يتخوف الكثيرون من الدعم الأمريكي لـ “القوات الكردية المسلحة” التي تواجه #الدولة_الإسلامية في معظم الجبهات، ولإحراز شيء من التوازن وحسن النية قام #البنتاغون بإعداد قوات مسلحة جهزها ودربها وعرفت باسم #جيش_سوريا_الجديد، لكن هذا الأخير تعرض لعدة هجمات أضعفت قواه وتناقص عدد أفراده تدريجياً، وانسحب من نقطته في #البوكمال بعد آخر هجوم تعرض له، ما قد يؤدي إلى زعزعة ثقة #الولايات_المتحدة بهذا الجيش وتوجيه دعمه وتركيزه الكامل إلى القوات الكردية، الأمر الذي يؤرق الكثيرين.

عن هذا الموضوع كتبت ليز سلاي مقالاً نشرته الواشنطن بوست وصفت فيه الهزيمة التي تعرض لها جيش سوريا الجديد بأنها “انتكاسة لجهود الجيش الأمريكي في مواجهة الدولة الإسلامية”. حيث نتج جيش سوريا الجديد من برنامج البنتاغون لتدريب وتجهيز الثوار المعتدلين الذي وصفته الكاتبة بـ “المشؤوم”.

 

اضطر الجيش السوري الجديد الذي تدعمه الولايات المتحدة إلى سحب قواته إلى قاعدته في #التنف القريبة من الحدود الأردنية، ذلك بعد ما تعرض لهجوم إثر تقدمه نحو البوكمال على الحدود السورية العراقية.

وبحسب المقالة فإن الدولة الإسلامية بالغت في إدعاءاتها من خلال وكالة أنباء “أعماق” عن عدد القتلى، حيث أعلنت أن مقاتليها قتلوا 40 من أعضاء المجموعة وأسروا 15 منهم، الأعداد التي لا يمكن التأكد منها والتي يبدو أنه مبالغ بها. كما تم نشر صور ومقاطع فيديو تظهر فيها عملية قطع رأس أحد المقاتلين ومناظر “فظيعة” لجثث، كما ظهر عدد قليل من المقاتلين المأسورين.

وفي بيان للجيش السوري الجديد أعلن فيه خسارتهم لعدد قليل من الرجال قبل أن يغادروا بنجاح إلى التنف التي تبعد أكثر من 150 ميل عن المنطقة في الصحراء النائية بالقرب من الحدود الأردنية والعراقية. وأكد المتحدث باسم المجموعة أن العملية تمت بنجاح حيث تراجع المقاتلون مع معظم أسلحتهم وعرباتهم ووصلوا سالمين. وأضاف أن هذه العملية كانت اختباراً لقوة الجيش السوري الجديد وأن “قواته أثبتت إمكانية محاربتهم لداعش”.

وقد كانت هذه المعركة بمثابة النكسة لهذه المجموعة المقاتلة الصغيرة على حد قول مقاتليها، وكانوا قد تعرضوا من قبل لهجوم نفذه انتحاري من الدولة الإسلامية في أيار، كما تعرضوا لغارة جوية روسية في #حزيران، وبحسب قادتهم فإن الفريق قد تشكل العام الماضي بحوالي 100 رجل، العدد الذي تضائل تدريجياً مع الوقت ومع شن الهجمات.

كما أثارت هذه الهزيمة تساؤلات عدة حول استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا في الوقت الذي تنهار فيه دفاعات الدولة الإسلامية على جبهات متعددة في أماكن أخرى من أنحاء الخلافة التي نصبت نفسها بنفسها. حيث أجبرت الدولة الإسلامية على التراجع في الأسابيع الأخيرة في عدة مواقع رئيسية شمال شرق سوريا من قبل #قوات_سوريا_الديمقراطية “الكردية بالدرجة الأولى” ( SDF ) .

محافظة #دير_الزور السورية الشرقية القريبة من البو كمال هي المنطقة الرئيسية الوحيدة الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية والتي لم تواجه الدولة فيها أي تحديات بعد. حيث كان بالإمكان لهذه المواجهة المحتملة أن تُحدث تغييراً فتقطع أحد طرق الإمدادات الأخيرة الباقية للدولة الإسلامية بين #سوريا و #العراق.

وبحسب محللين فإن جيش سوريا الجديد يمكن أن يشكل تهديداً فعلياً لسيطرة الدولة الإسلامية على المحافظة، ذلك لأن أعضائه من المنطقة ومعظمهم من البوكمال. وبالرغم من أن المجموعة كانت تتمنى حصول انتفاضة محلية نتيجة هذا الهجوم، لكن النتيجة كانت عكسية حيث أحدث نصراً أعلنته الدولة الإسلامية.

وبحسب مايكل هورويز، أحد كبار المحللين في مجموعة المشرق للاستشارات الأمنية، فإن جيش سوريا الجديد سينتهي ما لم يستجمع قواه قريباً ويطلق هجوماً آخر، وعلى حد تعبيره فإنه إذا ما حصل ذلك، سوف تتغير استراتيجية الولايات المتحدة بحيث ستصبح أكثر اعتماداً على كرد سوريا، الذين ثبت أنهم قوة قتالية فعالة على الأرض لكنهم يعانون من نظرة عدم الثقة والريبة العميقة من قبل معظم السوريين العرب الذين يعيشون في المناطق التي ما تزال واقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.