عُرفت #إدلب بأنها “قلب الثورة الحقيقية في #سوريا، الثورة التي كرست نفسها لمحاربة نظام #بشار_الأسد، واحتضنت ضمنها الكثير من الفصائل المسلحة المعارضة التي تتفق فيما بينها لتصد هجوم النظام، وتختلف ضمناً. إنما لا تعادي بعضها البعض فتربط بين هذه الفصائل علاقات اجتماعية وعائلية حيث أن معظم المقاتلين من أبناء المدينة ذاتها”.

سلطت ذا دايلي بيست الضوء على هذه المدينة وأعدت مقالاً كتبه سام هيلر حيث أجرى لقاءات مع سكان مدينة إدلب المقيمين في #تركيا، جاء في مطلع مقاله: “تتنافس مجموعة ثائرة متشددة على النفوذ والسيطرة مع مجموعة القاعدة في محافظة إدلب الشمالية الغربية. لكن المستقبل قد يستند أكثر إلى العلاقات الشخصية عوضاً عن الولاءات العقائدية. فيمكن لإدلب أن تكون مكاناً متوتراً ومخيفاً، حيث يتنافس فيها كل من #جبهة_النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وفصائل المعارضة و #حركة_أحرار_الشام_الإسلامية لفرض سيطرتهم على المحافظة. لكنهم مترابطون عسكرياً أيضاً وفقاً لذات الناشطين”.

 

وفي لقاء أجرته الصحيفة مع الناشط الإدلبي عبيدة المقيم في تركيا _ والذي استخدم اسماً مستعاراً مثله مثل جميع السوريين الذين تحدثوا إلى الصحيفة في هذا المقال _ قال: “إذا وجدت اليوم مشكلة بين النُصرة وأحرار الشام فإنها تُحل، لكن المشكلة لا تنسى، جميعها مسجلة ضد الجانب الآخر، لذلك فإن هذه المشاكل تتجمع”. وأضاف أن كل ما يحدث اليوم يضبط، لكن حتماً سوف يشتبكون يوماً ما.

إدلب الآن هي القلب الحركي للمعارضة السورية المسلحة. أما حلب الواقعة شرقي إدلب، فهي معقل للتيار المعارض ومركز للمجتمع المدني الثوري. حيث سيطر الجيش السوري الحر غير الجهادي على المدينة وريفها. لكن النظام هاجمه من غير رحمة في حلب بدعمٍ من روسيا، وفق التقرير.

أفاد عبيدة أن “أحرار الشام لديها الكثير من الداعمين العرب، بينما لا يوجد من يدعم جبهة النصرة، لذا تلجأ إلى أي وسيلة أخرى لتكسب منها الدعم بما في ذلك اختطاف الصحفيين”.

النصرة وأحرار الشام، القوتان الرئيسيتان في جيش الفتح، وهو التحالف الذي أخرج النظام من إدلب عام 2015. الآن هاتان القوتان بالإضافة إلى ما تبقى من جيش الفتح يحاربان ضد النظام السوري وحلفائه في ريف حلب الجنوبي ويستعيدون السيطرة على البلدات التي سيطر عليها النظام مدعوماً من القوات الروسية هذا العام. وبالرغم من أنهم حاربوا جنباً إلى جنب في محافظة واحدة، إلا أنهم كانوا على خلاف داخل إدلب. حيث أخبر أهالي إدلب ذا دايلي بيست أنها تنقسم إلى مناطق تسيطر عليها جبهة النصرة وأخرى يسيطر عليها أحرار الشام، ومناطق أخرى يشترك الفصيلان في السيطرة عليها، تتسم بالاضطراب بعض الأحيان.

وأكد الناشط عمر المتواجد في #غازي_عنتاب أن أحرار الشام “لا يتدخلون في أعمال المواطنين بالرغم من أنهم فصيل إسلامي، فتستطيع على سبيل المثال أن تدخّن في المناطق التي يسيطرون عليها، لا مشكلة في ذلك، ويوجد الكثير من المحال التي تبيع السجائر والنرجيلة. في الوقت نفسه من المستحيل بيع النرجيلة في مناطق سيطرة جبهة النصرة.. سوف يكسرونها فوق رأسك”.

وبحسب بعض السوريين، فإن جزءاً من هذا الاختلاف جاء كون قادة أحرار الشام سوريون ويميلون ليكونوا من سكان المنطقة المحليين، في حين الكثير منهم محافظون دينياً وتربطهم صلات مع الثوار والنشطاء المحليين الآخرين من بدايات الثورة. أما أعضاء جبهة النُصرة فهم سوريون في الغالب، لكن الكثير من قادتهم غرباء (إما مقاتلون أجانب أو سوريون جاؤوا من مدن سورية أخرى).

وفي هذه الصدد قال عبيدة للصحيفة: “أحرار الشام في المنطقة هم أبنائها الذين يقاتلون من أجلها، لقد بدأنا الثورة معاً لذلك هم يعرفون من أكون وأنا أعرفهم جيداً، إنهم يقومون بحمايتي”.

وبحسب المقال فقد هاجمت جبهة النصرة وحلفائها الجهاديون عشرات الفصائل التابعة للجيش السوري الحر خلال العامين الماضيين، أما عن أحرار الشام فجاء في المقال: “أحرار الشام في موقف حرج، هم لا يُعتبرون جزءاً من #الجيش_السوري_الحر لكنهم الفصيل الوحيد الذي أوقف جبهة النصرة عن إبادة الثوار السوريون الآخرين”.

أما عمر تحدث إلى الصحيفة قائلةً: “أحرار الشام يمثلون صمام الأمان في منطقتنا، إذا اختفى وجودهم من المنطقة فكل ما سيتبقى هو القاعدة، لأن بقاء الفصائل المعتدلة من الجيش السوري الحر مرتبط بوجود الأحرار وحمايتهم لهم”.

وبحسب الآراء، “من الخطأ الاعتقاد أن النصرة لا تتمتع بالدعم المحلي من الأهالي، خصوصاً عندما تحرز انتصارات ضد النظام جنوب محافظة حلب، حيث لا يزال نظام #الأسد وممارساته الوحشية ضد السكان في المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار مصدر القلق الرئيسي لمعظم المعارضة السورية”.

وبحسب رأي الدكتور رامي الدالاتي _ أحد الممثلين السياسيين للمعارضة والذي انضم إلى صفوف الثورة منذ مطلعها _ فإن “لجبهة النصرة شعبية في سوريا، حيث أن مقاتليها ليسوا أوربيين إنما من المواطنين”.

وبحسب الآراء، كان “يمكن للنصرة إعلان الإمارة الجهادية في إدلب من جانبها فقط، إنما هي أذكى من أن تقدم على هكذا خطوة مستفزة ومثيرة للجدل”. على أية حال، فقد عملت النصرة خلال السنتين الماضيتين على وضع الأسس المؤسساتية للحكم الجهادي مع أو بدون لقب “الإمارة”. وبحسب أحد الثوار “عملياً الإمارة موجودة من خلال فرض الضرائب وغيرها، لذا ليسوا بحاجة إلى إعلان الاسم”.

وعن عدم إعلان الإمارة، قال أبو محمود الفلسطيني للصحيفة، إن قيادات النصرة وعلماء الدين الذين بحثوا الأمر أجمعوا على أن إعلان الإمارة في هذه المرحلة “سوف يصرف انتباههم عن الدفاع عن مسلمي سوريا”. مضيفاً أن “الأولوية هي صد العدو المعتدي وهو النظام السوري”.

ويرى الثوار أن التعاون بين الأحرار والنصرة والفصائل الأخرى في ساحة المعركة ضد النظام حقيقة وضرورة. كما يتصدى الثوار لروسيا وإيران والمجموعات المختلفة من الميليشيات الأجنبية أيضاً.

وتحدث أحد مسؤولي أحرار الشام إلى الصحيفة قائلاً: “إن أقوى العلاقات الموجودة على أرض الواقع ليست ثقافية أو تنظيمية في طبيعتها، إنما يجب أن تكون ذات روابط عائلية وإقليمية، فهناك عائلات تضم أعضاء في جبهة النصرة وأحرار الشام والجيش السوري الحر سوية”.

وجاء على لسان أحد المتحدثين أن “هناك توترات بين النصرة والأحرار، إنما ليس على مستوى الأسس، بل القيادات.. فالمقاتلون يرون أنهم متماثلون جداً من ناحية الاعتبارات والتوجهات، بالإضافة إلى وجود روابط اجتماعية بينهم.. كما أضاف أنهم يشتركون في الدين والمذاهب ويتشاركون في الجبهات، ولا يمكنك تحديد الاختلافات الفعلية من ناحية السلوك، إذا ما تحدثت إلى علماء الدين والمنظرين منهم فسوف تجد اختلافات حادة، لكنك لا تجدها لدى الأفراد”.

تبنّى مقاتلو أحرار الشام عملية قتل قائد جبهة النصرة في بلدة حارم في محافظة إدلب نيسان الماضي. وأصدر المكتب الإعلامي المركزي للنصرة بياناً غاضباً اتهم فيه أحرار الشام باحتوائهم لعناصر فاسدة قامت النصرة سابقاً بتصفيتهم، كما نشر أحد المسؤولين الدينيين لدى النصرة بياناً مناقضاً يقول فيه “إن النصرة جنّدت بعضاً من هؤلاء المقاتلين الذين تعتبرهم فاسدين في حشدها بعد أن أصبحت عملية القتل تتم بشكل عشوائي”.

وبحسب رأي مصدر الجريدة فإن كل من قيادات جبهة النصرة وأحرار الشام قد يقومون بتسييس أحداث كانت في أساسها محلية وتعسفية، لكن من غير الممكن اعتبار حادثة قتل شخصين أو ثلاثة في حارم أنها نزاع بين نهجين عقائديين.

ويقول المصدر: “ما يجري ما هو إلا جدل بين الأفراد، ونزاع على من يكون الأقوى في تلك المنطقة، وبسبب هذا النزاع يذهب أحدهم إلى فصيله ويذهب الآخر أيضاً، وربما يفتح أحد الحمقى النار ويموت الناس، فتصبح القصة أكبر”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة