من الطبيعي أن يبارك الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين بفوز دونالد #ترامب في الانتخابات الرئاسية. كذلك تهنئة شخصيات بارزة في اليمين الجمهوري الأوربي، وزعيم جماعة #كلوكس_كلان السابق. لكن ما يثير للاستغراب هو ابتهاج شخصيات إسلامية متشددة بفوز الرئيس المنتخب الجديد.

رصدت #الواشنطن_بوست بعض ردات الفعل الإسلامية تجاه فوز ترامب  في الانتخابات، فأعدت مقالاً نشرته بتاريخ 9 تشرين الثاني 2016 لكاتبته آيشن تارور قال فيه إنه بعد فترة وجيزة من إعلان انتصار ترامب، توجهت عدد من الشخصيات السلفية البارزة في الشرق الأوسط، والذين ارتبطت أسمائهم بالجهاديين، إلى وسائل التواصل الاجتماعية على الانترنت للتعبير عن ابتهاجهم بفوز ترامب في الرئاسة.

وأشارت التصريحات وفق ما نقلته الجريدة إلى الاعتقاد أن فوز مرشح مثل ترامب، وهو الذي اقترح فرض حدود صارمة على هجرة المسلمين ودعا إلى تلويعهم، من شأنه أن يضعف الموقف المعنوي والأخلاقي للولايات المتحدة حول العالم.

وأشادت مواقع وسائل الإعلام المرتبطة بكل من الدولة الإسلامية والقاعدة بنجاح ترامب على أنها بداية “العصور المظلمة ” للولايات المتحدة، في إشارة إلى اضطراباتها الداخلية وحملاتها العسكرية الدخيلة خارجياً حيث من شأن هذه الظروف أن تستنزف القوى الأمريكية العظمى.

ففي تصريح على المنبر الجهادي الإسلامي، وهو واحد من عدة منتديات جهادية ترسل تعليقات على نتائج الانتخابات الأمريكية، جاء: “ابتهجوا بدعم من الله وبشرى تشير إلى الزوال الوشيك لأمريكا على يد ترامب”.

وفي مقالة قدمتها مجموعة انتليجنس، وهي مؤسسة خاصة من شأنها مراقبة الجهاديين في مواقعهم على شبكة الانترنت، جاء فيها: “إن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية سوف يجلب العداء للمسلمين ضد أمريكا كنتيجة لأعماله المتهورة التي تُظهر العنف والكراهية العلنية والضمنية ضدهم”.

المنبر، ومن بين العديد من المنشورات الجهادية المبطنة على الإنترنت، سعى للاستفادة من تصريحات ترامب المثيرة للجدل في حملاته الانتخابية حول المسلمين، بالقول إن عزل المسلمين العاديين هو مفتاح لتجنيدهم من قبل مقاتلين أجانب. وقالت مجلة #دابق التابعة للدولة الإسلامية والناطقة بالإنكليزية إن الحملة الإرهابية في أوربا أريدَ من ورائها إشعال شرارة لدى الحكومات الغربية ضد المسلمين، لإجبار المسلمين الغربيين على اختيار أحد الجانبين.

أما  حساب (المقالات) على تويتر والمؤيد للقاعدة، فقال في تصريح أن ترامب سيعمل على جعل الولايات المتحدة العدو رقم /1/  مرة أخرى لدى مسلمي الشرق الأوسط ، وقال أيضاً: “إن ترامب سوف يعمل خلال السنوات الأربعة القادمة كما فعل بوش من قبله”.

أما الموقع اللبناني الناطق بالإنكليزية الأخبار الآن فجمع تشكيلةً من التعليقات الأخرى للمنظرين السلفيين البارزين منهم، حمزة الكاريبي “الناطق الإعلامي باسم جماعة جبهة فتح الجهادية السورية التي كانت سابقاً  مع تنظيم القاعدة قبل وسمها هذا العام في محاولة لتجنب استهدافهم من قبل الغارات الجوية الروسية والأمريكية” قال في تغريدة على تويتر: “إن فوز ترامب هو صفعة قوية لهؤلاء الذين يدعون إلى تعزيز منافع الآليات الديمقراطية”.

أبو محمد المقدسي، المرتبط مذهبياً بتنظيم القاعدة، وله من المتابعين 60000 على تويتر، فشمت بنجاح ترامب، وأوحى إلى أن فوزه قد يكون بداية عصر التجزئة والانقسامات لأمريكا. وفي تغريدة أخرى قال بأن ترامب “يكشف العقلية الحقيقية للأمريكان وتمييزهم العنصري تجاه العرب والمسلمين وكل شيء. وأن ترامب يكشف ما كان يخفيه أسلافه، لذا فإن فوزه يكشف الكثير عن أمريكا ومستقبلها”.

سلفي جهادي آخر يدعى أبو قتادة الفلسطيني، والذي تم ترحيله من بريطانيا عام 2014، وله من المتابعين عشرات الآلاف، غرّد قائلاً “هل رأيتم كم لطيف هو هذا المجتمع!، إنه المجتمع الأمريكي الذي يعارض ظاهرياً سياسات زعمائه من حيث كرههم واستهزائهم بالعالم، ومن ثم يصوت بالملايين لـ ترامب”.

ويشير المقال إلى أن رد فعل هؤلاء المتطرفين ما هو إلى انعكاس للذعر المبثوث في الولايات المتحدة من قبل نقاد ترامب الذين يرون في فوزه الديماغوجي تفككاً للجمهورية الأمريكية وانهياراً للأسطورة الأمريكية الاستثنائية.

أما في #أفغانستان، فقد استخدم متحدث باسم طالبان في بيان لهم لغةً ليست بعيدة عن تلك التي تحدثت بها الحركات الشعبية القومية المتطرفة في أوربا، والتي وقفت صفاً واحداً مع حملة ترامب في معارضة الهجرة وتثور أحياناً ضد التدخل في النزاعات في أماكن أخرى.

حيث جاء في البيان: “رسالتنا هي.. ينبغي على الأمريكان أن يصوغوا سياسة لا تُقصي استقلال وسيادة الأمم الأخرى، والأهم من ذلك يجب عليهم سحب كل قواتهم من أفغانستان”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة