شاركت #روسيا وبشكل رسمي في دعم #النظام_السوري عسكرياً ليتمكن من السيطرة على حالات التمرد في مدن #سورية عدة، ذلك من خلال الغارات الجوية. ولكن ماذا عن المرتزقة الروس الذين يشاركون في الاشتباكات على خطوط التماس البرية؟!

عن هذا الموضوع أعد كل من ماريا تسفيتكوفا وأنطون زفيرف تقريراً لوكالة #رويترز نشرته بتاريخ 3 تشرين الثاني 2016 جاء في مطلعه: “برهن مطلع هذا العام أنه مميت لإحدى وحدات المقاتلين الروس المكونة من 100 جندي والذين يدعمون قوات الرئيس #بشار_الأسد في الشمال السوري”.

وفق التقدير لقي مكسيم كولغانوف  البالغ من العمر 38 عاماً مصرعه أثناء تبادل لإطلاق النار مع “الثوار” قرب مدينة حلب، ذلك في الثالث من شهر شباط، وفي التاسع من شهر آذار تعرضت الوحدة ذاتها للقصف بالقذائف قرب مدينة ‎#تدمر، فأصيب سيرجي موروزوف خلال القصف ولقي حتفه قبل وصوله إلى المستشفى.

أما روسيا، وتكريماً منها لذوي شهدائها حسب ما جاء، فقدمت في المنطقة الجنوبية أوسمة لعائلات الضحايا كانت عبارة عن وسام البطولة مع شهادات موقعة من الرئيس #فلاديمير­_بوتين.

إلا أن كولغانوف و موروزوف، بحسب التقرير، لم يكونا موظفين لدى الدولة الروسية. إنما كانا متعاقدين لدى القطاع الخاص، وهو جزء صغير من الجيش مكون من أشخاص مثل هؤلاء ينتشرون سراً من قبل #الكرملين في سوريا. كما لم يتم الإعلان عن حالات وفاتهم ووفاة آخرين مثلهم. وبحسب عائلاتهم فلم يحصلوا على معلومات كافية عن ظروف وفاتهم وطُلب منهم عدم النقاش في هذه المسألة.

وبحسب رويترز، في واحدة من تلك الحالات على الأقل، تلقت فيها عائلة الجندي المقتول تعويضاً يقدّر بـحوالي 100000 دولار أمريكي.

رسمياً، تشارك روسيا فقط في الحرب الجوية على سوريا مع وجود عدد صغير من القوات الخاصة على الأرض. وتنكر #موسكو مشاركة قواتها في العمليات القتالية العادية برياً.

لكن رويترز، ومن خلال مقابلات أجرتها مع عدد من الأشخاص المتطلعين على الانتشار الروسي البري، تأكدت من أن المقاتلين الروس يلعبون دوراً برياً أكبر من الدور الذي يدعي الكرملين أن جيشه النظامي يقوم به. ووصفت المصادر المقاتلين الروس بالمقاولين أو المرتزقة، موظفين من قبل شركة خاصة، بدلاً من قوات الجيش النظامي. لكنهم يعملون بالتنسيق مع الجيش الروسي ويمنحون الامتيازات المتاحة عادة للجنود الروس بالرغم من مرتبتهم غير الرسمية في الجيش الروسي. وأكدت المصادر أن المرتزقة يسافرون إلى سوريا من خلال الطائرات الروسية العسكرية التي تحط في القواعد الروسية في سوريا. وعند إصابة أحدهم، فإنه يعالج في المستشفيات المخصصة للجيش الروسي. ويُمنحون الأوسمة من قبل الدولة.

لم تتمكن رويترز من تحديد العدد الدقيق للمرتزقة الروس المحاربين في سوريا، ولا عدد الخسائر في صفوفهم، لكن وبحسب ثلاثة أشخاص على اطلاع بتعزيزاتهم العسكرية أكدوا وجود عدة وحدات مماثلة للوحدة العسكرية التي كانت تضم كل من كولغانوف و موروزوف.

وفي محاولة لرويترز الحصول على معلومات عن الشركة أو الشركات التي استأجرت هؤلاء المرتزقة، ومصدر التمويلات المقدمة لهم ولعائلاتهم، لم تحصل الوكالة على أية إجابات لا من الكرملين، ولا من المسؤولين السوريين.

بحسب القانون الروسي، العمل كمقاول عسكري خاص في بلد آخر أمر غير شرعي. ومع ذلك، شارك المواطنون الروس على مدار 25 عاماً  في الحروب ضمن الاتحاد السوفييتي السابق.

وفي عام 2014، حاربت أعداد كبيرة من الروس بشكل علني نيابة عن الانفصاليين الموالين لموسكو في #أوكرانيا. وتقول الدول الغربية أن موسكو هي من نظّم وسلّح وموّل تلك الوحدات الثائرة، بينما ينفي الكرملين ذلك بقوله أن أي روسي وجد هناك كان متطوعاً ومستقلاً.

وفي أول صراع لها خارج حدود الاتحاد السوفييتي سابقاً منذ الحرب الباردة، انضمت روسيا إلى الحرب في سوريا. أما الاستعانة بالمرتزقة فكان اقتراحاً من قبل محاربين قدماء في صراع أوكرانيا.

وحسب ثلاثة أشخاص على معرفة بموروزوف وكولغانوف، فإن كليهما قاتلا في أوكرانيا كجزء من الوحدة العسكرية نفسها التي أخذتهما في النهاية ليقاتلوا في سوريا. وبحسب أحد المصادر، فإن قائد تلك الوحدة كان رجلاً يستخدم اسماً حركياً هو “فاغنر”، وأنه أصبح قائداً لقوات المرتزقة الروسية في سوريا. ليس هناك معلومات كافية عن هويته الحقيقية، إنما اثنان من رفاقه أكدا أنه سافر إلى سوريا كمرتزق في عام 2013، ذلك قبل قيادة مجموعته من المرتزقة الروس شرق أوكرانيا. ثم عاد بعد ذلك إلى سوريا حيث بدأت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في أيلول 2015.

“كابا” وهو على اتصال بمعظم المرتزقة في سوريا، أكد للوكالة أن معظم المقاتلين في سوريا أغراهم القتال فيها لأنهم فشلوا في التأقلم والعودة للحياة المدنية بعد قتالهم في أوكرانيا، وأضاف: “لقد تم تجنيد المحاربين الروس القدماء للمشاركة في القتال البري في سوريا بعد أن توضحت عدم مقدرة القوات السورية على الصمود بدون دعم بري، ذلك بالرغم من الدعم الروسي الجوي”. كما أكد أن تلك الوحدات تعمل بالتنسيق مع وزارة الدفاع الروسية.

بحسب كابا، فقد نقل جثمان كل من موروزوف وكولغانوف إلى روسيا على متن طائرة عسكرية ،وقد سُلّمت الجثث إلى مشرحة يستخدمها الجيش في مدينة روستوف الجنوبية.

وبحسب التقرير، فقد اطلعت رويترز على وسام البطولة الذي مُنح لكولغانوف بعد وفاته، والذي تم إيصاله إلى منزل عائلته من قبل شخص يرتدي ملابس مدنية ولم يعرّف عن نفسه، وعن تاريخ الوسام، فقد كان ممهوراً بتاريخ 7 أيلول 2016.

لم يخبر كولغانوف أقربائه عن المكان المتواجد فيه، لكن الصور التي كان يرسلها كانت تحمل شيئاً من مفتاح السر، فإحدى تلك الصور والتي كانت معلقة على الجدار في منزل عائلته، كان يظهر فيها تحت ظل شجرة برتقال. أما الدليل القاطع الدال على وجوده في سوريا، فلم تحصل عليه العائلة إلا بعد وفاته، وهو جواز سفره يحمل ختماً سوريا .

وصرح أقربائه أن الأشخاص الذين أعلموهم هاتفياً بخبر وفاته، والأشخاص الذين سلموهم الجثمان في مشرحة روستوف لم يوضّحوا لهم شيئاً عن المكان الذي قتل فيه أو لصالح من كان يعمل، أما الأشخاص الذين تعاطفوا معهم وأخبروهم ببعض التفاصيل فطلبوا منهم عدم التحدث إلى الصحافة بذلك.

وفي حالة مشابهة تحدثت سيدة خمسينية إلى رويترز شريطة عدم الكشف عن هويتها أو هوية زوجها، أن الأخير قد قتل في سوريا بينما كان يعمل مقاولاُ عسكرياً فيها. وقالت: “أخبروني عنه فقط بعد وفاته، اتصل بي شاب وأخبرني بوفاته في سوريا، مهدداً ألا أتحدث لأحد بذلك. إنهم أناس مخيفون”.

وبالمقابل، تُفصح السلطات الروسية عن بعض حالات الوفاة بين أفراد الجيش الناجمة عن القتال، بالرغم من أنها غالباً تأتي متأخرة وبدون الاحتفاظ بحصيلة رسمية.

وبحسب المقال، لم تتمكن رويترز من تحديد حصيلة المقاتلين الروس الذين قضوا في سوريا. إنما بحسب كابا، خسرت الوحدة العسكرية الصغيرة التي تضمنت كولغانوف وموروزوف أربعة مقاتلين منذ بدء الحملة الروسية في سوريا، من ضمنهم قائد الوحدة الذي قتل بالأسلحة النارية في المعركة ذاتها التي قتل فيها مورتوزوف، وجرح العشرات. وتحدث آخر إلى رويترز أن الضابط الروسي سيرغي تشوبوف قد قتل في سوريا في الثامن من شباط، وهو أيضاً ينتسب لمجموعة فاغنر .

أما الطبيب الذي تحدث إلى الوكالة فقد أكد أن قسم الجراحة الذي يعمل لديه قد عالج ستة أو سبعة مقاتلين روس غير منتمين للجيش الروسي _ عائدين من سوريا _ وأن إصاباتهم كانت جراء القتال، وأن أعداد المرتزقة الذين تلقوا العلاج في مستشفاه يمكن أن يكون أعلى من ذلك في بعض الأوقات. وأضاف أيضاً أنه يعرف مستشفيين على الأقل في موسكو وسان بطرسبرغ يقدمان العلاج للمقاولين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة