ترجمة وإعداد: الحل السوري.

أعدّ كلّ من آندريو إي كرامر وسيويل شان تقريراً نشرته النيويرك تايمز بتاريخ 18 أيار / مايو الحالي عن التراث الثقافي والآثار التي أصبحت ضحية للحروب، استنكروا خلالها وجود العسكريين الروس بالقرب من #تدمر معتبرين وجودهم خطراً يهدد ما تبقى من آثارها، فجاء في التقرير: وسّعت #روسيا من انتشارها العسكري في تدمر، حيث تنتشر الآثار القديمة في الصحراء السورية، جاء ذلك بعد مساندتها القوات السورية الموالية للرئيس #الأسد في إنهاء احتلال الدولة الإسلامية للمدينة، والذي دام عشرة أشهر أسفر عن دمار الكثير من الكنوز الأثرية ومن ضمنها المعابد القديمة والقوس الذي يعود إلى العصور الرومانية.

 

وقد عزف الموسيقيون الروس لباخ والبروكوفيفا الأسبوع الماضي في حفلٍ موسيقي، واصطحبوا الصحفيين إلى القاعدة العسكرية الصغيرة والمحصنة بشكل جيد والتي بُنيت في الموقع.

وبحسب النيويورك تايمز، حذّرت مبادرة التراث الثقافي في المدارس الأمريكية للأبحاث الشرقية من أن المعسكر الروسي القائم على مقربة من الموقع الأثري يمكن أن يشكل خطراً يهدد الكنوز الثقافية المتبقية. وقد نقلت وكالة الأسوشيتد برس عن مسؤولين روس قولهم إن وجود القاعدة العسكرية مؤقت، وهي تشكل مسكناً فقط للخبراء الذين يقومون بنزع المتفجرات المزروعة في المنطقة.

ويستنكر الكتاب من وجود السواتر الرملية والصواريخ المضادة للطائرات على أهبة الاستعداد، فإن كان الموقع الروسي هدفاً محتملاً يتطلب دفاعات مضادة للطائرات فإن هذا يجعل الآثار في خطر أيضاً.

وجاء أيضاً، تستمر المواقع التاريخية في #سوريا بالتضرر، ومن ضمنها مؤخراً الدير الواقع في المنطقة الشمالية الغربية من حلب، والذي قضى فيه القديس سمعان العمودي من القرن الخامس عشرات السنين في التأمل والرهبنة، حيث دمّر الأسبوع الماضي جراء إصابته بقذيفة .

وبحسب التقرير فقد استخدم الجيش السوري قلعة تطل على تدمر تعود إلى العصور الوسطى كقاعدة عسكرية، كما استخدمت مواقع سورية عديدة من ضمنها الجامع الكبير في حلب و #قلعة_الحصن التي تعود للعصور الوسطى حيث كان يستخدمها الصليبيون، وتضررت خلال الحرب الأهلية التي دامت خمس سنوات. (تنتهي الحال غالباً بالمواقع الأثرية مثل القلاع إلى استخدامها كثكنة عسكرية نتيجة لأسباب استراتيجية حيث تميل لأن تكون مبنية على تضاريس تجعلها محصّنة).

على الرغم من أن اتفاقية 1954 تفرض على الدول الامتناع عن تدمير “الممتلكات الثقافية” في زمن الحرب، إلا أن التدمير ما يزال مستمراً.

وفيما يلي بعض الأمثلة عن الكنوز الثقافية التي تضررت في جميع أنحاء العالم نتيجة الإهمال والتهور أو ما هو أسوأ ورد ذكرها في التقرير.

الباراثينون  أثينا: المعبد اليوناني القديم الذي بني في القرن الخامس قبل الميلاد، واستخدمه العثمانيون لتخزين الذخيرة ولحماية النساء والأطفال أثناء الهجوم العسكري للقوات الفينيسية في أيلول / سبتمبر 1687. حيث فتح الفينيسيون النار على المعبد فأصيبت واجهته الغربية بحوالي 700 قذيفة، وأدى ذلك إلى اشتعال البارود المخزن داخل المعبد، ففجّر 28 عاموداً وهدّم عدة غرف داخلية وقتل حوالي 300 شخص. ذلك بحسب موقع الـ PBS.

وفي أوائل القرن التاسع عشر، دفع الدبلوماسي البريطاني اللورد الجين مبالغاً للسلطات العثمانية مقابل الكنوز الدفينة من منحوتات ونقوشات في الباراثون ونقلها إلى بريطانيا حيث تقبع الآن في المتحف البريطاني. وحاولت اليونان جاهدة لعقود من الزمن إعادة منحوتات البارثينون بعد استقلالها من العثمانيين بعد حرب 1820، لكنها لم تنجح في إعادتها.

القصر الصيفي القديم في بكين: في تشرين الأول / أكتوبر عام 1860، أمر اللورد الجين _ نجل اللورد الجين الذي ساق منحوتات البارثينون _ بتدمير القصر الصيفي القديم، التحفة المعمارية الصينية والذي بني في القرن الثامن عشر على بعد عدة أميال من المدينة المحرمة. كان ذلك في نهاية حرب  الأفيون الثانية التي حرّضت فيها بريطانيا وفرنسا ضدّ قوات سلالة الملك.

لوفيان، بلجيكا: في آب / أغسطس 1914، قرابة بداية الحرب العالمية الأولى، أحرقت القوات الألمانية مكتبة جامعة لوفاين، وقتل خلال ذلك أكثر من 200 من السكان وطرد الآلاف في إطار ما سماه الحلفاء “اغتصاب بلجيكا”. قالت النيويورك تايمز عن دمار المكتبة حينها “جرح لا يغتفر للعالم كله “، حيث خسر العالم ما لا يقل عن 200000 عمل ومن ضمنهم مخطوطات من العصور الوسطى وعصر النهضة، جميعها أصبحت دخاناً منثوراً.

مونت كاسينو، إيطاليا: قصفت قوات التحالف في شباط / فبراير 1944 دير بناه الرهبان البينديكتون في القرن السادس عشر على قمة جبل، قتل فيه أكثر من 200 مدني من الإيطاليين الذين طلبوا المأوى من الدير. واحتل المظليون الألمان الموقع لاحقاً واستخدموه كموقع للمراقبة. ودافع ونستون تشرشل في مذكراته عن تدمير الدير الذي قيل إنه جاء نتيجة خطأ في الترجمة فكتب: “إن الدير لا يحتوي قوات ألمانية، ولكن تحصينات العدو لم تكن منفصلة عن بناء الدير”.

هيو، فيتنام: أُسست عاصمة فيتنام الموحدة عام 1802، وكان هيو المركز السياسي والثقافي والديني لسلاسة نجوين التي حكمت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، حطّمت العديد من صروحه الكبيرة في مطلع عام 1968 عندما صعّدت قوات فيتكونغ من هجومها الشرس ضد الجيش الفيتنامي الجنوبي، مدعومة من القوات الأمريكية. انتهى الحصار مع تهجير الفيتكونغ من قلعة المدينة القديمة والتي تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر. هدّمت نصف بيوت المدينة تقريباً وقُتل آلاف المدنيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.