فرض #تنظيم_الدولة_الإسلامية سيطرته بإحكام على مناطق عدة من #سوريا و #العراق “مروعاً الأهالي والعالم بأسره بأعماله الإرهابية الشنيعة”، وما كان يدعوا للاستغراب هو انجذاب الشباب الغربي بجنسيه للانضمام إلى هذه المجموعة الإرهابية والمثول في جبهاتهم القتالية. ولكن سرعان ما تبددت هذه الرغبة لتتحول إلى مناشدات يرسلونها سراً أو علانية إلى سفارات مواطنهم في #تركيا للمساعدة في إعادتهم إلى بلادهم.. جاء هذا تزامناً مع تعرض التنظيم لهجمات قاسية في معاقلها خلال الأشهر القليلة الماضية. عن الموضوع أعدت الوول ستريت جورنال تقريراً كتبته ماريا أبي حبيب ونشرته الصحيفة بتاريخ 6 حزيران 2016 جاء في مطلعه: “يتصل أعضاء الدولة الإسلامية المتطوعين من الغرب _ والذين خابت ظنونهم وآمالهم _ بحكوماتهم طالبين المساعدة في العودة إلى أوطانهم، وفق ما أفاد به دبلوماسيون وشبكة سوريا التي تساعد المنشقين”.

أجرت الكاتبة لقاءات مع ستة دبلوماسيين غربيين في تركيا _ لديهم مهماتهم في سفارات بلدانهم المختلفة _ للحصول على مزيد من المعلومات في هذا الشأن، فأفادوا أن البعض من هؤلاء المنشقين وصلوا إلى تركيا بموجب مهمات كلِّفوا بها، فناشدوا سفارات بلادهم، وأرسل بعضهم الآخر رسائل سرية إلى حكوماتهم ابتغاء مساعدتهم في الهروب من المنطقة التي تسيطر عليها المجموعة المتطرفة في الجارة #سوريا.

 

وبحسب الدبلوماسيين فإن البعض ممن يسعون للهروب من الدولة الإسلامية هم مقاتلون في صفوفها، والبعض الآخر تم إغراؤهم للانتقال إلى ما يسمى “الخلافة”، حيث أعلنوا ولائهم لها ليجدوا أنفسهم الآن في ضائقة مريعة، وفق التقرير.

وبحسب الصحيفة، جاء على لسان ديدييه لو بريه، منسق الاستخبارات الوطنية الفرنسية، في اجتماعه الأمني الأخير أنه قال: “بدأت قواتهم بالمغادرة الآن. هناك الكثير من الفرنسيين يعودون، هم يشعرون أن الأمور لا تسير على ما يرام “. كما أضاف أن مواطنين أوربيين من جنسيات أخرى يعودون أيضاً.

قال الدبلوماسيون الغربيون إن حوالي 150 مواطناً فقط من بلدانهم الستة قد طلبوا المساعدة للهرب أو هربوا من تلقاء نفسهم. حيث أن العدد الفعلي للغربيين الذين انضموا إلى الدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق ثم عادوا إلى مواطنهم ليس معروفاً، لكن المسؤولين الغربيين قالوا إن مئات من المقاتلين عادوا إلى #أوربا.

وأوضح الدبلوماسيون أن طلبات العودة تشكل تحديات للبلدان الغربية. فيمكن لنداءات الاستغاثة هذه أن تأتي على شكل مكالمات هاتفية أو قصاصات ورقية تهرّب إلى خارج سوريا، لكن هؤلاء الذين يطلبون المساعدة يجب عليهم الوصول إلى تركيا، ما يمكن أن يكون رحلة مروعة محفوفة بالمخاطر. وبمجرد وصولهم إلى تركيا، يمكن للمسؤولين هناك وفي بلدانهم تقرير فيما لو كانوا يشكلون تهديداً بعودتهم إلى أوطانهم فيكونوا مدفوعين لتنفيذ عمليات إرهابية هناك على غرار ما حدث من هجمات قاتلة في #باريس و #بروكسل حيث كانت تلك الهجمات مرتبطة بالدولة الإسلامية.

وجاء في التقرير عن مسؤولين ألمان قولهم _في إشارة منهم إلى التهديد المستمر من المجموعة _ أنهم اعتقلوا ثلاثة سوريين ينتمون للدولة الإسلامية، واحد منهم على الأقل وصل كلاجئ، اشتُبه في تآمرهم لشن هجمات.

وبحسب الدبلوماسيين، فإن الغربيين الذين يصلون إلى تركيا يُحتجزون ويستجوبون من قبل الاستخبارات التركية لمدة شهر على الأقل إلى أن يتم تسليمهم إلى سفارات بلدانهم. وبحسب دبلوماسي أوربي في تركيا: يقوم مسؤولو الاستخبارات في السفارات ببدء مهمتهم بعد ذلك، حيث يهتمون بالشؤون الداخلية فيحاولون بمساعدتهم الكشف عن أي شبكات متطرفة في بلدانهم لأنهم يخشون من باريس ثانية في مواطنهم.

وأعرب الدبلوماسيون عن شعورها بالتشتت ما بين الحاجة لتقديم الخدمات القنصلية لمواطنيهم الذين يحاولون الفرار والخلاص من الدولة الإسلامية، والمخاوف من احتمالية أن كثير منهم كانوا يحاربون مع هذه الجماعة المتطرفة، وأضاف أحدهم: “يقول غالبيتهم أنهم كانوا يقدمون المساعدات الإنسانية في الداخل السوري، لكننا نعتقد أنهم كانوا يحاربون في صفوف الجماعة، ولا نستطيع قول ذلك لأننا لم نكن هناك ولم نرى شيءً”.

وأضاف آخر أن الطريق الرئيسي لفرار هؤلاء المجندين هو خطرٌ جداً بعد أن أطلقت الدولة الإسلامية هجماتها على اعزاز الشمالية السورية والتي يسيطر عليها ثوار سوريون، حيث ساعد عمال الإغاثة بعضاً من المنشقين عن الدولة الإسلامية بالاتصال بسفاراتهم في تركيا.

أما عن حياة الغربيين ضمن الدولة الإسلامية فأفاد المنشقون أثناء استجوابهم أنهم لم يتمتعوا بالقوة والسلطة فقط، بل أيضاً بالمركز الاجتماعي والسيارات والسكن والغذاء المجاني، لكن كل هذه الرفاهية تتلاشى في الأقبية التي يقبعون فيها خلال الغارات الجوية، حيث تتناقص كمية الأغذية وتشح العناية الطبية.

“ساعدني يا أبي”.. كانت رسالةً أرسلتها إحدى المراهقات الأوربيات قبل حوالي ستة أشهر لوالدها جاء فيها: “أريد أن أخرج من هنا، لكن لدي طفل صغير الآن”. أما الأب الذي رفض التعريف بنفسه قال إنه قام بعدة محاولات سابقة لإقناع ابنته بالعودة من #الرقة بعد أن غادرت بلادها للانضمام للدولة الإسلامية في أواخر العام 2013. وقام بمراسلة حكومة بلاده الاسكندنافية لمساعدة ابنته في العودة للوطن، لكن جوابهم كان أن عليها الوصول إلى تركيا كخطوة أولى، هذا ما أكده الدبلوماسيون في رواياتهم. وأضاف والدها أنها اضطرت للبقاء في الرقة خوفاً من خطر اعتقالها أثناء محاولة الفرار.

وبحسب أبو شجاع، وهو زعيم شبكة تساعد المنشقين للوصول إلى تركيا، فإن جماعته ساعدت ما لا يقل عن مئة منشق في الفرار. وأضاف إن أعضاء الدولة محبطين بعد أن رأوا “المسلحين يبتزون إخوانهم المسلمين” بعد أن استهدفت الغارات الجوية البنية التحتية الاقتصادية للمجموعة. ويعتقدون أنه بفرارهم يساهمون في زيادة خسائر الدولة الإسلامية.

وبحسب ليزا موناكو (مستشارة الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، للرئيس باراك أوباما) فإن عدد مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا والعراق هو حوالي 25000 مقاتل، أي أقل بـ 10000 عن عددهم قبل عام، هذا بسبب الوفيات في ساحات المعركة. وأن هناك حوالي 20000 مقاتل أجنبي يخمّن أن 4500 منهم من الغرب.

وكإجراء مضاد لفرار المجندين هددت الدولة الإسلامية بإعدام من يحاول الفرار واستعرضت رؤوسهم المقطوعة، كما زرعت الألغام ونصبت نقاط تفتيش حول الرقة كرادع يمنع الفرار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.