داعش.. الدينار يعود للواجهة.. ومصرف التنظيم يستخدم سياسة النظام المالية

داعش.. الدينار يعود للواجهة.. ومصرف التنظيم يستخدم سياسة النظام المالية

حسام صالح – إسطنبول:

لا يخفى على أحد أن تنظيم الدولة الإسلامية “#داعش” استطاع السيطرة على مساحات واسعة من #سوريا و #العراق، واستطاع بنفس الوقت السيطرة على المناطق الاستراتيجية ذات الطبيعة الاقتصادية التي توفر له #عائدات_مالية وأشهرها #حقول_النفط والغاز، إلا أن طبيعة المعارك العسكرية ومعارك الكر والفر حالت دون تأمين مصدر مالي مستمر للتنظيم، إضافة إلى رغبته في إنشاء اقتصاد خاص به لا يتبع لأي جهة فقرر #صك_عملة خاصة به على طريقة المسلمين الأوائل لتكون العملة الخاصة به من #الذهب و #الفضة و #النحاس.

 

البداية في 2014

موضوع صك العملة الخاصة بالتنظيم ليست جديدة بل تعود بدايتها لعام 2014، بعد أن أصدر ما يسمى “#ديوان_بيت_المال” التابع للتنظيم بيان خاص بصك العملة النقدية للتخلص مما أسماه “سيطرة النظام الاقتصادي الشيطاني”، على أن يتم تداولها في “أراضي الخلافة”.

موقع #الحل_السوري سيحاول في هذا التحقيق التعرف على أسباب لجوء التنظيم لهذه الخطوة والترويج لها مرة أخرى خلال هذه الفترة، وما أثرها الاقتصادي على سكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم؟، وهل هي مجرد دعاية إعلامية أم حقيقة؟ وهل سيكتب لها النجاح؟ وكيف سيستفيد التنظيم من هذه الخطوة؟

الدينار بـ 190 دولار!

بعد أن بدأ أعلن التنظيم أول مرة عن عملته في عام 2014 أصبح الموضوع قيد النسيان، ليعود مؤخراً للواجهة، بطرح عملته الجديدة “الدينار الذهبي” داخل الأسواق ضمن مناطق سيطرته في #الرقة و #دير_الزور.

العملة اخذت تسميات استند فيها إلى أسماء العملات في “العصر الإسلامي” كـ #الدينار و #الدرهم و #الفلس، وصكت بالذهب والفضة والنحاس، حيث كان الدينار الذهبي هو أعلى قيمة عبارة عن 4.5 غرام من #الذهب عيار 21 قيراطاً، أي ما يعادل 190 #دولاراً أميركياً، أي 200 ألف #ليرة سورية.

وفي مراجعة موقع الحل السوري لأشكال العملات، ظهرت في الصور ثلاث عملات مختلفة من الذهب الخالص عيار 21، وتحمل العملة في وجهها الأول خريطة العالم، في حين يحمل الوجه الثاني للعملات المعروضة عبارة “دينار ذهب” كتبت أسفلها عبارة “خلافة على منهاج النبوة”، وفي الإطار عبارة “الدولة الإسلامية”، وكتبت كلها بالخط العباسي القديم، وكذلك باقي العملات كالدرهم والدينار يحددها بدقة.

جديد التنظيم “مصرف مركزي”

وفي استطلاع أجراه لموقع الحل السوري، حول قرار التنظيم باستخدام عملته الجديدة في مناطق سيطرته، قال “أبو حسن” أحد أصحاب المحال التجارية في مدينة الرقة التي تعتبر معقل للتنظيم، “إنالتنظيم أطلق كميات لأول مرة في المدينة منذ أكثر من أسبوع، حيث تم بيع فئة الدينار الذهبي الواحد مقابل 190 دولاراً أميركياً”.

وأضاف أبو حسن،”تم بيعه أي الدينار على أصحاب #محلات_الصرافة الذين كتبوا على واجهة محالهم يتوفر لدينا دينار الدولة الإسلامية”، موضحاً أن “التنظيم أنشأ مصرف مركزي لهم ضمن المدينة خلال الأشهر الماضية”.

القرار الجديد بحسب أهالي الرقة، أثار تخوف الأهالي من اقتناء العملة الجديدة فلم يشهد السوق إقبالاً على شرائها، بانتظار قرارات التنظيم الاقتصادية، ورجح المصدر أن يجبر التنظيم الأهالي والتجار على تحويل التعاملات إلى عملته التي صكها من الذهب والفضة.

وفي مناطق سيطرة التنظيم بدير الزور تحدث أبو رائد (أحد سكان مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي)، أن تداول العملة الجديدة اقتصر في بداية الأمر على تجارة النفط فقط،حيث قام التنظيم ببيع النفط مقابل الدينار ثم قام بطرحه داخل أسواق المدينة منذ قرابة الاسبوع.

كل دينار يوفر 30 دولار للتنظيم

محلل اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه  كشف لموقع الحل عن وفر سيحققه التنظيم بقيمة 30 دولار من كل دينار ذهبي، قائلاً: “التنظيم حددسعر الدينار بـ190 دولار للدينار الذهبي الواحد، مايعني أن ربح التنظيم هو 30 دولاراً من كل دينار، وخاصة إذا علمنا بأن سعر الأونصة الذهبية عالمياً هو 3165 دولاراً مايعني أن سعر الدينار يجب أن يكون 160 دولار تقريباً مع أجرة الصك وليس 190 .”

وأضاف المحلل، أن “ارتفاع سعر الدينار سيشجع على صكه لتحقيق الربح لكن لا جدوى اقتصادية من سحبه من السوق للحصول على الذهب منه لأنه يعني خسارة من يسحب”، موضحاً أن “ارتفاع سعر الدينار يعني ارتفاع تكاليف استخراج النفط وبيعه وبالتالي تحقيق أرباح لتجار النفط”.

خبير يتحدث

الخبير الاقتصادي يونس الكريم وفي تعليقه عن دينار “داعش” الذهبي قال، “إن التنظيم يريد من إصدار عملة خاصة بهزيادة سيطرته على المجتمع من خلال ربط ثروت الافراد  به”، موضحاً “نحن نعلم أن السكان في مناطق التنظيم لايمكنهم نقل ثرواتهم معهم عند محاولة الهروب من مناطق سيطرته، هم مضطرين لشرائه والتعامل به”.

وبحسب الكريم،”العملة الداعشية هي اداة مقايضة تسهل للناس تفاصيل حياتهم، ويريد التنظيم منها توحد انتمائهم له”.

وعن القيمة العالية للدينار، ذكر الكريم،”التنظيم يتعامل كاقتصاد حرب ليجبر الناس على تمويل جزء من عملياته الحربية، والاستفادة من فروقات الذهب كونه أعلى سعراً وأكثر اماناً بالنسبة له ونسبة تزويره ليست بكبيرة”.
ورأى المحلل الاقتصادي، أن “كلاً من البنك المركزي للتنظيم ومركزي النظام يعملان بنفس الطريقة في إدارة الملف النقدي لتمويل الحرب، شارحاً ذلك بالقول: ” كلا البنكين اختصر عملهم بإدارة الملف النقدي لدعم الآلة العسكرية من خلال المضاربة”.

وبحسب الكريم، “لن يكون للمصرف الذي أوجده التنظيم دور البنك المركزي التقليدي، وإنما سيقتصر على تبديل الدينار الداعشي مع بباقي مصادر العملات والسلع، وإدارة العض والطلب النقدي أي اقرب ما يكون من ادارة اقتتصاد النقدي الحرب”.

يشار إلى أن تنظيم الدولة “داعش” أصدر في أيلول الماضي مقطعا مصورا عن تداول عملته الجديدة “الدينار الذهبي” في الموصل.

وسبق ذلك إصدار “عودة الدينار الذهبي” الذي شرح فيه تنظيم الدولة كيف أن الدينار الجديد سيكون بداية لانهيار الدولار الأمريكي، وبدء حقبة جديدة في التعاملات الاقتصادية في الأماكن التي يسيطر عليها.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.