حمزة فراتي

تبدو الوظيفة العامة لجهاز #الحسبة التابع لتنظيم الدولة الإسلامية #داعش أقرب إلى وظيفة أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام، وفق سكان يقطنون مناطق داعش، وكانت لهم تجارب سابقة في دوائر مخابرات النظام كمعتقلين أو مستجوبين.

 

الوظيفة واحدة من وجهة نظر أبو الفاروق ( خريج شريعة ومن سكان مدينة #الرقة) حيث يتحدث لموقع #الحل_السوري أن مخابرات “النظام السوري البائد كانت تلزم الناس بآراء وتصرفات معينة، وكذلك حال جهاز الحسبة ، كل ما في الأمر أن ذاك يستمد شرعيته المفترضة من القوة العارية المسنودة ببنية الدولة العميقة، أما هذا فيستمد شرعيته من الأمر الواقع والقهر وتصوره لما هو الشرع وأولوياته وكيفية تطبيقه. في الحالين يتعرض الإنسان المواطن للقهر والقسر من قوة خارجية لا تقيم اعتباراً لإنسانيته فهم اختصاراً تشويه لشريعتنا الإسلامية “.

 قمع يومي

 عادل علي ( أحد سكان قرى #منبج بريف حلب ) معتقل سابق لدى جهاز الحسبة وهو الآن خارج مناطق سيطرة التنظيم، تحدث لنا عن تجربته قائلاً “جاءت سيارتان من نوع بيك آب لهما لون أبيض أشبه بسيارات شبيحة النظام.. كنت حينها في سوق القرية عندما قام العناصر بتقييد يدي وبطحي أرضاً، وقبل أن يغطوا عيني بقليل رأيت المدعو بتار وهو أحد الأنصار من قريتنا والمسؤول عن الحسبة، وفتحت عيني فوجدت نفسي داخل سجن مظلم وحولي ما يقارب العشرين معتقلاً. سمعت صوت صدى لصراخٍ آتٍ من خارج السجن. سألت أحد الموجودين معي أين نحن، وقبل أن يجيبني فتح عناصر مقنعون الباب وأخذوني إلى غرفة المحقق صاحب اللهجة العربية الركيكة التي مازالت عالقة في ذاكرتي. قال لي حينها إنني متهمٌ بقتال التنظيم مع عناصر #الجيش_الحر قبل سيطرة التنظيم على المنطقة، مطلقاً عليه اسم #الصحوات، كما أنني لم أقم بحضور دورات الاستتابة التي أقامها التنظيم، وأن حكمي هو القصاص إذا ثبت علي أي مما سبق، بعدها بدأ العناصر بضربي وشتمي، ولم يتركوا لي فرصةً للدفاع عن نفسي، ثم أعادوني إلى السجن. وبعد شهرين من الضرب والجلد والشتم اليومي والعذاب النفسي أطلقوا سراحي، بعد أن تبينوا أن لا علاقة لي بأي فصيل مقاتل”.

أم حسام ( إحدى المعلمات سابقاً في مدينة #الميادين بريف #دير_الزور الشرقي ) ترى أن سيارات الحسبة الداعشية هي الرعب الأكبر للنساء في المدينة . وتقول: “أشعر أن شيئاً ما ينقص لباسي الشرعي دائماً، علماً أنني متقيدة به بشكل كامل، لكن أرتعب لكثرة القصص التي أسمعها بشكل يومي عن انتهاكات يقوم بها جهاز الحسبة خصوصاً مع النساء، حيث تشكَّل لدي خوف دائم في كل مرة أخرج فيها من نسيان شيء ما”.

تتابع إنه قبل فترة قليلة قام جهاز الحسبة النسائي باعتقال امرأة كانت حاملاً في شهرها السادس، من داخل سوق المدينة، والتهمة هي التجول بالسوق من دون محرم، حيث قاموا بأخذها لمقر الحسبة وتم جلدها هنالك، ونتيجة ذلك والخوف الشديد لديها قامت بالإجهاض داخل مقر الحسبة.

وتحدث أبو عبدالحميد ( أحد سكان الريف الشرقي بدير الزور ) عن آخر انتهاك لعناصر الحسبة في قرية أبو حمام ( #الشعيطات ) حيث قام أحد العناصر الأنصار بإطلاق نار على سيدة كانت تحمل طفلها بسبب مشادة كلامية جرت بينهما لأنه نعتها بكلام جارح بحجة عدم ارتدائها اللباس الشرعي، ما تسبب بمقتل الطفل وإصابتها إصابة بالغة بمنطقة الصدر حيث تم نقلها إلى المشفى مباشرة .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.