مؤمن سراج الدين – دمشق:

كحال باقي الأعياد، يستقبل السوريون عيدهم السادس “عيد الأضحى” بعيداً عن البهجة والعادات المرتبطة به من كسوة وتجهيز باقي الأمور من #حلويات_العيد وحتى الأضحية التي ترتبط ارتباط وثيق بهذا العيد، وذلك على خلفية نتيجة للغلاء الجنوني والمتصاعد الذي يصيب #أسواق_دمشق، وضعف القدرة الشرائية بشكل كبير على حد وصف عدد من سكان العاصمة، لموقع الحل السوري.

 

تنزيلات ..لكن لا بيع!

ورغم عروض التنزيلات التي تعلنها محال بيع الألبسة والأحذية مع كل عيد أو مناسبة والتي وصلت في هذا العيد إلى 80%، إلا أن حركة المبيع تزداد سوءا فيما إذ تم مقارنتها بالمواسم السابقة، وفقا لما أكده أحد التجار في سوق الملابس والأحذية بمنطقة #الفحامة، الذي أشار إلى أن” ارتفاع سعر #الدولار و #المحروقات، إضافة إلى غلاء المعيشة الذي جعل الكثير يعكف عن شراء الملابس لغلائها، أسبابا مباشرة في تردي الحركة التجارية في الأسواق.”

وفي جولة لموقع #الحل _السوري على سوقي #الفحامة و #الجسر الأبيض، لرصد حركة السوق والأسعار، تراوح سعر الحذاء النسائي بين 3500 ليرة إلى 8500، بينما بلغ متوسط أسعار الحقائب النسائية مبلغ 7000، فيما سجل سعر الكنزة النسائية 3000 كحد أدني ويمكن أن تصل في بعض المحلات إلى 15 ألف ليرة أو أكثر، والمعطف النسائي تراوح سعره بين مبلغ 20 إلى 40 ألف #ليرة سورية.

لكن الأسعار قد تنخفض بعض الشيء، في حال توجه المواطن السوري، إلى الأسواق الشعبية، كسوق الجمعة في حي شيخ محدين بالعاصمة #دمشق، الذي لوحظ انخفاض الأسعار فيه بشكل جزئي، إذ يسجل سعر حذاء الأطفال مبلغ 1500 ليرة كحد أدنى، بينما يرتفع سعره في الأسواق غير الشعبية، ويبدأ سعر كنزة “الولّادي” من 2000 ليرة، ويرتفع ليصل أحيانا إلى 8 آلاف.

وفي سوق #باب_توما بلغ الكنزة الرجالي بين مبلغ 3 آلاف و8 آلاف، فيما بلغ متوسط سعر الأحذية الرجالية 5000 آلاف ليرة.

ملابس المولات..بالأحلام

تسجل أسعار الملابس في المولات التجارية، أرقاما خيالية، وفي هذا السياق، يقول أحد المواطنين لموقع الحل السوري إنه “في حال أراد أن يشتري كسوة العيد من أحد المولات يجب عليه أولاً أن يبيع سيارته”، واصفاً أحد جولاته في الدامسكينو مول بالجولة المرعبة، حيث يسجل سعر البنطال الرجالي مبلغا قد يصل إلى 70 ألف، في حين تصل أسعار الأحذية الرجالية في هذه المولات إلى مبالغ تتجاوز 50 ألف ليرة، وينقل أحد العاملين في الشام سنتر عن زواره صدمتهم عند رؤية واجهة عدد من المحلات المتواجدة في المركز التجاري.

في البالة والبسطات إقبال ضعيف

ارتفاع #الأسعار هذا، دفع الكثيرين إلى التوجه نحو البسطات المنتشرة على الشوارع أو إلى أسواق “البالة” أو الألبسة المستعملة، والمتواجدة في منطقة الشريبشات وسط العاصمة دمشق، إلا أن هذه أيضاً بدت وكأنها تعاني شيئاً من الجمود النسبي هذا الموسم، بحسب أحد أصحاب المتاجر المتواجدة هناك، وتقول إحدى زوار هذا السوق إن غلاء الأسعار جعلها تتجه لشراء ملابس ابنها مستعملة كونها أرخص ثمناً.

يرجع تجار هذه الأسواق السبب في ارتفاع أسعار بضاعتهم كونها مستوردة ويتم شراؤها بـ #الدولار الأميركي، وبلغ الحد الأدنى من سعر الكنزة الرجالي 1000 ليرة سورية، فيما تراوح سعر بنطال الجينز بين 2000 و5000 آلاف ليرة، في حين وصل سعر حذاء الرياضة إلى 6000 آلاف ليرة.

لا ملابس هذا العيد

يقول أبو النور الذي هرب من منزله في #ريف_دمشق، إنه لن يشتري أي شيء خلال هذا العيد بسبب ضغوطات مالية يعاني منها، مضيفاً “لن أشتري لأطفالي الملابس لأنها سيكبرون ولن تصبح مناسبة لهم فيما بعد”.

أما أم عبادة، فتقول إنها اشترت لابنها الكبير ملابس خلال العيد الفائت ولن تشتري “كسوة” عيد الضحى.

ويشير أحد سكان العاصمة دمشق، إن تكلفة “كسوة العيد” لأبنائه الأربعة ستكلفه ما يقارب الـ 100 ألف ما إذا قام بشرائها.

على الهامش: 260 ألف ليرة مصروف العائلة شهرياً

ويعكف كثير من السوريين في مناطق سيطرة النظام وعلى وجه التحديد العاصمة دمشق، عن شراء الألبسة خلال هذا العيد، خصوصا في ظل ارتفاع المعيشة ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، وسط وعود أطلقها في وقت سابق، وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك  في حكومة النظام بخفض الأسعار بنسبة 20% خلال الفترة المقبلة.

ويأتي هذا العيد ليزيد أعباء المواطنين المادية، ليقتصر موضوع “ضيافة العيد” عند شريحة معينة من السكان على القهوة أو الشاي، والتي رصد موقع الحل السوري أسعارها، حيث تراوح سعر كيلو القهوة بين 1100 إلى 2600 ليرة، تختلف حسب جودتها، في حين سجل الكيلو غرام الواحد من الشاي سعر 3200 ليرة، أما السكر فوصل سعره إلى 400 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد منه.

وتشير صحف مقربة من النظام نقلاً عن تصريحات مسؤولين في جمعية حماية المستهلك، إلى أن العائلة المكونة من 5 أفراد تحتاج شهريا إلى 200 ألف ليرة كمصروف شهري، فيما كشف رئيس جمعية العلوم الاقتصادي، مطلع هذا الشهر، ” إن العائلة تحتاج كمصروف شهري إلى أكثر من 260 ألف ليرة سورية، بسبب التضخم الكبير الناتج عن ضعف في أداء مؤسسات الدولة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.