حمزة فراتي – دير الزور

لا فرق كبير بين الظرف التعليمي داخل أحياء مدينة #دير_الزور المحاصرة والخاضعة لسيطرة النظام وبين بقية المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية #داعش في المدينة، فكثافة القصف الذي تتعرض له تلك الأحياء واستخدام أغلبية المدارس كملاجئ للنازحين من الأحياء الأخرى، والأسعار المرتفعة لمستلزمات الطالب، جعلت أغلبية الأهالي يمتنعون عن إرسال أطفالهم للمدارس.

تقول أم حنين (من سكان حي القصور) في حديث لموقع #الحل_السوري، إن “قذائف التنظيم   المتساقطة فوق رؤوسنا ليل نهار والتي لا تميز بين منزل أو مدرسة أو دائرة حكومية، وانتشار الأمراض المعدية في المدارس كالجرب والتهاب الكبد الوبائي نتيجة استعمال المياه الموثة وغير ذلك من الأمراض، وإغلاق غالبية  المدارس في الحي لاستخدامها للنازحين من الأحياء الأخرى، عداك عن التكلفة المرتفعة لشراء مستلزمات الطالب الواحد والتي تصل إلى 25 ألف ليرة الملبغ الذي من الأولى أن نشتري به ما يسد رمقنا، ويبقيني وأطفالي على قيد الحياة، كل ذلك جعلني أمتنع عن إرسال أطفالي الثلاث إلى المدرسة وسأكتفي بمتابعة تعليمهم داخل المنزل”.

دور النظام في إغلاق المدارس

كثرة الاعتقالات التي تقوم بها قوات النظام والمليشيات الموالية له بشكل مستمر داخل أحياء سيطرتها في دير الزور كانت سبباً في هروب غالبية المدرسين وموظفي القطاع التعليم منها، وفي ذلك  يقول عبد الحميد الحمد (مدرس رياضيات سابق داخل الأحياء المحاصرة)،  في حديث لموقع الحل السوري، “قامت قوات النظام باعتقالي من المدرسة أثناء دوامي أنا وبقية المدرسين معي، حيث قاموا بنقلنا إلى جبهة قتال مع التنظيم في حي #الجبيلة، استطعنا  بعد ذلك الهروب أنا وأربعة آخرين إلى مناطق سيطرة التنظيم مكثت حينها أيام عند أقارب لي في الريف، بعدها استطعت الوصول إلى #تركيا”، وأكد الحمد أن النظام له الدور الأكبر في هروب غالبية الكوادر التدريسية  من المدينة.

وفيما يخص الكليات والمعاهد الواقعة، يقول عبدالرحمن حسين ( طالب في #جامعة_الفرات) “تحولت بعض الكليات والمعاهد لثكنات عسكرية.. كلية الحقوق – كلية التربية – كلية الآداب القديمة، أما الكليات التي مازالت تعمل بشكل منتظم فهي الزراعة – الآداب وقد أصبحت مرتعاً للشبيحة والمقربين من النظام، مما اضطر عدداً كبيراً من الطلاب والطالبات لتركها خوفاً من الاعتقالات  المستمرة والاستفزازات”.

وبالنسبة لوضع المدارس  والتعليم في مناطق سيطرة داعش في الريف والمدينة فتحدث أبو مهند (أحد المدرسين من مدينة #الميادين) لموقع الحل السوري بالقول “وضع التنظيم مناهج خاصة به تتناسب مع مبادئه وأفكاره، وأَولَى عنايته بمادتي الفقه واللّغة العربيّة وهما الغالبتان على مناهجه، على اعتبار أنّ ما كان يتعلّمه الطلبة سابقاً ماهي إلّا أفكار الإلحاد والملحدين من وجهة نظر التنظيم.. وبنظره أيضاً لا يتمّ تشكيل وبناء الفكر دون الجسد وذلك من خلال مادّة اللّياقة البدنيّة، والتي تتضمّن المرحلة الأولى وهي بناء بنية الجسد من خلال التمارين الرياضيّة القاسية، لتأتي مرحلة التعريف ومن ثمّ التدريب على مُختلف أنواع الأسلحة وكيفية حملها واستخدامها.. لقد أحال تنظيم داعش المدارس بحجة التعليم إلى معسكرات لاستقطاب الأطفال الطلبة ليتخرجوا منها مقاتلين يذودون عن أفكاره بأجسادهم الصغيرة”.

ويشير المصدر إلى أن “المناهج لاقت قبولاً من بعض الأهالي، فيما أعلن القسم الأكبر منهم عن رفضهم بتاتاً لتلك المناهج وواجهوها إما بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس أو مغادرة مناطق سيطرة التنظيم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.