حافظت المناطق المستقلة ذاتياً على سلامها في #البوسنة و #كوسوفو. ولكن، ماذا عن #سوريا في حال تنفيذ هذا النهج على أراضيها؟

ناقش الموضوع مايكل أوهانلوا _ وهو مؤلف الدراسة الجديدة التي تحمل عنوان “تحليل سوريا ” _ في مقالة رأي نشرتها الواشنطن تايمز بتاريخ 31 تشرين الأول، بدأها بقوله: بتقديمنا الاستراتيجية الحالية.. انتقد الكثيرون هذا المفهوم على أنه فكرة لبذل المزيد من الجهود للتصدي للحرب في سوريا. وبالكاد تبدو #الولايات_المتحدة قادرة على تحقيق أهدافها من خلال هزيمة #الدولة_الإسلامية بالتزامن مع إزالة الرئيس #بشار_الأسد لصالح حكومة وحدة وطنية متعددة الطوائف. وكما يبدو فإن هذا هو الخيار الأفضل نظراً للنزاع الروسي الأمريكي المباشر ونهج المقاربة الذي أقنعت الولايات المتحدة نفسها به بأن #داعش ضعيفة .

ويضيف الكاتب قائلاً: “إن هذا النهج معيب جداً للحرب التي تقارب في ضراوتها الإبادة الجماعية في #رواندا، وما هي إلا صورة مصغرة لعمليات التطهير العرقي في حروب دول #البلقان في التسعينات من العام الماضي. كما فيه تغافل عن حقيقة أن عملية القضاء على داعش في سوريا بدون وجود خطة موثوقة للتصدي للحرب الأهلية، قد تفشل بكل بساطة. حتى في حال نجاحها بادئ الأمر، فإنها قد تترك مكانها أشكالاً من الانقسامات الطائفية التي تسمح لظهور حركة استخلاف في المستقبل”.

وبحسب تحليل الكاتب، فإن فوز الأسد وبقائه في السلطة أمرٌ مرجح، لكنه لا يمكن أن يحقق الاستقرار مجدداً كقائد، كما لا يمكنه تأمين الاستقرار لهذا البلد، ذلك نظراً للأعمال الوحشية التي قام بها منذ عام 2011 وما خلفته من كراهية له ضمن المجتمع السني في جميع أنحاء العالم العربي.

أما بشأن الأصدقاء الإقليميين الرئيسيين والحلفاء في المنطقة مثل #تركيا و #الأردن و #لبنان، فيرى الكاتب أن هذا النهج لا يبالي بشأن استقرارهم، حيث أن أزمة اللاجئين الشديدة عام 2015 أدت إلى عدم الاستقرار بالنسبة لهم كما بالنسبة لأوروبا.

وبحسب وجهة نظر الكاتب، فإنه من حسن الحظ وجود طريقة معقولة للخروج من هذه المعضلة، تهدف إلى تنفيذ اتحاد كونفدرالية كما البوسنة، لكن “ربما بوجود ستة مناطق حكم ذاتي بدلاً من ثلاثة، لكل منها حكومتها الخاصة وقوات أمنها المحلية وخطط اقتصادية لإعادة الأعمار. وحكومة مركزية جديدة بأدوار دبلوماسية محدودة إلى حد بعيد”. ويؤكد أن هذا النهج “يتطلب هزيمة #داعش، لكنه يمكن أن يجيز بقاء الأسد مسؤولاً عن أحد أقسام البلاد التي يقطنها زملائه العلويين والمسيحيين”.

يرى العديد من العلماء والممارسين التوقعات ذاتها حول سوريا، ومع ذلك فإن نقاد مفهوم الكونفدرالية في البلاد كثر. لا شك أن التحديات العملية المرتبطة بالتفاوض وتنفيذ الكونفدرالية السورية كبيرة. ولكن واقعياً، يمكن التعامل مع كليهما. عدم جدوى أي حل في سوريا هو بسبب عدم نقل السلطة من المركز، فبحسب رأي الكاتب من المهم فعل ذلك.

قدم الكاتب في مقاله عدد من الحجج التي تظهر إمكانية العمل على نهج اتحاد الكونفدرالية في سوريا، جاء فيها:

  • يمكن للكونفدرالية أن تعمل. يشير البعض إلى البوسنة وكوسوفو اليوم، ويدعون أن المشاكل الاقتصادية والسياسية تثبت أن لا معنى للكونفدرالية لا في البلقان ولا في أي مكان آخر. لكن البعثات الأخيرة إلى سوريا، وبالرغم من جميع عيوبها وعدم قدرتها على تعزيز المصالحة الحقيقية حتى الآن عبر الخطوط الطائفية، قد حققت نجاحات تامة في الحفاظ على السلام.
  • يمكن لاتحاد الكونفدرالية أن يحمي حقوق الأقليات، فهناك آليات لحماية حقوق الأقليات في أي صفقة مفاوضات تبدأ لإقامة الكونفدرالية، التي لا تحتاج بالضرورة إلى خلق مناطق صافية ونقية من مجموعة عرقية واحدة. فالحكومات وقوات الشرطة والمحاكم ومختلف مراكز الحكم الذاتي ينبغي أن تكون متعددة الأعراق في تشكيلها.
  • يمكن للكونفدرالية التوفيق بين المصالح الروسية والأمريكية الأساسية. التزام #موسكو تجاه سوريا قوي جداً الآن، وسيكون من الصعب هزيمة مصالح روسيا هناك ببساطة. ومع ذلك، المصالح الأساسية لروسيا جميعها متوافقة مع الاتحاد الكونفدرالي. ومن الممكن “واقعياً” أن تحافظ القوات الروسية على وجودها في دور حفظ السلام في قطاعات العلويين والمسيحيين في البلاد من خلال هذا النهج.
  • قد تدعم #تركيا الكونفدرالية في النهاية. يعتقد الكثيرين أن تركيا، وبمعارضتها الشديدة لأي شكل من الاستقلال الكردي، لن تتحمل وجود أي نموذج كونفدرالي في سوريا. لكن يمكن لأكراد سوريا أن ينقسموا إلى منطقتين كما هو اليوم بتواجد عسكري تركي (كجزء من قوات حفظ السلام المستقبلية) ذلك لعرقلة أي من الأهداف الكردية. كما يمكن لمنفذ مساعدات التنمية الدولية والحوافز الاقتصادية الأخرى أن يكون مشروطاً بالامتثال الكردي بأن الأكراد في سوريا لن يسعوا إلى الاستقلال أبداً.
  • الكونفدرالية فعالة حتى في المدن السورية المركزية المختلطة. فبحلول أي نموذج كونفدرالي، يجب لبعض المدن مثل #حلب أن تنقسم إلى جزأين، أو ربما تحكم كمناطق خاصة متعددة الطوائف.
  • الاتحاد الكونفدرالي قابل للتنفيذ. إن أي مفاوضات كونفدرالية في سوريا تتطلب نشر قوات حفظ السلام فيها. ومن شأن هذه القوات مراقبة شروط أي اتفاق وضمان مساعدة أولئك الذين يرغبون في بيع ممتلكاتهم والانتقال بذويهم للعيش في جزء آخر من البلاد. هذه المهمة بالتأكيد سوف تكون أصعب وأخطر من تلك التي تمت لسنوات عديدة في البوسنة وكوسوفو. ففي سوريا، أي اتفاق يواجه مخربين مُنتظرين. فالولايات المتحدة وغيرها من الدول القوية عسكرياً تحتاج لأن تكون جزءاً من هذه المهمة، لكن القوات الأمريكية تركز على الخدمات اللوجستية والاستخباراتية والعمليات الجوية ضد المتطرفين، فالجنود الأمريكان غير موجودين ليقوموا بدوريات في شوارع #حلب أو #دمشق.
  • من غير الضروري أن تكون الكونفدرالية في سوريا دائمة. فإذا سلّمنا بأن سوريا كدولة وحدوية قوية قد ولّت في الوقت الحالي، هذا لا يعني بالضرورة أنها ولّت إلى الأبد. فاتفاق السلام الذي يسمح للاتحاد أن يتمكن من بناء الدعامات القانونية الأساسية للنموذج الكونفدرالي خلال 10 إلى 20 عاماً، يجيز مقدماً اتفاقية دستورية جديدة في واحدة من تلك التواريخ المستقبلية التي يمكن من خلالها النظر في إعادة تأسيس حكومة مركزية قوية.

يؤكد الكاتب أن لا شيء مما آنف ذكره سهل. جميعها تتطلب دبلوماسية جادة وجهود أمنية “بقيادة الولايات المتحدة” لتغيير توازن ساحة المعركة مما سيجبر الأسد وروسيا على إجراء تسوية معقولة. لذا، وبحسب رأيه، “نحن بحاجة للحصول على هذه الخطة قريباً”، ويضيف أنه “ربما ليس هناك خيار آخر فعال للتعامل مع الحرب الدائرة في سوريا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة