محمد وسام – حلب

يعيش أهالي الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة #حلب على أمل كسر الحصار الذي تفرضه قوّات النظام عليه منذ نحو ستين يوماً، فالمدينة تضم نحو ثلاث مئة ألف مدني معزولين عن أريافها، فضلاً عن القصف اليومي المكثف الذي تتعرض له أحياؤهم.

اختار أهالي وناشطو الأحياء المحاصرة توثيق يوميات الحصار عبر فضاء الإنترنت، ليرسلوا للعالم صورة المعاناة التي يعيشونها يوميّاً في حلب، عبر تدوينات قصيرة تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

“شو أول شي رح تعملوا بس فك الحصار؟” هي مجموعة أنشأها ناشطون من مدينة حلب على موقع فيس بوك ولاقت رواجاً وتفاعلاً واسعاً بين الحلبيين الذي يدخلون يوميّاً ليتحدثوا عن أمنياتهم والأشياء التي يرغبون بفعلها عند فك حصار مدينتهم.

تقول هبا الحلبي والتي تبلغ من العمر 25 عاماً في حديث لموقع #الحل، إنها لم تكن تتخيل يوماً أن تعيش شهوراً معزولة عن العالم الخارجي وتضيف “عندما كنت أسمع عن حصار العديد من المناطق لم يكن المشهد يصلنا كما هو في الحقيقة، من عايش الحصار ليس كمن سمع عنه”

وتدوّن هبة في المجموعة التي يجتمع فيها المحاصرون يوميّاً وتقول “أول شيء أرغب بفعله في حال فُك الحصار سألتقي زوجي الذي خرج بعمل قبل أيام قليلة من قطع طريق الراموسة، ولم يتمكن حينها من العودة إلى حلب بسبب الاشتباكات وقصف الطيران، منذ شهرين حتى الآن يقتصر تواصلنا أنا وأطفالي مع زوجي أحمد عبر الانترنت وبرنامج الواتس آب فقط”

أما أبو أحمد (50 عاماً) يدوّن “سأقبّل جباه المجاهدين الذين يستحقون منا كل الشكر والتقدير، فمعركة حلب يخوضها الثوار هذه المرة لهدف إنساني هو بفك الحصار عن ثلاث مئة ألف مدني، بعيداً عن المكاسب السياسية والعسكرية في حلب”

وبعض المدوّنين كتب ساخراً يتحدث عن نيّته بشراء كميّات كبيرة من الخضروات والطعام بأنواعه، في ظل شح كبير تعانيه المدينة من المواد الغذائية ومعظم السلع فضلاً عن الارتفاع الكبير في أسعارها.

أما الناشط الشاب مهاب عبد السلام (22 عاماً) فقد اختار جدران مدينته ليعبر عن رغباته فيما إذا تم فك الحصار حيث كتب على حائط منزله “بس فك الحصار رح اجي أخطبك” في إشارة منه إلى حبيبته التي تعيش خارج مدينة حلب ولا يستطيع الوصول إليها في الوقت الراهن.

الأطفال أيضاً كانت لهم زاوية من التدوين، فالطفلة بانا ذات السبعة أعوام اختارت موقع “تويتر” لتغرد عن يوميّاتها في مدينة حلب المحاصرة باللغة الإنكليزية، وقد وصل عدد متابعيها إلى نحو 80 ألف متابع.

يأمل السكان المحاصرون بقدرة قوات المعارضة على كسر حصار مدينة حلب، وذلك بعد تجربة سابقة نجحت فيها المعارضة بفك الحصار بعد تمكن قوّات النظام في حزيران الماضي من السيطرة على طريق الكاستيلو، وهو الشريان الوحيد الذي كان يصل مدينة حلب بأريافه، حيث استمر الحصار آنذاك شهراً كاملاً قبل أن تعلن المعارضة بكافة أطيافها عن ما سمّته “ملحة حلب الكبرى” ونجحت خلال أيام قليلة في شق طريق جديد إلى المدينة عبر المحور الجنوبي وتحديداً من منطقة #الراموسة.

واستمر طريق الراموسة شرياناً بديلاً إلى حلب نحو عشرين يوماً، إلى أن تمكن النظام وبإسناد روسي مكثّف من السيطرة على الراموسة وإعادة إحكام الحصار على أحياء المدينة الشرقية مجدداً.

أما اليوم فيعود الحديث عن معركة أخرى من قبل الفصائل العسكريّة، الهدف منها فك الحصار عن مدينة حلب وإكمال الطريق للسيطرة على كامل المدينة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.