مراجعة: سارة العمر

نشرت مجلة #عين_المدينة السورية في عددها الصادر في شهر تموز الجاري، دراسة مفصلة عن 22 حركة سلفية جهادية صغيرة تشكلت في سوريا، خلال السنوات الماضية.

 

وأطلقت الدراسة على مجمل هذه الجماعات الصغيرة مصطلح “طيف القاعدة”، مبيّنة أن تلك التنظيمات تؤمن بأفكار تنظيم القاعدة وأدبياته، وتتبنى شعاراته وتعترف بقادته التاريخيين ورموزه.

وتكونت هذه الفصائل جميعها على يد مهاجرين ينتمون إلى النمط الجهاديّ العالميّ الذي أشاعته “القاعدة” بالرغم من عدم ارتباطهم التنظيمي المباشر بها. ولفتت الدراسة إلى وجود فصيل جهادي وحيد في سوريا تشكّل من ألوية الجيش الحر وهو حركة المثنى الإسلامية في #درعا وانتهى في أحضان #داعش.

وواجهت هذه الفصائل خلال فترة نشاطها ضعفاً مادياً، وتجاذبات داخلية قوية بسبب وجود ثلاثة تيارات متصارعة في كل منها؛ بين من يفضّل بيعة داعش، ومن يريد بيعة #النصرة، ومن يريد الحافظ على الاستقلالية والحياد.  أودت هذه التجاذبات بالعديد من تلك الفصائل إلى الانفصام، والتحاق كل تيار بخياره الخاص، لتغذي الفرعين الأكبرين للتيار الجهادي في سوريا النصرة و داعش، وفق الدراسة.

واعتبرت الدراسة أن #الكتيبة_الخضراء التي تأسست في منطقة #القلمون تشكل نموذجاً تمثيلياً لبقية الفصائل، بدأً من نشأتها وانتهاء ً بالصراعات التي أدت إلى انحلالها.

ضمت الكتيبة الخضراء مقاتلين سورين كثر لكن قيادتها بقيت بيدي مهاجرين، كان معظمهم سعوديون إضافة إلى توانسة وليبيين، توالى على قيادتها “أميران سعوديان كلاهما كانا معتقلين سابقين في سجن الحاير السعودي”، واشتركت مع كل من داعش وجبهة النصرة في اقتحام  مستودعات عسكرية تابعة للجيش السوري، وعرفت الكتيبة بقيامها بالكثير من العمليات “الانتحارية”. اعتمدت في تمويلها على “تبرعات فردية من الخليج وعلى غنائم المعارك”، وساهمت الضائقة المادية التي وقعت بها ونقص الذخيرة في تفككها وانضمامها تحت مظلة فصائل أقوى.

ووفقاً للدراسة فإن الكثير من قادة هذه الكتائب الجهادية هم “من الخارجين من سجون مكافحة الإرهاب في بلدانهم، أبرزها سجن الحاير في السعودية وسجن رومية في لبنان، وسجن صيدنايا في سوريا”.

وينطلق برنامج هذه الحركات من مواقف مبدئية معادية “للشيعة” و”النصيرية”، ورفض الديمقراطية والحريات، هذا البرنامج يختلف تماماً عن منطلقات الثورة السورية التي طرحتها في مراحلها الأولى كالعدالة والكرامة والحرية، حسب ما ورد.

ورغم هذا الاختلاف، لم تصطدم هذه الفصائل  بجمهور الثورة لأنها تعتبرهم حاضنة الجهاد الشعبية ومورداً متاحاً لتغذيتها بالعناصر البشرية من خلال الدعوة والتحريض، وبعكس النصرة داعش  تحاشت هذه الفصائل إعلان مواقف واضحة من فصائل الجيش الحر لدوافع نفعية.

واعتبرت الدراسة أن خلخلة بنية الدولة في سوريا وفوضى السيطرة على المعابر أدى إلى انتعاش سيرة الجهاد العالمي على الأراضي السورية، وانتقاله من افغانستان والصومال والعراق إليها.

وتوقعت الدراسة ألا تشهد الأراضي السورية ولادة المزيد من هذه الفصائل بسبب اكتمال الصراع بين داعش والنصرة الذي أدى إلى نشأة الكثير من الفصائل السابقة. كما توقعت أن يتحوّل ما تبقى منها نحو الطرفين المذكورين والذين يشكلان الجناحين الجهاديين الأكبرين في سوريا.

وخلصت الدراسة إلى ضرورة وجود حلول سياسية لمشكلات العالم الإسلامي ومظلومياته بعيداً عن المعالجات الأمنية أو القمعية التي تزيد الأمور سوءاً، وأن أكثر هذه الحلول إلحاحاً هو الانتقال السياسي في سوريا وفرض هيبة الدولة العادلة والحديثة وسيطرتها على جميع أراضي البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.