قدرتها الشرائية تراجعت 10 مرات.. “الحل السوري” يسرد مسيرة الألف ليرة خلال سنوات الحرب

قدرتها الشرائية تراجعت 10 مرات.. “الحل السوري” يسرد مسيرة الألف ليرة خلال سنوات الحرب

فتحي أبو سهيل- دمشق:

تضاعف سعر السلع والمواد الأساسية أمام #الليرة_السورية بما لا يقل عن عشرة أضعاف، في العام 2016 مقارنة بعام 2011، إذ بات دخل المواطن السوري في حالة يرثى لها لعدم قدرته على شراء أكثر من نصف الحاجات الأساسية التي كان ممكناً شراؤها قبل أعوام.

وفي دراسة خاصة لموقع ( #الحل_السوري)، حول وضع الليرة السورية وقيمتها الشرائية، تبين من خلال سبر سعر عدد من السلع الأساسية على مدى ست أعوام، تراجع القيمة الشرائية لليرة السورية، مقابل ارتفاع اسعار تلك السلع، وتم اختيار ست سلع أساسية للدراسة هي (البطاطا، البندورة، كيلو الدجاج المذبوح والمنظف، التفاح، البيض، والرز القصير)، حيث تمت مقارنة قدرة (الألف ليرة) على شراء تلك السلع في السنوات الست الماضية بدءً من عام 2011، وحتى عام 2016 الحالي.

السلع مقابل الـ 1000

وبحسب الأسعار في العام 2011، كان بإمكان المواطن السوري أن يشتري بورقة نقدية من فئة ألف ليرة، كيلو بطاطا وكيلو بندورة وكيلو تفاح، اضافة لكيلو دجاج وصحن بيض من الحجم الكبير، وكيلو رز قصير، واستمر الحال رغم ارتفاع الأسعار خلال عام 2012، لتبقى ورقة الألف ليرة قادرة على تغطية هذه الاحتياجات كافة.

أما مع حلول العام 2013 فقد تغير الحال، وبدأت الألف ليرة تفقد بريقها، اذ لم تعد كافية لشراء جميع الحاجيات (المذكورة سابقاً)، وتحديدا مع ارتفاع كبير طرأ على سعر #الدجاج و #البيض، حيث انخفض عدد السلع الممكن شراؤها لينحصر بكيلو دجاج وكيلو أرز قصير وكيلو بطاطا وكيلو بندورة، دون القدرة على شراء البيض والتفاح.

ورغم أن العام 2014 شهد انخفاضاً طفيفاً في الأسعار ثم ثبات، إلا أن أسعار السلع موضوع الدراسة مجتمعة، بقيت عصية على الألف ليرة التي لم تتحسن قدرتها الشرائية لأكثر مما كانت عليه عام 2013.

أما العام 2015 فقد شهد عودة الأسعار للارتفاع، ليتضاعف معه سعر البيض والدجاج حوالي 5 مرات، ولتصبح الألف ليرة غير كافية لشراء كيلو دجاج وصحن بيض، حيث بلغ سعرهما معا في ذاك العام حوالي 1650 ليرة، وتراجعت قدرة الألف ليرة على الشراء الى كيلو دجاج وكيلو بطاطا، أو بندورة، او شراء صحن بيض وكيلو بطاطا أو تفاح أو بندورة، وفي الاحتمال الأخير شراء كانت الـألف ليرة تستطيع عام 2015 شراء كيلو تفاح وكيلو بندورة وكيلو بطاطا مع كيلو رز قصير، دون البيض أو الدجاج.

أما العام الجاري، والذي كان الأبرز بين الأعوام السابقة بحجم الارتفاعات التي ضربت الأسعار، لتتضاعف أسعار السلع موضوع الدراسة أمام الألف ليرة حوالي 10 مرات،  فقد وصل سعر صحن البيض الواحد إلى 1400 ليرة، ولتشكل أسعار السلع (المذكورة مجتمعةً) ما قيمته حوالي 3300 ليرة، في حين لا يمكن شراء صحن بيض كامل، بينما يمكن شراء كيلو دجاج مع كيلو بطاطا أو كيلو بندورة.

ويشار إلى أن جميع الأسعار الواردة ضمن هذه المادة، هي وفقاً للنشرات السعرية الرسمية الصادرة دورياً من مديرية تجارة دمشق، علماً أن الأسعار في السوق لا يمكن رصدها خلال السنوات السابقة، نتيجة التقلبات اليومية للأسعار بين الارتفاع والانخفاض، إضافة إلى الفروقات السعرية بين سوق وآخر.

جدول أسعار السلع موضوع الدراسة بالليرة السورية وفقاً لنشرات مديرية تجارة دمشق:

المادة 2011 2012 2013 2014 2015 2016
بطاطا 35 40 135 135 130 190
بندورة 25 45 85 80 200 180
دجاج 110 190 600 580 850 850
تفاح 70 70 180 200 220 240
بيض 130 275 650 575 775 1350
رز قصير 50 80 150 150 375 450

 

وعن التراجع في قيمة الألف ليرة سورية، خلال الست سنوت (2011-2016)، أوضح الخبير الاقتصادي زاهر أبو فاضل لموقع ( #الحل_السوري) إن “قدرة الألف ليرة على الشراء تراجعت بشكل ملحوظ منذ بدء الحرب في البلاد، شأنها شأن الليرة عموماً، فقد فقدت كثيراً من قيمتها الشرائية أمام مختلف السلع والبضائع، التي باتت تتأثر أسعارها، بسعر صرف الدولار الأمريكي، والذي بات مؤشراً لأسعار السوق المحلية”.

وتابع أبو فاضل “عند مقارنة سعر أي سلعة في العام 2011، مع سعرها في العام الحالي (2016) يظهر مدى التراجع في القيمة الشرائية لليرة السورية، حيث تضاعف سعر السلع أمام الليرة بمعدل 10 أضعاف على الأقل”.

من 20 كيلو إلى 2 كيلو!

وبين أبو فاضل إن “الألف ليرة على سبيل المثال، قادرة على شراء 20 كيلو رز قصير، في عام 2011، وفي عام 2016 بات يمكن شراء أقل من 2.5 كيلو رز قصير من النوعية الجيدة بألف ليرة، أي أن قيمة هذه الفئة النقدية تراجعت حوالي 10 مرات خلال الست سنوات”.

ولفت أبو فاضل إلى أن #أسعار_السلع في تذبذب مستمر على مدى أشهر العام، فقد تكون في أوقات من السنة أعلى من أوقات أخرى، لكن بالعموم لم يكن لذلك أثراً كبيراً وملحوظاً على القدرة الشرائية لليرة السورية.

وأكد أبو فاضل ان الحديث عن حاجة الأسرة المكونة من 5 أشخاص الى ما لا يقل عن 200 الف ليرة شهرياً، لتأمين الحاجات الأساسية فقط، ليس ضرباً من الخيال ولا مبالغة فيه.

وحاولت حكومة النظام السوري، اتخاذ عدة اجراءات، بهدف تحسين قيمة الليرة السورية أمام #الدولار الأمريكي، إلا أن تلك الإجراءات، رغم كونها ساهمت بتخفيض #سعر_الصرف لفترة محددة، وبشكل ملحوظ، لكنها لم تكن ذات انعكاس على القدرة الشرائية لليرة أمام استمرار ارتفاع اسعار السلع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.