سلسلة شهادات عن مجزرة الكيماوي 21 آب 2013 – الحل السوري

“لم أكن لأتصور بيوم من الأيام أنني سأظهر على شاشات القنوات وأصبح ناقلاً للحدث، لكن الحرب تفعل كل شيء، وما يزيد قلبي حرقةً، أنني كنت أروي مآسي الناس وأنقل عدد الذين قتلوا منهم”.. يبدأ محمود يبرودي وهو ناشط من بلدة #زملكا شهادته عن #مجزرة_الكيماوي في حديث مع موقع #الحل_السوري.

يقول: “هي المرة الأولى التي يكون فيها المشهد قاسياً لهذه الدرجة، عشرات الأطفال والنساء ممدون على الأرض، بعضهم توفي والبعض الآخر يتنظر.. كلهم استنشقوا الغازات السامة”.

ويتابع يبرودي، “خرجت في إحدى الشاشات لم أكن أعلم ما أقول، السؤال يتردد ما عدد القتلى؟ ماذا حدث؟ وجوابي كان أن العدد لا يحصى، المشاهد لا توصف.. الفيديوهات التي تصلكم من الأرض كفيلة بأن تصف لكم حالنا”، مضيفاً “بعدها قررت عدم الرد على أي مداخلة، وانطلقت لمساعدة الكادر الطبي ونقل المصابين إلى النقاط الطبية سواءً داخل زملكا أو إلى النواحي المجاورة”.

normal-photoويروي يبرودي ما حصل في هذا اليوم قائلاً، “باشرت مع الكادر الطبي وعدد من الأشخاص بغسل المصابين بالماء لإزالة الآثار عنهم وكي لا يصابوا بحروق جلدية، وسعينا لإنقاذ الحالات الأكثر تأثراً بما يتوفر من أدوية بإرشادات الأطباء، لكن رغم ذلك هناك بعض المشاهد لا يمكن نسيانها، فحتى الحيوانات كان لها نصيبها من الكيماوي ومعظمها مات، ماذا أتذكره جيداً من ذلك اليوم المشؤوم هو كيف كان ندخل إلى المنازل ونضطر فقط لسحب المصابين ونترك الذين فارقوا الحياة، كي لا تكون الخسارة أكبر”.

ويكمل يبرودي، “مشهد وحيد لن أنساه أبداً، وهو كيف توفي مسعف وهو يحمل مصاباً لكي ينقذه، فهمّ هذا المسعف كبقية زملائه الوصول إلى أكبر عدد من المصابين ومعالجتهم، متناسين اتخاذ الوقاية اللازمة لأنفسهم من لبس الأقنعة أو الألبسة الواقية، أثناء قيامهم بعمله، ولن أنسى مشهد أطفال الغوطتين، الذين فضل بعضهم البقاء نائماً مع أسرته كي لا يرى الموت بطرق أخرى، ومنهم من حاول التشبث بالحياة لكن السم كان أقوى”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.