حمزة فراتي

بتدميره لآخر جسر عبور في محافظة دير الزور على طول مجرى نهر #الفرات  فيها، قطع طيران #التحالف_الدولي أوصال  المنطقة  حيث  أصبحت منطقة #الشامية على الضفة اليمنى للنهر معزولة تماماً عن منطقة #الجزيرة على يساره، لتبدأ مأساة جديدة  للأهالي تضاف إلى انتهاكات وتضييق تنظيم الدولة الإسلامية عليهم.

“إن تدمير الجسور بحجة التضييق على #داعش لم يسهم إلا بزيادة معاناتنا نحن الأهالي” هذا ما قاله أبو سفيان (أحد سكان مدينة #الميادين بريف #دير_الزور الشرقي) في حديث لموقع #الحل_السوري، فقد بدت الأسواق داخل المدينة شبه فارغة بعد تدمير جسر الميادين الذي يربطها ببقية المدن والقرى في خط الجزيرة كالشحيل والبصيرة وهجين والحوايج وعدة قرى أخرى، والفاصل بينما الآن النهر، مع العلم أن مدينة الميادين تعتبر مركز المحافظة الآن، لوجود المستشفيات والأطباء وجميع الأعمال التجارية فيها، “فالتحالف قدم بتدميره للجسور مورد رزق جديد للتنظيم” وفق المصدر، فقد وضع داعش يده على جميع الممرات المائية  على طول نهر الفرات، ومنع الأهالي من اقتناء وشراء القوارب التي أصبحت تحت إشرافه بشكل مباشر، كما قام بتحديد أسعار العبور للشخص الواحد 100 #ليرة_سورية، وللشخص مع دراجته النارية 200 ليرة، بينما للسيارات 500 ليرة.

قطع أوصال

يقول أمين الحسن (أحد سكان بلدة الحوايج في الضفة  اليسرى المقابلة لمدينة الميادين): “بعد أن كانت المسافة لا تستغرق سوى نصف ساعة أو أقل من منزلنا في بلدة الحوايج ، إلى محلاتنا في مدينة الميادين، نواجه الآن مشكلة أخرى، وهي إيجاد منزل للإيجار داخل المدينة وذلك بعد تدمير جسر العبور بيننا، فالمعبر المائي يشهد ازدحام كبير وربما يستغرق للوصول إلى المدينة ثلاث ساعات على الأقل . وهذه مشكله كبيرة بالنسبة لنا كأصحاب محلات تجارية.

أضاف الحسن “إن أغلب أصحاب المحال التجارية في المدينة،  باتوا يخشون من قطع مصدر رزقهم الوحيد بعد تدمير  كافة الجسور التي تعتبر شريان الحياة للمنطقة، فنسبة من يرتاد السوق سوف تكون أقل بكثير مما كانت عليه وذلك لصعوبة الوصول من جنب والتكلفة من جنب آخر”.

لم يكن حال أمين حسن أفضل من حال أبو خليل (مزارع من بلدة #ذيبان الواقعة بالطرف الآخر أي خط الجزيرة ) حيث يقول “إن مصدر رزقي الوحيد هو الزراعة وما أملكه من أراضي موجود في الطرف الآخر من النهر أي بالقرب من مدينة الميادين، فيتوجب علي الذهاب بشكل يومي أنا وأولادي لمتابعة محاصيلي الزراعية وخصوصاً الشتوية، لكن أصبح الوضع بالنسبة لي غاية بالصعوبة اليوم، مع تدمير صلة الوصل الوحيدة، فسوف يتوجب عليّ دفع مبالغ كبيرة لم تكن بالحساب مطلقاً”.

كذلك الحال بالنسبة لأم عامر (إحدى سكان قرية الطيانة في الجهة اليسرى للنهر) “إن مصدر رزقي الوحيد الذي أعيش منه أنا وأطفالي هو بيع الحليب بشكل يومي، لبعض الأهالي داخل مدينة #العشارة الواقعة في الجهة اليمنى من النهر، ولكن توقف الجسر عن العمل، بذلك لا أستطيع الوصول  إلى المدينة، وسأواجه مشاكل كبيرة في تأمين لقمة عيشي وأطفالي خصوصاً مع بدء دخول فصل الشتاء وتكاليف الحياة المرتفعة”.

الوضع الطبي في ظل تدمير كافة الجسور

يقول سعد شاهر (أحد الأطباء في مدينة الميادين) في حديث لموقع الحل السوري “تشهد المنطقة بشكل عام قصفاً مستمراً من قبل الطيران الحربي التابع للنظام وحليفه الروسي وكذلك من قبل طيران التحالف، وغالباً الضحايا هم من المدنيين، فتدمير الجسور التي تربط مدينة الميادين والتي تعد المركز الطبي الوحيد في المحافظة والذي يستقبل أغلب الحالات الإسعافية والمرضية، مع بقية المدن والقرى الواقعة على ضفة نهر الفرات من الجهة اليسرى، يجعل الوضع  الطبي كارثياً وحرجاً جداً، فالوقت الذي يستغرقه إسعاف شخص بحالة حرجة من الطرف الآخر للنهر، بعد تدمير جسري الميادين والعشارة، كفيل بأن يعرض الشخص للموت لصعوبة الوصول إلى أقرب مشفى في المدينة” على حد وصفه.

يذكر أن قوات النظام قامت بتدمير الجسر المعلق في 2 أيار 2013  وجسر السياسية أهم الجسور بمدخل مدينة دير الزور الشمالي في 16 أيلول 2014، فيما دمر التحالف جسور الباغوز والسويعية قرب #البوكمال بتاريخ 31 تموز 2015، ومؤخراً جسري الميادين والعشارة، في محاولة لفصل منطقة الشامية عن الجزيرة نهائياً، ما أجبر الناس على استخدام القوارب في نهر الفرات من مناطق باتت تعرف بالمعابر المائية، والتي تعتبر أهدافاً للطيران أيضاً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.