاهرة تجنيد الأطفال، وموجهة ضد كل من يجند الأطفال، بشكل عام وليست ضد فصيل معين.

وتعتمد الحملة على فريق مؤلف من عدد من الناشطين داخل سوريا وفي شمالها بالتحديد، وذلك عبر أربعة أنشطة، كل نشاط منها موجه لفئة معينة من المجتمع، فهناك جلسات توعية يقوم بها المدرسون والناشطون للأطفال والأهالي في عدة مناطق، وبخ  الغرافيتي وهو موجه للمجتمع بشكل عام، والبوسترات التي تحوي رسومات خاصة بالأطفال، بينما البروشورات فتتوجه بشكل خاص للأهالي، وجلها تتضمن مواد توعوية، وتحمل أهداف الحملة وأفكارها وهي الحد من تجنيد الأطفال في الشمال السوري.

ولاقت الحملة قبولاً متفاوتاً من بعض المدنيين بينما آخرون لم يبدو أي آراء تجاهها، فالصنف الأول اعتبرها تقويم لواقع الأطفال ومحاولة جادة لعودتهم لسكة الصواب وهي مقاعد الدراسة، بينما يرى الصنف الثاني، بأن العرف الدولي يضع الأشخاص  ذو 15 إلى 18سنة في خانة الأطفال بينما هم يعتبروا رجالاً وقادرين على خوض القتال والدفاع عن ثورتهم ووطنهم، جسدياً وعقلياً،  وذلك في استطلاع مبسط لعدة أشخاص في أماكن سيطرة الحملة بريف إدلب.

وكانت منظمات دولية ومحلية حذّرت من تنامي ظاهرة تجنيد الأطفال في سوريا، مستغلين عنفوان الأطفال وشغفهم بحب المغامرة، وهو ما تعتبره المنظمات الدولية بأنه ضمن جرائم الحرب، فيما تشير الدراسات والتقديرات إلى أن أسوء ما يمر بالطفل السوري اليوم هو تحويله لمقاتل، فكثير من الفصائل اعتمدت على إغراء الأطفال والزج بهم في المعارك، بل وجعلهم يفجرون أنفسهم بأحزمة ناسفة أو عربات مفخخة في بعض الفصائل، وتنظيم الدولة الإسلامية ( #داعش ) أكبر دليل على ذلك، كما أن بعض الفصائل جندت عدداً من الأطفال بشكل شبه معلن، فبحسب أخر إحصائية لناشطين في الشمال السوري هناك ما بين 500 إلى 1000طفل جندوا ضمن فصيلي جبهة النصرة وجند الأقصى وفصائل تابعة للمعارضة السورية بعد حملات ترويجية لتجنيد الأطفال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.