فتحي أبو سهيل- دمشق:

يبحث السوريون بشكل دائم عن بدائل وخيارات في حياتهم اليومية تخفف همهم الاقتصادي ونفقاتهم المعيشية،  وفي خضم ذلك قد يجد بعض التجار والمنتفعين أبواباً ووسائل لجني المكاسب والأرباح استناداً إلى حاجات الناس، وبغض النظر عن تأثيرات وتداعيات ما يقومون به للترويج.

 

وانتشرت في الأسواق مؤخراً إعلانات ودعايات لمنتجات غذائية بديلة لمنتجات أخرى، معتمدة على عامل السعر المتدني مقارنة بالمنتج الأساس، وتحديداً اللحوم التي فاقت أسعارها قدرة #العائلة_السورية محدودة الدخل، إضافة لارتفاع سعر اللحوم البيضاء في الآونة الأخيرة.

ومؤخراً، حظي #فول_الصويا بشكل خاص على اهتمام المنتجين والمروجين، حيث يتم الترويج له كبديل عن اللحمة في استغلال واضح من قبل الشركات المصنعة لحاجة المواطنين بعبارة “بديل اللحمة الأرخص”، حيث تدعيهذه الشركات أن منتجها قابل للاستخدام عوضاً عن اللحوم الحمراء في الطبخ والطعام، وأنها مصدر بديل للفوائد الغذائية وتقدم ذات المذاق والمظهر.

وفي سبر لموقع (#الحل_السوري) لعدة محال ممن طرح عليهم المنتج (بديل اللحمة) تبين أن الإقبال على المنتج لازال ضعيفاً، وليس مساوياً لحجم الحملة المروجة له، حيث هناك الكثير من المحال التي تضع لصاقات إعلان عن المنتج دون أن تبيعه بالفعل، حيث كان لم يقتنع أغلب الباعة به حتى يقنعوا الزبائن بدورهم.

لاعلاقة له باللحم

بعض ربات المنازل ممن جربن المنتج أكدوا أنه لا علاقة له باللحم من حيث الطعم والنكهة، بل هو قريب في الشكل نوعاً ما، لكن مذاقه مختلف كلياً، ولا يمكن اعتماده كبديل.

إحدى السيدات أكدت أن “عائلتها شعرت بفرق الطعم مباشرة، فور تذوقها الكبة التي استخدمت في حشوتها المنتج المصنع من فول الصويا، مع أنها لم تخبرهم عما فعلته”.

من جانبها قالت سيدة أخرى أنها “حاولت صنع صفيحة من المنتج، لكن النتيجة لم تكن مرضية واستخسرت ما دفعته لدى الفران على الكمية”. بحسب تعبيرها.

بالمقابل مدح بعض الأشخاص بوجود هكذا منتج “كونه صحي ومضمون” على حد تعبيرهم، أكثر من اللحوم المغشوشة والمهربة التي تباع في الأسواق السورية، معتبرين ذلك ميزة سبقتنا لها الدول الأوروبية التي تعنتني بصحة مواطنيها.

هل سيكون وسيلة للغش؟

وتخوف البعض الآخر من المواطنين من استعماله في المطاعم كطريقة للغش بوضعه بدلاً عن اللحمة بقصد الربح، فيما “تحسر” آخرون على الحال التي وصل لها الشعب السوري من عدم قدرته على تناول اللحوم الحمراء إذ تربى وتعيش في مناطق واسعة من البلاد قطعان من الأبقار والأغنام ولها صيت مميز بين دول الجوار، لكنها باتت حكراً على طبقة معينة وحرم منها الآلاف.

ووصل سعر #لحم_الخاروف في السوق الدمشقية المسوفة الى 5300 #ليرة، بينما سعر الكيلو الهبرة يباع بـ5800 ليرة سورية، بينما وصل سعر كيلو لحم العجل الهبرة الى 3500 ليرة للكيلو، والشرحات 3800 ليرة.

وتوجد في عدة مناطق محلات تبيع لحم جاموس مجمد حيث يصل سعر الكيلو المسوف منه الى 2000 ليرة، وسعر كيلو الهبرة فخذ 2500 ليرة، أما كيلو الشرحات والشقف فيصل ال 3000 ليرة.

وتعتبر لحوم الدجاج من أكثر الأنواع التي تشهد تقلبات في أسعارها، حيث ارتفعت مؤخراً ليصل معها سعر الكيلو إلى 2000 ليرة، بينما يبيعه البعض بـ1800 ليرة.

الكيلو بـ 1000

وبالمقارنة بين أسعار اللحوم الحقيقة، ومنتجات “اللحم البديل” يلاحظ وجود فرق كبير بالسعر، حيث تباع العبوة من 350 غرام بـ 1000 ليرة سورية، وبعد نقعها وتصفيتها من المياه يصل وزنها فعلاً إلى كيلو غرام، وتأتي العبوة مع كتيب شرح الطبخات التي يمكن أن يطهى معها المنتج، مع كيس بهارات.

ويتم تحضير “بديل اللحمة” بنقعه في المياه لمدة 45 دقيقة، ومن ثم تصفيته لمدة 15 – 20 دقيقة، وبعدها يبهر ويطهى.

ومن الناحية الصحية، تحدث طبيب في العاصمة دمشق فضل عدم كشف اسمه لموقع (الحل السوري) أن “منتجات الصويا تعتبر غنية بالبروتينات النباتية، لكنها مختلفة تماماً عن البروتين الحيواني، الذي لا يمكن تعويضه من منتج نباتي حتى الصويا”.

وأكد الطبيب أن “اللحوم تحتوي على حديد ثنائي التكافؤ يمتاز بسرعة وسهولة الهضم مقارنة بالحديد في المصدر النباتي”.

مخاطر “بديل اللحمة”

وفي سياق متصل، توجد العديد من التحذيرات إزاء ماقد يسببه تناول الصويا من حساسية، رغم أنه ليس بالمرض الشائع في منطقتنا وبلدنا تحديداً لكنه موجود ولو على نطاق ضيق، فضلا عن عدم ثبوت تأثير تناول منتجات الصويا بعد سن اليأس لدى المرأة، فيما إذا كان يخفض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، أو حتى يؤدي لأضرار أو الإصابة بالسرطان.

أما بخصوص تأثيره الهرموني والحديث عن مضاره للرجال، فالدراسات لم تحسم بعد الجدل حول تلك النقطة ما يضعه ضمن دائرة الأغذية غير مضمونة النتائج في حال تم تناولها على المدى الطويل وبكميات كبيرة، حيث توجد العديد من الدراسات التي اثبتت تأثير منتجات الصويا على خصوبة الرجال من ناحية تعداد الحيوانات المنوية، وذلك بحسب دراسات لـ “الجمعية العلمية الأمريكية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.