سلسلة شهادات عن مجزرة الكيماوي 21 آب 2013 – الحل السوري

شهر آب معروف بحرارته في #سوريا، لكن آب الذي مرّ في العام 2013 حرارته “لن ننساها ما دمنا نتنفس”، بهذه الكلمات لخّصت ابنة #معضمية_الشام أم ورد ذاكرتها، عند سؤالها عن “مجزرة الكيماوي”، حين استهدف النظام السوري مناطق من غوطتي دمشق بالغازات السامة المحرمة دولياً.

تتابع أم ورد، “استغلوا نومنا، واختاروا ساعات الفجر الأولى ليرموا بقنابلهم علينا، لأفقد ابنتي ذات الـ14 ربيعاً، والتي لم تستطع رئتاها مقاومة السموم المبثوثة في الهواء، وليقتل طفلي إذ قرروا أن لا يرى الحياة، داخل بطني بعد أن كنت حاملاً به في شهري السابع، لكن دائماً أعزّي نفسي، بأن هذه مشيئة الله، فلو أن الطفل أتى وبه علة من السموم التي استنشقتها ولم تنل مني، لكان العذاب مضاعفاً، كوني سأرى يوم الشؤم به مع كل ثانية تمر”.

 

normal-photo

 

وتضيف أم ورد، “لا أستطيع أن أصف المنظر، ودائماً أتعرّض للكوابيس بسببه، فالأطفال على الأرض، والعدد يزاد مع كل دقيقة، بعضهم صعدت روحه إلى السماء والأخر يلفظ أنفاسه، وبعضهم يحاول التغلب على الموت”.

وبحسب أم ورد، “الناجون كانوا يحملون قطعاً قماشية صغيرة يغطون بها أفواههم وأنوفهم محاولين عدم استنشاق غازات أكثر، بينما كانت أصوات السيارات التي شاركت في عمليات الإجلاء الأولى تملأ المكان صخباً وضجيجاً ينذر بكارثة إنسانية كبيرة”.

حالة إجهاض أم ورد، تعد إحدى المشكلات التي طفت على السطح في مسائل الإنجاب بعد مجزرة الكيماوي، حيث بلغت نسبة الإجهاض في الغوطة بين النساء الحوامل اللواتي تعرضن للكيماوي 45%، إضافة إلى حالات الولادة المبكرة وموت الجنين بعدها، أو ولادة جنين ميت، أو موت الأم أثناء الولادة، كل ذلك تم بالمقارنة مع نساء لم يتعرضن للكيماوي.

وكان فريق طبي من مشفى الغوطة التخصصي في معضمية الشام، أجرى دراسة على النساء الحوامل ممن تعرضن لغاز السارين السام، وشملت الدراسة التي استمرت ثلاثة أشهر 200 امرأة حامل في المدينة، لتظهر أن القاسم المشترك بين المصابين هو تعرض الزوج أو الزوجة للكيماوي، أثناء الضربة التي تعرضت لها المدينة.

وأظهرت نتائج الدراسة ارتفاعاً في حالات الإجهاض لدى النساء الحوامل في الثلثين الأول والثاني من فترة الحمل، حيث بلغت 53 حالة، مقابل 17 حالة لحوامل أجهضن في الثلث الأخير من الحمل، وفي حال إتمام الحمل يولد الطفل مشوهاً.

#كن_شاهدا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.