يتهمه المسؤولون الأمريكيون بأنه جزء من “دائرة القيادة الداخلية ” لدى فرع القاعدة في #سوريا، المعروف على نحو واسع باسم #جبهة_النُصرة. لكن عبد الله محمد #المحيسني يشدد أنه متفاجئ لمعرفته أن وزارة المالية الأمريكية اعتبرته إرهابياً وطلبت تجميد أمواله.

 

هذا ما ابتدأ به روكميني كاليماشي مقاله الذي نشرته النيويورك تايمز بتاريخ 17 تشرين الثاني 2016، والذي تحدث فيه عن استراتيجية تنظيم القاعدة  في الجماعات الفرعية التابعة له، وخص في تقريره حالة عبدالله المحيسني الذي يعتبر نفسه شيخاً مستقلاً متابعاً لمجريات الأحداث في حين يرى المحللون والمسؤولون أنه قائد بارز لدى تنظيم القاعدة، وإنما ينفي انتماءه “تجنباً للتعرض للغارات الجوية الأجنبية”.

قد أجرت النيويورك تايمز الأسبوع الماضي  مقابلة مع المحيسني عبر سكايب قال فيها: “يشعر السوريون اليوم بالصدمة حيث يجدون الولايات المتحدة قد وضعت شخصاً على قائمة الإرهاب يعتبرونه رمزاً وطنياً “، وأًضاف: “هذا أمر غريب جداً. عبد الله المحيسني شخصية مستقلة، كيف تصفه وزارة الخارجية الأمريكية بأنه ينتمي إلى فتح الشام “.. قال ذلك مستخدماً الاسم الجديد لجبهة النُصرة.

الشيخ المحيسني، البالغ من العمر 31 عاماً والمولود في #السعودية، والذي قال إنه يتحدث من سوريا، لم يسبق أن تداولته عناوين الصحف الغربية. وما يفعله على الأرجح هو ردة فعل على محاولة جبهة النصرة العمل بمرونة من خلال إعادة وسم المجموعة علناً، حتى لو لم يعترف أي أحد في دوائر الإرهاب أن هذا التغيير قد حصل حقاً. وبحسب المقال، فقد “أًصبحت جهود العلاقات العامة أساسية في المنافسة ضمن عالم الجهاديين من أجل التجنيد والتمويل، وفي الجهود المبذولة لتجنب التعرض للأعمال العسكرية الانتقامية من قبل القوى الأجنبية”.

فيما يرى محللون أن الجماعة قامت بحركة لتخفي ارتباطها بتنظيم القاعدة، فغيرت اسمها مؤخراً من جبهة النُصرة إلى فتح الشام ووسمت نفسها بأنها جماعة ثائرة محلية ضدّ حكومة #بشار_الأسد، وأعلنت أنها لم تعد تنوي استهداف الغربـ، لكن الخبراء والمسؤولين يقولون إن الجماعة ما تزال جزئاً أساسياً من تنظيم القاعدة، وأنها نافست من قَبل الدولة الإسلامية من أجل السيطرة على المناطق والحصول على الدعم مانحةً المعركة ضد القوات الموالية للأسد أولويات أقل.

وبحسب كولن كلارك (محلل في مؤسسة راند) فإن جبهة النُصرة واقعياً هي أكبر فروع تنظيم القاعدة مع زهاء 10000 مقاتل. واصفاً إعلان انقسام المجموعة عن التنظيم بأنه “مجرد خدعة ووسيلة لحماية المجموعة  وإعادة بنائها بينما يتعرض تنظيم الدولة الإسلامية للقصف من قبل الغارات الجوية”، وبحسب قوله: “فعلوا ذلك لإعطاء أنفسهم فرصة لالتقاط الأنفاس”.

كما أن المسؤولين والمحللين لا يعترفون بمحاولة إعادة التصنيف لجبهة النُصرة على أنها خطوة جدّية تفصلهم عن تنظيم القاعدة، كما لا يثقون باحتجاجات المحيسني بأنه لا يعدو كونه عالم دين لا علاقة له في منافسات الجهاديين في سوريا.

وبحسب المقال، يتفق خبراء مهتمون بشأن جبهة النُصرة مع المسؤولين الأمريكيين والأوربيين في اعتبار المحسيني قائداً بارزاً في الجماعة، وتربطه علاقات عميقة مع شبكة القاعدة الدولية. وفي اتصالاته العامة حتى الآن، ترك المحسيني لنفسه مجالاً صغيراً في التواصل مع مواقع القاعدة على الشبكة، فيظهر في منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي كلمات ترثي وفاة قادة التنظيم، وتشجع القائمين بالعمليات الانتحارية. كما ظهرت سيرته الذاتية في مجلة “الرسالة” التابعة لتنظيم القاعدة.

بدا المحسيني في مقابلة السكايب  مرتاحاً “وتبرز أسنانه مع ابتسامته العريضة عندما يُصر على أنه لا يُشكل أي تهديداً للغرب”، وعند سؤاله عن التواصل مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قال: “نعم، في عام 2014 تحدثت إلى أيمن #الظواهري لأنه شيخٌ كبير وسمح، وطلبت منه التحدث عن #داعش لأن له جمهور كبير، فأردته أن يتحدث لمنع الشباب من الانضمام إلى داعش”.

أما عن الصور التي ظهر فيها مع قادة من تنظيم القاعدة، وآخرين معروفين، والتعليقات التي أدلى بها عنهم، فقد شبّهها بالصور من اجتماع القمة حيث يظهر الرئيس أوباما جالساً بجانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معلقاً : “هذا لا يعني أنهما يتشاركان في نفس الإيديولوجية”.

وبحسب المقال، بعد أن تم جدولة المحيسني من قبل وزارة المالية، اتصل بالتايمز عبر وسيط. وللتأكد من هويته، قامت التايمز بمقارنة صورته على السكايب بصورته الرسمية، كذلك قارنت صوته بتسجيلات صوتية سابقة صادرة عنه. فقد استخدم في تواصله مع التايمز صفحته الرسمية على تويتر, والتي يتابعه من خلالها أكثر من 60000 متابع, حيث أصبح نقطة مرجعية للجهاديين في سوريا.

وذكر عبر سكايب أنه يتحدث من محافظة #حلب، الأمر الذي لا يمكن تأكيده، وأضاف: “أنا مشهور جداً، أنا مثل شيخ، طلب الناس من حولي أن أخفي موقعي، لكنني لا أستطيع إخفاء أي شيء لأنني معروف من قبل الجميع، لا أستطيع أن أعمل سراً من أجل أي أحد”.

أما المحلل توماس جوسلين، الذي يتعقّب المحيسني منذ عام 2013، والذي وثّق ارتباطاته القوية بتنظيم القاعدة، فإنه يشير إلى ولاء المحيسني إلى تنظيم القاعدة في حقيقة أنه حاول لعب دور الوساطة بين التنظيم والدولة الإسلامية عندما بدأت الاشتباكات بينهما في سوريا. وبعد أن جحدت قيادة القاعدة الدولة الإسلامية عام 2014، عزز المحيسني من خلال تغريدة عامة طلبه من أعضاء الدولة الإسلامية بالارتداد عنها إلى مجموعة القاعدة، مشيراً إلى زعيم التنظيم بوصفه “شيخ المجاهدين”.

كما قال جوسلين أن وصف المحيسني نفسه بأنه متابع مستقل هو بحد ذاته جزء من استراتيجية القاعدة بعدم إعلان الولاء لها، مستخدمة المجموعات المحلية كورقة تين لحجب أهدافها الحقيقية.

وأضاف: “نحن نعتبر هذا لعبة من ألعاب وخطط تنظيم القاعدة، يريدون أن يكون لديهم غموض حول انتماءاتهم التنظيمية، لأنهم إذا ما عُرفوا باسم تنظيم القاعدة يصبح من الصعب بالنسبة لهم تحقيق أهدافهم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة