حمزة فراتي

يعد الجهاز الأمني في تنظيم الدولة الإسلامية #داعش (الأمنيين) من أقوى أجهزة ودواوين التنظيم، ويتمتع بصلاحيات عالية من حيث النفوذ والسلطة، ويعد الأساس في اتساع نفوذ التنظيم سابقاً، وبسط سيطرته على مناطق من #سوريا و #العراق.

ويعتبر الجهاز الأمني (الأمنيين) الفرع الممتد لجهاز الأمن العام الذي مركزه الرئيسي مدينة #الموصل في العراق، والمسؤول عنه بشكل مباشر هو “خليفة” #داعش أبو بكر #البغدادي.

يقول أحد أبناء ريف دير الزور، والذي يرفض التصريح عن اسمه كونه عنصر منشق من التنظيم متواجد خارج مناطق سيطرته حالياً في حديث لموقع #الحل_السوري، إن سياسية التنظيم تقوم على العمليات الأمنية ذات السرية التامة في أغلب الأحيان، فالعناصر الأمنيون غير معروفين بالنسبة لعناصر التنظيم أنفسهم، فهم يرتدون أقنعة سوداء تغطي كامل الوجه عدا العينين، ومكان إقامتهم ( مقرهم) يكون خاصاً بهم حيث لا يختلطون ببقية العناصر من الدواوين الأخرى، و “غالبيتهم من الأنصار”.

يضيف المصدر: “أي شخص يقترب من مقرهم حتى وإن كان من التنظيم نفسه يتم اعتقاله على الفور، وحتى سجونهم خاصة، فمن يتم اعتقاله عن طريق الأمنيين لا يستطيع أحد السؤال عنه أو الاستفسار عن سبب اعتقاله ريثما يقومون هم بإطلاق سراحه، أو يقومون بإرسال خبر لذويه بأنه تم تصفيته لسبب ما، فسؤالك عن معتقل لديهم ربما يجعلك شريكاً في أثم لم ترتكبه” على حد تعبيره.

ويبين المصدر أن مهام الأمنيين في التنظيم تنقسم إلى قسمين المهمة الأولى هي مراقبة العناصر في كافة الدواوين والقطاعات، واعتقال أي مقصر أو متخلف عن أداء واجبه بالعمل، كما ويقومون باقتحام المنازل واعتقال العناصر الذين يشتبه إنهم مترددون أو متكاسلون أو لهم رغبة في الهروب من المعارك، فقد قام أبو مصعب السعودي أمير الأمنين السابق في مدينة الميادين باعتقال 70 عنصراً من الأنصار والمهاجرين أثناء اقتحامهم لقرية #الشعيطات في بداية دخلوهم المنطقة، وذلك لامتناعهم عن القتال وتركهم المعركة، فتمت تصفيتهم بعد ذلك، بتهمة الفرار و “التوالي يوم الزحف” على حد قوله.

بينما القسم الثاني والأهم، هو ملاحقة معارضي التنظيم بالخارج والناشطين في مناطق سيطرته والذين يعملون بالسر، حيث يقوم التنظيم غالباً بالتنسيق مع المكتب الإعلامي بتشكيل خلايا مهمتها إنشاء صفحات ومجموعات تدّعي معارضته، وذلك لاستجرار الناشطين الذين يعملون بأسماء وهمية داخل مناطق سيطرته للكشف عن هوياتهم الحقيقية، ومن ثم اعتقالهم بعد اقناع الناشط أو الإعلامي بضرورة العمل معهم.

 انتهاكات الأمنيين

 قام الأمنيون بانتهاكات كثيرة منذ بداية سيطرتهم على معظم محافظة دير الزور، ومعرفة ما قاموا به أو ما يقومون به إلى الآن ليس بالأمر السهل بسبب صعوبة الحصول على المعلومات، وخصوصاً بعد منعهم شبكة الإنترنت في المنازل وجعل مقاهي وصالات الإنترنت تابعة لهم وتحت إشرافهم، إلا أن نشطاء من مناطق سيطرة داعش ما زالوا يوثقون أهم الانتهاكات وما يحصل هناك.

من أشهر الانتهاكات التي ارتكبها الأمنيون في بداية دخولهم للمنطقة، قيام مجموعة منهم بمداهمة منزل بعد منتصف الليل لعنصر سابق في الجيش الحر بقرية #بقرص في ريف دير الزور الشرقي وقتله أمام زوجته الحامل التي أجهضت من شدة الخوف، علماً أنه هذا الشخص قد قام بتنفيذ دورة شرعية لديهم ووعدوه بعدم التعرض له.

ومن الانتهاكات الشهيرة التي قاموا بها أيضاً في بداية دخلوهم للمنطقة، ذبح 13 شاباً من عشيرة الشعيطات كانوا يعملون في #لبنان قدموا أثناء هجوم التنظيم على مدينتهم، حيث قام المدعو عبد اللطيف الثلجي الملقب بأبو رامي أحد أمنيي التنظيم في منطقة الشولا بإنزال العمال القادمين إلى منطقتهم عند رؤيته لهوياتهم الشخصية ثم اتهمهم بأنهم آتون للقتال ضد التنظيم حيث قام هو وعناصره بذبحهم على الفور.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.