جبهة فتح الشام (النصرة).. مصادر التمويل وحجوم الرواتب.. وفك الارتباط بالقاعدة

جبهة فتح الشام (النصرة).. مصادر التمويل وحجوم الرواتب.. وفك الارتباط بالقاعدة

– نحو 2 مليون #دولار إنفاق شهري على العناصر.

– الجبهة الجنوبية الأكثر فقراً داخل الجبهة، و #جهاز_الحسبة الأغنى.

يستمر موقع الحل السوري بتقصيه لكلفة الحرب في #سوريا من خلال حساب إنفاق القوى المقاتلة على الأرض، ونتوقف في هذا التحقيق عند جبهة #فتح_الشام (#جبهة_النصرة سابقاً).

 

“فتح الشام” في شمال سوريا

أولى العقبات التي تواجه أي تحقيق يتناول قوة على الأرض مثل جبهة فتح الشام هو التعتيم من قبل عناصر وقيادات الجبهة على بياناتهم، وتضارب التقديرات حولها من قبل المهتمين أو المراقبين أو حتى من عاش تحت حكمها.

وفي سبيل تذليل هذه العقبة تواصلنا مع الصحفي رزق العبي، الذي غادر #إدلب منذ فترة قصيرة فقط، ليطلعنا على وضع الجبهة هناك، بصفته شاهد من جهة، وصحفي يساهم من خلال نشاطه بنقل شهادت الأهالي من جهة أخرى.

الضرائب والأتاوات

سألنا “العبي” عن مصادر تمويل جبهة فتح الشام في شمال #سوريا، كما يتداول الأهالي فيما بينهم، أو كما رأى هو بأم عينه، لا كما تصرح الجبهة ويتناقله الإعلام، فكانت الضرائب والأتاوات في المناطق الخاضعة لسيطرتها بحجج “شرعية” في القائمة الأولى.

يقول رزق العبي في هذا الصدد: “بحسب روايات الأهالي فإن النصرة –فتح الشام- تسعى لفرض أتاوات على المدنيين من خلال عدة أمور، أهمها مثلاً فرض مبلغ 50 #دولار أمريكي على كل محل تجاري سواء كان صغيراً أم كبيراً إذا لم يغلق أثناء الصلوات الخمس”.

المحروقات نصيب من يحملون السلاح

يستطرد رزق  العبي في شرحه حول مصادر تمويل جبهة فتح الشام فيقول: “النصرة تفرض مبالغ مالية على إدخال بعض المواد من مناطق النظام إلى المناطق المحررة مثل الغاز والبنزين، وهذا أمر معروف للجميع”

سيطرة على مقومات الحياة

يضيف العبي “سعت جبهة النصرة خلال العام 2015 للسيطرة إلى فرن كبير في كل بلدة بـ #إدلب، وبالفعل تمكنت مثلاً من السيطرة على الفرن الآلي في #كفرنبل، ورفعت سعر ربطة الخبز من 75 #ليرة سورية إلى 125 ليرة وتكرر ذلك في عدة أماكن، هذه الأمور تُشاع بشكل علني، وبعد التحري الشخصي من قبلي أستطيع التأكيد بأنها حقيقية”.

 علاقات تجارية وسيطرة على البنى التحتية

في هذا السياق يشير خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه “لاعتبارات أمنية” أنه “في شمال سوريا وشرقها وفي بعض مناطق الجنوب من خلال بعض الفصائل على بنى تحتية للنظام كالمطارات وأنابيب النفط والغاز ومحطات إنتاج الكهرباء ومخازن ومحاصيل استراتيجية كالقمح، تتم الاستفادة منها في جعلها تجارة تغطي العديد من النفقات الحربية، وهو ما تفعله النصرة”.

ويضيف الخبير “أحياناً وللضرورات تكون هناك اتفاقات بين النصرة والنظام كفتح الطرقات وبيع النفط أو القمح وغيره، للحصول على الأرباح المالية، وبالتالي الحصول على دخل يعين على التمويل ودفع الرواتب وتقديم بعض الخدمات للسكان”.

الحياة المعيشية لعناصر الجبهة

“فيما يخص الأفراد الوضع المادي أقل من عادي، ولكن تظهر الوفرة المادية لدى القيادات التي تُقبل على شراء أفخر أنواع الأغذية والألبسة”. بحسب ما أفاد به العبي.

ويضيف الصحفي: “هذا فضلاً عن القيادات المشهود لها بكثرة إقبالها على شراء أفخم أنواع المكسرات بشكل علني وفاضح وبمبالغ كبيرة”.

أما عن رواتب العناصر أو الكفالات كما تسميها جبهة فتح الشام فيقول العبي: “العناصر لا تتجاوز رواتبهم الـ150 دولاراً أمريكياً، أما جهاز الحسبة وهو الأهم فتتجاوز رواتب عناصره الـ250 دولاراً للعنصر”.

ويختم رزق العبي شهادته قائلاً: “صمود جبهة النصرة مالياً يأتي من الضرائب والأتاوات وغيرها الكثير من الأمور، التي تزداد باستمرار”.

تعداد جبهة فتح الشام

كما ذكرنا سابقاً تتضارب الأنباء بخصوص بيانات جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وتعداد مقاتليها، إذ تشير بعض المصادر إلى أن عددهم يصل إلى 12 ألف مقاتل، في حين تشير مصادر أخرى إلى تعدادهم في حلب فقط 6 آلاف فضلاً عن آلاف “المجاهدين” العرب والأجانب.

وفي حسبة للحل السوري ووفق الشهادات التي وصلتنا، تبين أن متوسط إنفاق جبهة فتح الشام على رواتب عناصرها فقط، في حال كان عدد عناصرها 12 ألف عنصر على أساس راتب 150 دولار شهرياً فإن الجبهة تنفق شهرياً حوالي مليون و 800 ألف دولار، ناهيك عن مرتبات القادة والأمراء.

الجولاني: تمويلنا من الغنائم

الحديث عن تمويل الجبهة لطالما كان من ضمن الأسئلة التي توجه إلى الجبهة في كل مناسبة، حيث أكد أبو محمد الجولاني، قائد (أمير) جبهة فتح الشام في سوريا، “إن مصادر تمويل وإنفاق الجبهة، تكون من الغنائم التي يتم أخذها من النظام السوري”، لافتاً إلى أن “الجبهة تقبل تبرعات فردية من عموم المسلمين، متمنيًا مساعدة المسلمين للمجاهدين في بلاد الشام” على حد تعبيره.

نفى الجولاني أيضاً تلقي الجبهة أي دعم من دول أو منظمات أو أجهزة مخابرات ، مشددًا على أن ” أرض الشام غنية وأنهم ليسوا بحاجة لمن يتصدَّق عليهم” وفق قوله.

المال والسلاح للاقتتال فقط

قام الموقع بالتواصل مع مرافق سابق لأمراء في جبهة فتح الشام في #درعا، يلقب بـ بأبو عزام الشامي، للسؤال عن طبيعة تمويل الجبهة في الجنوب فقال: “الجبهة الجنوبية مدعومة أكثر بكثير بالمال والسلاح، لكن للأسف الفصائل أصبحت مسيرة وموجهة، ولا يخرج السلاح إلا لقتال بعضنا، هذا فضلاً عمّا يسرق منه ويباع، وكما تلاحظ الجبهات متوقفة في درعا حالياً”.

أردنا أن نستوضح الأمر منه، وسألنا عن علاقة جبهة فتح الشام بتجارة السلاح فأجاب: “أقصد بشكل عام فصائل الجيش الحر” ورفض إكمال الجواب لاعتبارات أمنية كما وصف.

وأردف أبو عزام: “دعم الجبهة يأتي من عناصر بها كانوا رؤوس أموال في دولهم، ومتبرعين وفاعلين خير، فضلاً عن استثمارات وتجارات متفرقة لها على الأرض.. كذلك تعتمد النصرة على غنائمها من الحرب، وتبيع بعض الأسلحة إذا اضطر الأمر لسد ثغرات مادية”.

ضائقة مالية

يستطرد أبو عزام في الحديث قائلاً: “هذه الأموال لا أن تغطي كل احتياجات النصرة بسبب الاستنزاف الذي أصابها، لاسيما في #درعا “.

وعن كفالات (معاشات) العناصر يقول أبو عزام: “مرت أشهر لم يأخذ عناصرها الكفالة، لكن هم بحاجة المال من أجل إعانة أنفسهم على الجهاد.. عناصر هذه الجبهة فقراء جداً”.

داعش تقطع الإمداد

من المعلوم أن خلافاً نشب بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (#داعش)، وشهدت عدة مدن سورية اشتباكات عنيفة بين التنظيمين مثل #البوكمال شرقي سوريا و #مخيم_اليرموك جنوبي العاصمة دمشق.

ويقول أبو عزام لـ #الحل_السوري: “كان إمداد جبهة النصرة في درعا مفتوحاً من الشمال، لكن تنظيم الدولة الإسلامية قطع الطريق علينا، وحاصر المنطقة مع النظام”.

ثم يضيف موحياً بأن الجبهة على انقسام: “لو أن ربع الدعم الذي يصل إلى النصرة في الشمال يصل إلى الجنوب، لوجدت النصرة في #دمشق.. النصرة في الشمال أكثر حرية منا، وهي غير محاصرة مثلنا لاسيما بسبب قربنا من #إسرائيل”.

“زكاة المسلمين”

تم عرض الشهادة التي وصلتنا من إدلب بخصوص الأتاوات والضرائب ومعاشات العناصر على أبو عزام، فرد عليها قائلاً: “هناك شيء يدعى زكاة على المسلمين، وعموماً لا أعلم الوضع بالتفصيل في إدلب”.

وحين رفض الرد كاملاً على الشهادة موضحاً أن “الناس تتكلم كثيراً.. أتعلم أن الأعزب تمر عليه شهور عديدة لا يحصل بها على كفالة، وأكثر عناصر النصرة عازبون”

ثم أوضح: “نعم يأخذ العنصر في جبهة النصرة رواتب جيدة لكن ليس كل شهر، يصل الراتب إلى 25 ألف ليرة سورية، وبحسب عدد الأطفال.. أقل رواتب تجدها في جبهة النصرة على خلاف الجبهة في الشمال، أوضاعهم هناك أفضل منا بكثير”.

الاستنزاف الرئيسي للنصرة سببه الاقتتال!

يوضح أبو عزام وضع جبهة فتح الشام حالياً فيقول “جبهة النصرة وفصائل المنطقة الجنوبية ومنها #أحرار_الشام، تتلقى دعماً علنياً من #قطر، و #جيش_الإسلام يأخذ دعماً من #السعودية، أما غرفة الموك فهي عبارة عن توجيه دولي لفصائل الجيش الحر، النصرة الآن على المحك إما أن تصبح مثل باقي الفصائل أو تعود إلى قوتها، بسبب استنزاف مالها وسلاحها ورجالها في قتال جيش خالد ابن الوليد (لواء شهداء اليرموك سابقاً) المبايع لتنظيم داعش”.

فك الارتباط وعلاقته بالتمويل

تشير صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن “دور النصرة يتزايد ويحظى بتمويل جيد ويكون غالباً من التنظيم الجهادي الدولي”، لكن العقبة الأساسية تكمن في الخوف من “أن هناك خوف من التمويل الدولي لكافة الجماعات المسلحة المعارضة التي تواجه النظام بسبب المخاوف من بروز تنظيم متشدد” أي أن النصرة وبانتمائها للقاعدة قد تخسر تمويلاً ما يمكن أن تحصل عليه إذا كانت خارج هذا الانتماء، أو حتى الفصائل التي تقاتل معها على جبهة واحدة، وربما بانفصالها عن القاعدة تكسب دعماً مالياً من جهات أخرى.ي أنها .

ومن هنا جاء التفكير من قبل قادة النصرة في سوريا بدراسة قطع ارتباطهم بتنظيم القاعدة لتكوين كيان جديد يمكن أن تدعمه بعض الدول الخليجية لمحاولة استرجاع النفوذ على الأرض، بحسب ما نقل موقع ميدل ايست.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.