سارة العمر

يحاول السوريون التمسك بالطقوس الرمضانية التي اعتادوا عليها ما أمكنهم رغم الحرب والظروف المعيشية السيئة، لكن الواقع يشي أن رمضان السوريين كسائر الأشهر الأخرى لم يعد كما كان، وكما يقول المثل الشعبي “دوام الحال من المحال” فكيف إن كان الحال حرباً ونزوحاً وحصار.

 

عادات كثيرة كان السوريون اعتادوا عليها سابقاً، واجتمعت الظروف الحالية لتمنعهم عنها، كل حسب منطقته والقوة المسيطرة عليها، ووضع الخدمات فيها.. إلا أنه ورغم اختلاف أشكال وأنواع القوى العسكرية المسيطرة، يمكن حصر مجموعة من العادات الغائبة التي يجتمع السوريون اليوم على تذكرها..

لمّة الإفطار

عادة ما كانت تجتمع كامل العائلة السورية على مائدة الإفطار في أول أيام الصيام أو كلها، هذه اللمة العائلية تحولت إلى ذكرى لدى الكثيرين، وأفطر السوريون أول يوم هذا العام وهم يستذكرون  شهيداً أو معتقلاً أو مهاجر.

العزائم

لطالما كان #رمضان السوريين شهر العزائم بين الأقارب والاصدقاء والجيران، لكن العزيمة الرمضانية اليوم تتطلب ميزانية ضخمة، وهو ما يجعل الكثيرين يفكرون مئة مرة قبل أن يفكروا بدعوة صديق أو قريب إلى مائدة إفطارهم، خاصة أن العزيمة مرتبطة بالنسبة للكثيرين بتحضير أفضل وأشهى المأكولات،  كما أن العديد من العائلات تفرقت بين من نزح و من هاجر، وبات من المستحيل على الكثيرين تلبية دعوة إفطار عائلية بسبب الحواجز والمسافات.

“سكبة” الجيران

لم تكن حركة  الصحون والأطباق تهدأ بين الجيران في الساعات التي تسبق الإفطار في رمضان، فعادة “السكب” قديمة و حافظ عليها السوريين إلى ما قبل الحرب، لكن القليلين فقط يتبادلون اليوم سكبة #الإفطار، تقول أم مصطفى التي تعيش في حلب إنها “تتردد في إرسال طبق للجيران قبل الإفطار، لأن معظم طبخاتها لم تعد مدللة، وصارت خالية من اللحوم” وتضيف “رغم أن الحال من بعضه، لكني لا أرسل سكبة إلا إذا أرسلوا لي، لأرد الصحن ممتلأً فقط”.

مدفع رمضان

لا يمكن للسوريين اليوم  تمييز صوت مدفع رمضان الذي كان يسمع وقت أذان المغرب في رمضان من  أصوات القصف والمدافع التي تستخدم في القتال. لذا غاب استخدام مدفع رمضان عن الكثير من المدن والمناطق وبات الجميع يعتمدون على صوت الأذان فقط.

حلويات رمضان

لم تكن الموائد السورية في رمضان تخلو من أنواع الحلويات العربية المختلفة والقطايف والتمور، لكن غلاء أسعار الحلويات جعل الكثير من ربات البيوت يستبدلنها بحلويات منزلية بسيطة كالعوامة.

مسلسلات رمضان

باتت متابعة أحد مسلسلات رمضان والبرامج التي اعتاد عليها السوريون خلال رمضان منذ سنوات أمراً عسيراً بغياب الكهرباء، ما دفع الكثيرين للتخلي عن هذا الطقس الرمضاني، فيما يعتمد آخرون على متابعة ما يستطيعون منها خلال ساعات توفر كهرباء #الأمبيرات في مناطقهم.

تخزين الطعام

الكثير من السيدات اعتدن سابقاً على تحضير مأكولات رمضانية قبل رمضان وتخزينها في الثلاجة، ليسهل عليهن تحضير الطعام خلال فترات #الصيام، لكن مع غياب الكهرباء باتت تخزين  الطعام وحفظه أمراً صعباً، وباتت كل عائلة تطبخ على قدر استهلاكها. وتشتري احتياجات يومها لا أكثر.

سوس وتمر هندي

غياب الكهرباء حرم الكثيرين من الاستمتاع ببرودة مشروبات رمضان  كالتمر هندي والعرقسوس، وعلى الرغم من توفرها في الأسواق إلا أن الحفاظ عليها باردة بات مشكلة بغياب الكهرباء في كثير من المناطق. وهو ما يجعل الكثيرين يستعينون بألواح الثلج التي ينشط بيعها في الأسواق قبيل موعد الإفطار.

صلاة التراويح

لصلاة التراويح في الشهر الكريم طقوس خاصة، فما إن يحين وقت الصلاة حتى ترى الشوارع الفارغة تعج بالمصلين المتوجهين إلى الجوامع لأداء الصلاة، واليوم أغلب المصلين يصلون في بيوتهم خوفاً على أرواحهم من استهداف المساجد، وقد تم مؤخراً إعلان تعليق صلاة التراويح رسمياً في عدد من جوامع مدينة #حلب خوفاً على أرواح المصلين من القصف الذي يزداد في ساعات الإفطار وأوقات الصلاة.

حوسة رمضان

عادة ما تستقبل العائلات السورية  الشهر الكريم ببيوت نظيفة، وعرفت النساء السوريات بقيامهن  بتنظيف كل أركان المنزل قبل رمضان، لكن حفلات تنظيف المنزل باتت مرهونة بوجود المياه، وليس بالعادات. عدا أن الكثير من العائلات لم تعد في منازلها أصلاً وتحول مأواها الجديد إلى مجرد خيمة منصوبة في العراء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.