شاهد على مجزرة الكيماوي: “كنا نكسر أبواب من لا يفتح فنجد جثثاً هامدةً داخل المنازل”

شاهد على مجزرة الكيماوي: “كنا نكسر أبواب من لا يفتح فنجد جثثاً هامدةً داخل المنازل”

سلسلة شهادات عن مجزرة الكيماوي 21 آب 2013 – الحل السوري

“الموت قادم بالهواء الذي نتنفسه وليس بالرصاص أو القذائف، الناس يتساقطون على الأرض واحداً تلو الأخر، والسبب الغاز السام الذي أطلقه النظام على دوما، والنتيجة أكثر من 1500 شهيد بلا دماء”، هكذا لخص ابن مدينة دوما سمير قطّان، ذاكرته مع #مجزرة_الكيماوي.

يروي قطّان، “أسعفت طفلتي ذات السنوات السبع والتي ضاق صدرها بالسموم التي بثت من خلال الصواريخ الستة التي قُصفنا بها إلى المركز الطبي الذي كان يستقبل المصابين، علاجها كان بسيطاً ولم يجدِ نفعاً معها، لتفارق الحياة”.

يعود ابن دوما بذاكرته إلى ذلك اليوم، ليتابع سرد ما حصل قائلاً: “تعوّدنا على القصف بالبراميل والقذائف والصواريخ، وتعودنا النوم على أصواتها التي كانت حين تشتد تدفعنا للهروب باتجاه الملاجئ، لكن هذه المرة التحذيرات كانت معاكسة فعند بدء الضرب كانت الصيحات تتعالى (كيماوي كيماوي لا حدا ينزل على الملاجئ)، لننجو أنا وولدي ذو الـ15 عاماً وزوجتي، لكن طفلتي لم يكتب لها ذلك”.

ويتابع قطّان.. “رغم أن حالة قصف تلك لم نعدها من قبل، لكن التفكير بالآخر لم يغب عنا، فقد سارع الشبان في الغوطة إلى مساعدة الأهالي سواء بإسعاف المصابين، أو بطرق أبواب البيوت لتنبيه ساكنيها بضرورة الخروج منها، وكسر أبواب من لا يفتح، حيث كانوا يجدون عائلات بأكملها جثثاً هامدةً في بيوتها، وبعضهم الأخر لا يستطيع الحراك من الإصابة”.

ويضيف الشاهد، “ها نحن نحيي سنةً جديدةً لمرور ذكرى مجزرة الكيماوي، فماذا حدث بعدها رغم فظاعتها، بالطبع لم يحدث شيء الحصار مستمر والقتل مستمر، وعدد الشهداء إلى ارتفاع، العالم اختزل المجزرة بإجبار النظام فقط على تسليم سلاحه الكيمياوي، وروسيا وحلفاؤها شككت بمعالم الجريمة واتهمت المعارضة بها، والنتيجة الأسد خارج القفص، ومستمر بقصفنا وتجويعنا، الـ1500 الذين قتلوا بيوم واحد في الغوطة قتل بعدهم الآلف فقط في الغوطة، فما بالك بالمحافظات الأخرى التي تشهد كل يوم قصفاً جوياً”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.