سارة العمر

كشفت مصادر طبية محلية من منطقة #مضايا  في #ريف_دمشق عن 12 محاولة انتحار راجعت النقاط الطبية مؤخراً في مدينة مضايا، التي يرزح فيها حوالي 40  ألف شخص في ظل حصار خانق تفرضه قوات النظام، فيما كشفت مصادر طبية من #الوعر عن  حالتي انتحار وقعتا مؤخراً في الحي المحاصر في #حمص.

 

ووفقاً للمصادر نفسها فإن معظم من أقدموا على الانتحار هم من فئتي  المراهقين والشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 25 عاماً، وهم ممن يعانون من اضطرابات نفسية بسبب ضيق حياة الحصار.

ويوضح الطبيب محمد درويش وهو أحد أطباء النقطة الطبية في مضايا لموقع #الحل_السوري  أن “الأساليب التي اتبعها من حاولوا الانتحار في مضايا تنوعت بين محاولة قطع الوريد وتناول الأدوية بجرعات زائدة والقفز من الطوابق العليا” مؤكداً “عدم حدوث وفيات، إذ تم اسعاف جميع الحالات وانقاذها في الوقت المناسب”.

ويرجع  الطبيب الأسباب الكامنة وراء الظاهرة  لظروف الحصار، الذي تسبب بتفاقم الأمراض النفسية بشكل كبير،  نتيجة للتفكير المستمر بالوضع المعيشي والخوف  الدائم من القادم،  منوهاً  إلى أن “هذه الظروف أفقدت الكثيرين قدراتهم على التفكير بشكل عقلاني أو منطقي وخلقت رغبة جارفة لديهم بالخلاص بأي شكل كان”.

الطبيب لفت أيضاً إلى غياب إمكانية متابعة الحالة النفسية لمن حاولوا الانتحار، بسبب غياب الامكانيات الطبية في المدينة، والتي لا تغطي حتى الأمراض الأخرى، يقول “ما استطعنا القيام به فقط هو إنقاذهم، ثم التحدث معهم ومعرفة المشاكل التي دفعتهم للقيام بذلك، وتقديم النصائح اللازمة لهم، وفي أغلب الحالات وجدنا تجاوباً جيداً منهم”.

ومن جهته، أشار حسام مضايا مدير المكتب الإعلامي في الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني  للحل إلى أن  “غياب مظاهر الحياة في مضايا، يفقد الشبان رغبتهم في الحياة، وفي الحالة الطبيعية يعاني الشباب من ضغوط نفسية فما بالك بشباب يعيشون في ظل فقدان الأمل، ويعانون من ضغوط نفسية كبيرة تفوق أعمارهم وقدرتهم على التحمل”.

أما في حي الوعر، والذي يعيش بدوره حصاراً خانقاً منذ أكثر من ثلاث سنوات، فيروي الناشط الإعلامي رضوان الحمصي أن  “آخر محاولة انتحار وقعت في الوعر كانت من قبل فتاة تبلغ من العمر ٢٢ عاماً، تناولت كمية كبيرة من الأدوية القديمة الموجودة في منزلها، نقلت إلى المشفى الميداني، حيث تم انقاذها هناك. قالت لاحقاً أنها تناولت الحبوب لأنها كانت جائعة جداً ويائسة، فقررت تناولها فإما أن تسد جوعها أو تقتلها وتنهي معاناتها”، وأشار الحمصي إلى أن الكادر الطبي لا يمكنه تأكيد الدافع الرئيسي لمحاولات الانتحار، لكنه يؤكد أنها كانت تعاني من الاكتئاب منذ مدة.

وترى علا معطي وهي أخصائية في علم النفس التربوي أن “فئة الشباب هي الشريحة الاجتماعية الأكثر تأثراً بالصدمات والضغوط النفسية والعاطفية، وعلى الرغم من أنهم الأكثر اندفاعاً نحو الحياة فهم في الوقت نفسه الأكثر جرأة على التخلي عنها”.

وتضيف “لا شك أن الظروف العامة للحرب تساهم في تزايد محاولات الانتحار، لكن الدراسات تشير إلى أن 90 بالمائة ممن يحاولون الانتحار  تعرضوا  لصدمات نفسية أو خسارات كبيرة في مدة قريبة، كفقد عزيز أو التعرض للتعنيف الجسدي كالاعتقال و التعذيب”.

وتشير معطي إلى أن  تقديم الدعم المعني والعاطفي الكافي للناجين من محاولات الانتحار من شأنه أن يقلل من احتمال تكرار المحاولة بنسبة 70بالمائة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.