سارة العمر

يشهد حيا #حلب الجديدة و #الحمدانية حملة “تعفيش غير مسبوقة للمنازل والممتلكات”، على يد ميليشيات تقاتل إلى جانب قوات النظام، حيث “تستغل”  نزوح الأهالي  بسبب الاشتباكات الأخيرة بين قوات النظام والميليشيات التابعة له وقوات المعارضة، وسقوط قذائف الهاون بشكل كثيف على الحيين، وفق مصادر من المدينة.

يقول محمود وهو أحد سكان حي المرديان في حلب إن “سوق المستعمل في حي الفيض والذي بات يسمى بسوق التعفيش، ازدهر بعد يومين فقط من بدء الاشتباكات في حي الحمدانية، وبات مليئاً بالأثاث والأدوات الكهربائية المسروقة التي تعرض للبيع على عينك يا تاجر، رغم تعرف أصحابها عليها، خلال الأسبوع الماضي اشترى أحد أصدقائي براداً بـ٦٠ ألف ليرة وغسالة بـ ٤٠ ألفاً، هو نفسه تعرض منزله للسرقة مسبقاً في حي #صلاح_الدين، ووجد نفسه مضطراً لشراء بضائع مسروقة من غيره”.

أما عمر فيقول إنه شهد على عراك بالسكاكين بين شخصين بالشارع، وتبين أن أحدهم رأى أثاث منزله يباع، فهجم على البائع وحاول قتله، لكن البائع قال إنه اشتراها من أحد #الشبيحة، ويضيف “الكثير من الشبيحة يبيعون ما يسرقونه بأنفسهم ويعرضون على المارة أسلحتهم قبل مسروقاتهم حتى لا يتجرأ أحد على فتح فمه، ويقولون أنها غنائمهم من الإرهابيين، ويقال أن ما خرج من حلب أكثر بكثير مما يباع فيها، قانون الغاب هو السائد ليس هناك من يستطيع محاسبة هؤلاء، فلديهم ضوء أخضر باغتنام كل ما يستطيعون اغتنامه مقابل أن يستمروا في قتالهم لصالح النظام”.

من جانبها، تقول سعاد وهي من سكان حي الحمدانية إن  منزلها قد تعرض للسرقة بوقت قياسي، وخلال  بعد ساعات فقط من خروجهم منه، تقول “صمدنا مدة يومين في المنزل والقذائف تتساقط حولنا لأننا لا نملك أي مأوى آخر، هذا المنزل هو كل ما نملك ولم نرد أن نخسر كل ما فيه، منعت الحواجز النازحين من تحميل أثاثهم إلى مكان آخر، كنا نشهد على عمليات السرقة التي تتم حولنا، خاصة في ساعات الليل، كانوا يفرغون عشرات المنازل خلال ساعات، ويخرج من الحي كميونات ملئية بالمسروقات، في اليوم الذي اضررنا للخروج اتفق زوجي مع أحد الحواجز على دفع 50 ألف ليرة كرشوة مقابل العودة لتحميل الأغراض، وحين استطاع دخول الحي مساءً  وجد المنزل على الحديدة، لقد سرقوه فور خروجنا”، تضيف “الكثيرون لا يجرؤون على ترك منازلهم رغم الخطر خوفاً من أن تسرق، كان على الجميع أن يختار بين المخاطرة بحياته أو يخسر كل ما يملك”.

ينجح السارقون ببيع هذه البضائع بأسعار منخفضة، مستغلين عدم قدرة الناس على شراء بضائع جديدة، وهو ما أثار مشكلة أخلاقية يكثر الحديث عنها في حلب، ما دفع أئمة المساجد في حلب  للحديث على الملأ عن حرمانية بيع وشراء الأثاث المسروق في خطب الجمعة الماضية.

وكانت صفحات موالية للنظام قد تحدثت مؤخراً عن أن “التعفيش” طال منزل عضو القيادة القطرية لحزب البعث شعبان عزوز، والذي كان  على ما يبدو “غنيمة وفيرة للشبيحة” حيث تمت سرقته وتفريغ كافة محتوياته بعد نزوح أهله منه كسائر المنازل في المنطقة.. تقول المصادر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.