طبيب من دوما عن مجزرة الكيماوي: “الصورة الأكثر تأثيراً طفلة فارقت الحياة بين يدي”

طبيب من دوما عن مجزرة الكيماوي: “الصورة الأكثر تأثيراً طفلة فارقت الحياة بين يدي”

سلسلة شهادات عن مجزرة الكيماوي 21 آب 2013 – الحل السوري

لم يكن من السهل على أطباء الغوطة الشرقية استذكار “يوم الكيماوي”، ومنهم من سأل: “لمَ تسألون؟، وتنبشون في الماضي لتزيدوا عمق الجرح الذي يكبر كل يوم مع ازياد عد القتلى الذين يموتون إما جوعاً أو قصفاً”.

يقول الطبيب سعد جمّال ابن الغوطة الشرقية: “ليست مجزرة الكيماوي التي أذكر تفاصيلها فحسب، بل كل سوري عالجته أو توفي بين يدي أثناء العلاج ستبقى قصته محفورة في ذهني ولن ينسيني إياها إلا الموت”.

 

normal-photo

 

يتابع الطبيب وهو أحد الكوادر الطبية في دوما والشاهد على مجزرة الكيماوي، “لم أكن يومها مناوباً في المشفى، فجأةً استيقظت وبالكاد كنت أتنفس، لأضع قطعة قماش على وجهي مبللةً بالماء، واكتشفت أننا قصفنا بالكيماوي، لأتجه مسرعاً إلى النقطة الطبية، مكتشفاً خلال طريق الوصل بأن تحليلي صحيح”.

وبحسب الطبيب “وصلت إلى المشافي التي كانت ممتلئة بالحالات الإسعافية، وضوضاء صوت المولدات تملؤها، مئات الحالات نزعت عنها الملابس، هنا طفل يلفظ أنفاسه، وهنا امرأة فارقت الحياة بوجه كقطعة ثلج، ومسنٌّ جاحظ العينين بالكاد يتنفس، وصور أخرى مطبوعة في رأسي احتاج لسنوات كي أرويها”.

يتابع الطبيب جمّال ، “لا أبالغ بالقول إن أكبر مشافي العالم ستكون عاجزة عن استقبال ومعالجة حالات مجزرة الكيماوي، لكن إرادة الأهالي التي بدأت بمساعدة الكادر الطبي حالت دون ارتفاع عدد الضحايا، حيث بدؤوا بجلب الشراشف لتغطية المصابين، والمساعدة في نقلهم من مكان لأخر، لكن الصورة الأكثر تأثيراً والتي تحضر بمخلتي دائماً، تلك الفتاة ذات الأربعة أعوام التي لفظت أنفاسها الأخيرة بين يدي، كانت تحاول أن تستنشق الهواء، لكن أي هواء تريد أن تأخذه، من هذا الجو المسموم، والمؤثر أكثر بكاء أمها التي هامت في المكان لمساعدتنا رغم مصيبتها”.

ويختم الطبيب كلامه بالقول “سكان المدينة ناموا وهو يحلمون بأن يستيقظوا على غدٍ أفضل، لكن القدر شاء أن يبقوا نائمين كي لا يروا مزيداً من الفظائع التي يرتكبها النظام بحق أهاليهم، ليلة أضافت 1500 ضحية جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، إلى مئات الآلاف من القتلى، لكل واحد منهم ذكرى ستبقى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي لايزال عاجزاً عن وقف شلال الدم في سوريا”.

#كن_شاهدا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.