مع انتشار البوكيمونات في كل زاوية، وفي كل مكان، يزداد العالم بمجمله هوساً في البحث عنهم واصطيادهم عبر هواتفهم الذكية . ليست سوى لعبة رقمية وجدت لشد هؤلاء المهووسين وجذبهم من خلال لعبة أطلق عليها اسم “بوكيمون انطلق”.

كعادتهم حاول السوريون الاستفادة من انجذاب العالم إليها علّهم يتمكنون من لفت انتباههم إلى الشعب المنسي في المناطق المحاصرة والتي دارت رحى الحرب فيها مخلفةً خسائر بشرية ومادية ودماراً ينتشر في كل مكان. بدأت من خلال بعض التغريدات التي تحتوي على صور أطفال مع #البوكيمون يطلبون المساعدة، لتصل إلى قيام أحد المبرمجين بتصميم لعبة “بوكيمون انطلق” بنسختها السورية فأطلق عليها اسم ” #سوريا_انطلق “.

 

اهتمت الـ CNN بالموضوع ونشرت تقريراً أعده خوبو شاه نُشر بتاريخ 21 تموز 2016 جاء فيه: “يتواجد البوكيمون في كل مكان هذه الأيام. سواء كنت في الحديقة العامة المركزية في شارع #سان_فرانسيسكو أو حتى في المناطق المزروعة بالألغام الأرضية في #البوسنة.. هناك #بيكاتشو يمكن العثور عليه”.

وأضاف أن وكالة أنباء يديرها نشطاء في #سوريا تستفيد من لعبة بوكيمون انطلق لمحاولة مساعدة الأطفال داخل البلاد التي مزقتها الحرب.

استغلت الحملة الهوس العالمي للناس بهذه اللعبة، فيُطلب من اللاعبين المتعصبين للعبة أن يأخذوا استراحة من اصطياد المخلوقات الرقمية وتحويل انتباههم بدلاً من ذلك إلى مساعدة العائلات السورية المحاصرة في مناطق الحرب.

“أنا في سوريا… أنقذوني !!” غرّدت مجموعة إعلام القوات الثورية السورية على مواقع التواصل الاجتماعي. وتحت التغريدة يوجد صورة لأطفال يحملون صورة لمخلوقات البوكيمون ومكتوب عليها باللغتين العربية والإنكليزية “أنا في منطقة #الغوطة_الشرقية في سوريا. تعال وأنقذني!”.

كانت الغوطة موقعاً للهجوم بالسلاح الكيميائي على المدنيين في 2013، والذي خلف الكثير من الأطفال قتلى.

ويظهر في تغريدة أخرى ولد في مكان مجهول في سوريا يجلس باكياً على الأنقاض في الشارع والبوكيمون بجانبه.

مصمم سوري آخر استخدم شعبية اللعبة، بخلفية الحرب السورية لإبراز محنة الناس خلال الـ 5 سنوات من النزاع.

في سلسلة من الصور المسماة “سوريا انطلق”، اتخذ سيف الدين طحان لحظات حقيقية من الحرب السورية، تتضمن بيوتاً متهدمةً وغارات جوية ومدارس مهجورة، استخدمها كخلفية للعالم الحقيقي لصور الكرتون في لعبة البوكيمون بنسختها السورية.

في إحدى الصور، أضاف دباً محشواً بجانب طفل مصاب معه نمر محشو ممزق إرباً إرباً.

يقول الطحان “الناس في مواقع التواصل الاجتماعي يتحدثون عن البوكيمون طوال الوقت لذلك أنشأت هذه الصور لجذب الانتباه للمعاناة خلال الحرب وما يبحث السوريون عنه حقاً “.

الطحان لاجئ سوري. سافر من سوريا إلى #مصر، وركب القارب ليصل إلى #إيطاليا ومن ثم شق طريقه عبر معظم القارة الأوربية للوصول إلى #الدنمارك في عام 2014. وفي إحدى الأيقونات في لعبته هناك طوق نجاة بجانب مركب اللاجئين الذي يستخدمونه للهروب من النزاع.

ويرى الطحان “أننا نلعب لعبة كبيرة مباشرة بأنفسنا، لكنها لعبة سياسية”.

منذ اندلاع الحرب في سوريا، تم تسجيل ما يقارب 5 مليون سوري كلاجئ، ذلك بحسب اللجنة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. يتغيب الأطفال سنوات عن التدريس، والغارات الجوية ما تزال مستمرة سواء التي تنفذ من قبل قوات الأسد أو القوات الروسية أو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وبحسب الطحان فإن المهم في هذه الصور هو جذب انتباه العالم خلال أوقات الحرب، ويقول: ” أستطيع أن أخبرك أن السوريين لا يبحثون عن البوكيمون”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.