إعداد موقع الحل السوري

قدمت #وزارة_الدفاع_الأمريكية تدريبات عسكرية في #الأردن لمجموعة من الثوار أطلقت عليهم اسم #جيش_سوريا_الجديد، ليتسلل بعدها إلى #سوريا ويسيطر خلال آذار الماضي على أراض صغيرة كانت تحت سيطرة #الدولة_الإسلامية في معبر #التنف الحدودي البعيد الذي يصل البلاد بالعراق في المنطقة الجنوبية الشرقية.

 

لكن هذه النقطة العسكرية تعرضت لهجوم انتحاري من قبل الدولة الإسلامية ولم تلقى إغاثة من القوات الأمريكية عندما طلبت من قواتها الجوية التدخل لمنع حدوث هذا الهجوم، في هذا الشأن أعدت (ليس سلاي) تقريراً للواشنطن بوست نشرته بتاريخ 27 أيار 2016 جاء فيه:

وسط الجهود الفاشلة من #البنتاغون في تخصيصها مبلغ 500 مليون دولار أمريكي لتدريب وتجهيز قوى عسكرية سورية ثائرة لمواجهة الدولة الإسلامية، لم تنجح إلا في تدريب جماعة صغيرة واحدة، تمكنت من السيطرة على معبر التنف الحدودي واحتفظت بنجاحها هذا بدون أن يلقى أية ضجة إعلامية، حيث مكث المقاتلون هناك محتفظين بأرضهم دون الفرار أو الانشقاق أو حتى القيام بعمليات خطف مثل العديد من الجماعات المتمردة الأخرى الذين تلقوا تدريبات مماثلة، ما تسبب بتعليق برنامج التدريب للعام الماضي بسبب تلك الحوادث المؤسفة. ولكن، حتى هذا النجاح البسيط الذي تحقق هو في خطر بعد الهجوم الانتحاري للدولة الإسلامية هذا الشهر. حيث انطلقت مدرعة مسرعة إلى قاعدة الثوار قبل وقت قصير من فجر يوم 7 أيار/ مايو، وقتلت عدداً منهم، بحسب ما أوردت عن الكولونيل محمد طلال (الضابط السوري المنشق) والذي يقود المجموعة.

طلال لم يفصح عن العدد الدقيق للإصابات وعن عدد الثوار في القاعدة خوفاً من تعرّضهم للخطر، لكنه قال إن الهجوم جاء كضربة قوية لهذه القوة الصغيرة عدةً وعتاداً نظراً لمعاناتها من قلة الأسلحة والمعدات الموعودة بتلقيها.

وعند سؤال الناجين من المجموعة عما إذا كانوا يرغبون بالبقاء في المخفر القابع في الصحراء حيث هم يدافعون عن المساحة الصغيرة التي يحرسونها منتظرين مزيداً من الهجمات، بحسب مقابلة أجريت مع طلال في بلدة #الريحانية الواقعة في الجنوب التركي، قال فيها: “أنا لا أتهم الأمريكان بأنهم خذلونا، لكنهم يهملون واجبهم. هم لا يفعلون ما يمكنهم فعله، نحن لا نريد من الأمريكان ألا يحترموا حياة رجالنا”.

أما من الجانب الأمريكي، فقال المتحدث العسكري ستيف وارن أن الطائرات الحربية الأمريكية استجابت لنداء الاستغاثة عندما قُصفت القاعدة لكنها لم تصل في الوقت المناسب لأن الهجوم حدث بسرعة. ومنذ ذلك الحين نفّذت العديد من الضربات الجوية ضد مواقع للدولة الإسلامية في المنطقة كما تم تسليم تجهيزات عسكرية جديدة للقاعدة. كما قال “إن الجيش الأمريكي يؤمن بقوة هذه القاعدة وبأنها ستبقى. كما أضاف أنهم يملكون معبر التنف، وأنهم مجهّزون مجدداً بالإمدادات العسكرية ونعتقد أنهم سوف يصمدون.. نرى أن لديهم ما يكفي من العتاد والأسلحة كما أننا نزودهم بدعمنا من خلال الضربات الجوية كلما أمكن”.

وبحسب التقرير: “أحرز البنتاغون تقدماً مع حليف مختلف، هو #وحدات_حماية_الشعب_الكردية ( YPG ) التي تُعتبر المنافس الأسوأ بالنسبة للعديد من المجموعات العربية الثائرة. الـ YPG مسؤولة عن ما يقارب معظم المكاسب الإقليمية التي تحققت ضد الدولة الإسلامية في #سوريا حتى الآن، ويشكل تنسيقها المتقارب من الجيش الأمريكي مصدر استياء بين الثوار السوريين الآخرين. أما الجهود الساعية لتصنيف الـ YPG كتحالف مع الثوار العرب المسمى #قوات_سوريا_الديمقراطية لم تحظى بالقبول سوى من قبل عدد قليل من العرب حتى الآن”.

وفي حديث للصحيفة مع بسام برابندي، وهو دبلوماسي سوري من #دير_الزور انشق ويعيش الآن في #واشنطن، قال:  “بينما تسارع الولايات المتحدة خططها للتقدم بشكل أعمق إلى معاقل الدولة الإسلامية – مدعومة بشكل أكبر من القوات الكردية المدعومة من قبل حكومتها – نحو عاصمتها الذاتية المعلنة (الرّقة )، فإن الحاجة لقوة عربية يمكنها الحظي بولاء هؤلاء الذين يعيشون تحت سيطرة الدولة الإسلامية ينمو ويتكاثر بشكل أكبر”.

وأضاف: “هذه ليست معركة كردية، إنها معركة عربية، ويرغب معظم العرب السنة أن يكونوا جزءاً منها، إن الوسيلة الموجودة الوحيدة هي الجيش السوري الجديد، ولقد سمعت من الكثيرين أنهم يريدون أن يكونوا جزءاً من هذا الجيش. الجيش السوري الجديد هو قوة صغيرة في الوقت الراهن، لكن من السهل جداً تمكينه وزيادة عدد أفراده “.

كما قال “إن جيش سوريا الجديد لديه الإمكانية للحصول على الدعم لأن أعضائه ينتمون إلى المنطقة القريبة من محافظة #دير_الزور التي تحد العراق وتحتوي على معظم النفط السوري، حيث إن معظم المجندين هم من بقايا الجيش السوري الحر”.

وجاء أيضاً أن عملية التجنيد أثبتت التحدي الأكبر للبرنامج، فقد “طُلِبَ من مقدمي طلبات الانتساب التوقيع على وثيقة تعهد بمحاربة الدولة الإسلامية فقط وليس حكومة الرئيس #بشار_الأسد، فارتدع الكثيرون عن التوقيع”، وفي الحديث إلى مسؤول أمريكي فضل عدم الكشف عن اسمه قال: “إننا نستحق الكثير من الانتقادات على هذا البرنامج، كانت إحدى المشكلات هي التدقيق الشديد، وإجبار هؤلاء الناس على إلزام نفسهم بمحاربة داعش”.

نفذ اجيش سوريا الجديد في هذه الأثناء عدة عمليات ضد الدولة الإسلامية بدعم دائم من القوات الأمريكية بحسب قول الثوار، لكنهم لم يتلقوا الأسلحة والمعدات التي كانوا يتمنوها.

وأكد كل من طلال وقائد آخر في المجموعة أن مضادات الدبابات المستخدمة من قبل القوات الكردية والعراقية في أماكن أخرى أحرزت نجاحاً مدهشاً في تفجيرها القنابل التي يطلقها انتحاريين الدولة الإسلامية قبل أن تصيب الهدف، وأنها ما كانت موجودة عندما ضرب الانتحاري القنبلة، ولا حتى كان لديهم البلدوزرات التي تستخدم في بناء تحصينات أفضل.

كما أوضح طلال أن مقاتلي جيش سوريا الجديد رأوا الانتحاري يندفع بسيارته نحوهم في الصحراء على بعد ميلين منهم، وأنهم فتحوا النار عليه بكل ما لديهم، لكن الرصاص وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية ارتدت عند اصطدامها بالشباك المدرعة التي تحصن السيارة وتعزز قوتها، وأنهم استدعوا طائرة تنفذ ضربة جوية تنقذهم لكنها وصلت تماماً بعد أن ضربت السيارة المفخخة القاعدة.

وأكد أن لا شك هذا التفجير الانتحاري هزّ بشدة عدم الثقة في التزام الولايات المتحدة بدعم القوة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة