أقسمت ما تسمى بالدولة الإسلامية على الصبر والانتشار، لكنها تتقلص تحت الضغط المستمر. كيف يعتقد محاربوها أن بإمكانهم التحمل؟ هنا إجابة أحدهم..

في حالة استثنائية، أجرت صحيفة ذا دايلي بيست لقاءاً مع أحد ناشطين الدولة الإسلامية #داعش بعد جهود حثيثة قام بها الصحفي ميشيل ويس ووساطات بينه وبين من أطلق عليه الصحفي اسم أبو جهاد حفاظاً على الوعد الذي أعطاه إياه بعدم الكشف عن هويته الحقيقية، أو عن دوره الحالي في التنظيم. حيث أنه ليس من كبار الشخصيات ولا من ذوي المستوى المتوسط. هو مجرد مواطن وموظف لدى الخلافة، والأهم من ذلك أنه يعيش في العاصمة الفعلية للدولة الإسلامية #الرقة.

جُمعت الأسئلة والإجابات مع تعليقات الكاتب في مقال على شكل تحقيق صحفي جاء فيه:

  • – ماذا فعلت من أجل داعش؟

أبو جهاد: لقد شغلت مناصب مختلفة.. ليس مهماً ما هو موقعك أثناء الحرب. سوف ترى القضاة والعلماء والأطباء والممرضات جميعهم في نفس الخندق يحاربون أعداء الله.

  • – حسناً، ماذا فعلت قبل الثورة السورية، ومتى وصلت إلى البلاد؟

أبو جهاد: أنا من #غزّة، ولدت وترعرعت في #الكويت. توجب على عائلتي أن نغادر الكويت أثناء حرب الخليج الأولى، لذا ذهبنا إلى #مصر. ذهبت إلى المدرسة هناك وتخرجت من الكلية في مصر. ذهبت إلى #سوريا مطلع العام 2012.

  • – كيف انضممت إلى داعش ؟ هل انضممت إلى التنظيم بشكل مباشر أم انشققت عن جماعة ثائرة أو جهادية أخرى؟

أبو جهاد: انضممت إلى جبهة النصرة (الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا، والمعروفة الآن بجبهة فتح الشام ) وخلال الحرب بين النصرة وداعش مطلع الـ 2014، انضممت إلى داعش لأنها كانت على وشك إعلان ولادة الدولة الإسلامية. أما جبهة النصرة فلم يكن لديها أي رؤيا واضحة.

  • – كيف هي الحياة في الرقة الآن؟ ما تأثير حرب التحالف على الروح المعنوية والانضباط؟

أبو جهاد: أحمد الله الذي أعطانا الفرصة لرؤية تشكيل الدولة الإسلامية والتي عاصمتها الآن الرقة وستبقى دائماً. نحيا حياة إسلامية جيدة هنا، صحيح هناك ضربات جوية نادرة جداً بين الحين والآخر، لكننا مسلمون ونعرف أنه لن يكون من السهل علينا تأسيس دولتنا. نعرف بأننا سوف نكافح وسوف يكون طريقنا مليء بالمشقات.

إذا نظرنا إلى نشأة أي دولة في الماضي، فقد مرّت بالظروف التي نمر بها الآن. فعلى سبيل المثال الولايات المتحدة عانت من حرب أهلية لسنوات عديدة قبل أن تصل إلى ما هي عليه اليوم. فرنسا أيضاً عانت من ظروف الثورة التي استمرت 30 عاماً. نحن أعلنا الدولة الإسلامية منذ عامين فقط، وكما ترون الآن فإن العالم بمجمله يقف ضدّنا ونحن الآن بصدد توسيع أراضينا والانتشار في جميع أنحاء العالم.

  • – كيف ترون الدعم الداخلي لداعش ضمن الرقة؟

أبو جهاد: سكان الرقة هم سكان عاصمة الدولة الإسلامية، وهم يحبون الطريقة التي يعيشون بها في أمن وسلام. غادر البعض منهم لكن معظمهم لن يستبدلوا مدينتهم بالعالم.

  • – فقدت داعش الكثير من قادتها الكبار في العامين الأخيرين، من ضمنهم أبو علي الأنباري وأبو مسلم التركماني والآن أبو عمر الشيشاني. بمن تم استبدالهم؟ وهل تعتقد أن حالات قتلهم سوف تؤثر على حظوظ داعش في الاستمرار؟

أبو جهاد: إن مقتل القادة البارزين والأمراء لن يكون له تأثير علينا. الأشخاص والأسماء ليس لهم أهمية كبيرة، الأهم هو العقيدة. ففي العام 2006، قتل الأمريكيون أبو مصعب الزرقاوي (مؤسس القاعدة في العراق) والعديد من الشخصيات الأخرى ولم يوقف ذلك استمرارية تأسيس الدولة الإسلامية. أبو بكر #البغدادي هو مجرد رجل، هو الشخص الذي أعلن ولادة الدولة الإسلامية لكنه فقط كان يستمر بالعمل على ما عمل على ما قاله أبو مصعب الزرقاوي. توفي النبي محمد منذ 1400 سنة، هل يمكننا القول أن الإسلام انتهى؟ دائماً هناك أشخاص يكرسون حياتهم في سبيل الله. يمكنهم قتل الناس لكن العقيدة لن تموت.

  • – هل تعتقد أن داعش سوف تخسر الرقة والموصل خلال هذا العام؟ وماذا يقول الجهاديون ضمنياً عن خسارة #منبج؟

أبو جهاد: نحن لم نخسر منبج، كان بتوجب علينا التراجع من أجل أمان المدنيين. كنا نتعرض للمئات من الغارات الجوية بشكل يومي، وخسران معركة لا يعني خسران الحرب.

ويضيف أبو جهاد: لا يمكنني إنكار حقيقة أننا فقدنا بعض الأجزاء من إقليم الدولة الإسلامية، لكننا سنفاجئ العالم كما فعلنا عندما غزونا العراق قبل عامين. .نحتاج أيضاً أن نجعل العالم بأكمله يفهم أن الدولة الإسلامية ليست لها حدود أو خريطة. سوف نتوسع حتى نحتل العالم بأكمله. فكما ترى، نحن نتواجد في كل مكان، والأخوة يعملون في جميع أنحاء العالم. وكما قُلتُ لك، قد نخسر جولة أو اثنتين من هذه المعركة، لكن الحرب لم تنته بعد. لا يهم كم من الأسلحة لديك ولا كم عدد الطائرات التي تقصفنا، نحن سوف نكسب هذه الحرب. نحن نقاتل في سبيل الله. لكن أنت ليس لديك سبب أو هدف تكافح من أجله.

  • – ما هي خطط داعش لمهاجمة الغرب خارج حدود سوريا والعراق؟ رأينا ما فعلته في فرنسا وبلجيكا وتركيا ولبنان وفي أماكن أخرى.

أبو جهاد: إخواننا في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية وكل أنحاء العالم يجهزون للمفاجئات. ما فعلناه في السابق سيبدو وكأنه مزحة مقارنة بما سوف يحصل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.